أتذكر أنني كنت أصور في الصباح الباكر لأحد البرامج وحاولت جهدي أن لا أنتهك خصوصية أي كان, إذا بشخص يأتي مباشرة إلي ويأمرني بأن لا أصور باب العمارة التي يقطنها حتى لا يعرفها أحد! في الحقيقة أدهشني خوفه من الكاميرا وهوسه بخصوصيته كأنما الفضيحة أن تسلط الكاميرا على باب عمارة يسكنها هو كما يسكنها غيره!كيف سوف تترعرع ثقافة الصورة ونستطيع أن نصنع أفلاما يكون المؤثر الأول فيها هو ما تحمله الصورة في طياتها من معان والصورة الآن بالنسبة لنا بعبع وسلاح تهديد؟ فهاهم الخبراء يحذرون من جرائم سينمائية والأمن السعودي يلقي القبض على شاب هدد فتاة بفيلم فاضح لماذا بدأت حضارتنا تدنس كل ما هو جميل؟ أين الخلل؟ أصبح هوس الناس هو التقاط صور فاضحة بينما النصف الآخر يحاول جاهدا الهروب من أن يكون الضحية التالية. وفي الحقيقة الفن هو الضحية الكبرى في هذه المطاردة الشرسة.نقول لكل هؤلاء الرافضين للسينما والتصوير الفني لا تخافوا, لن تصبح لدينا سينما حقيقية قريبا ولن نشارك في مهرجانات التصوير الفوتوغرافي ونفوز فنحن لا نستطيع أن نعبر عن ذاتنا من خلال فن كل اعتماده يكون على شحن الصور بالمشاعر والأفكار والتمرد لأننا لا نستطيع أن نتعامل مع الصورة إلا من باب الجفاء والخوف والريبة. لن نتعامل مع الكاميرا بأريحية وود قريبا فصورنا تساوي فضيحتنا فسنخفي تلك الصور ونحاول من الأساس ألا نلتقطها- فلا تخافوا سنظل نصنع أفلاما غير مؤثرة وننتج صورا باهتة لمدة طويلة.[c1]نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية [/c]
ثقافة الصورة والجرائم السينمائية
أخبار متعلقة