بعد أن تم إعدام الملعب التاريخي لنادي الميناء الرياضي :
احمد راجح سعيد هل صحيح بأن نادي الميناء الرياضي احد الصروح الرياضية العريقة في بلادنا والذي ظل على مدى عقود طويلة من الزمن يحلم باستعادة ملعبه الكروي التاريخي قد فقد اخيراً هذا الحلم من الجهات المسؤولة بعد أن بدأت الاجراءات العملية في الشروع نحو تحويلة الى حديقة تابعة لاحد المستثمرين من ذوي العقار الثقيل واكتفت ادارة النادي الحالية بأن يكون لها نصيب من عائد هذا المشروع والذي كما يبدو بأنه مجرد عباءة لتحويلة مستقبلاً إلى مشروع سكني او تجاري خاصة وان كل المشاريع الاستثمارية المماثلة والمتعلقة بالحدائق المجاورة للملعب قد باءت بالفشل وذلك لتعارضها مع رغبات شباب المنطقة والذين اصبحت مثل هذه المشاريع الباهتة لاتستهويهم قياساً لحبهم الطاغي والمتمثل بلعبة كرة القدم . كما أنها تعتبر انعكاساً للمفاهيم الرياضية الخاطئة لما تمثله المنشآت الرياضية الادارية والتكوينية في عملية التطور الرياضي بآفاقة الواسعة فهذه المنشآت والتي يطلق عليها في لغة الاقتصاديين ( بالبنية التحتية الرياضية ) تعتبر من أهم المجالات التي تعمل على تربية النشئ والشباب تربية رياضية وإجتماعية وأخلاقية فهي تبني أجسامهم وعقولهم وتحافظ على سلامة صحتهم وتكسبهم المناعة الخلقية والشجاعة وتنمي فيهم روح الجماعة والمنافسة الرياضية الشريفة وتعودهم على إنكار الذات والمثابرة كما انها اي هذه المنشآت تعتبر وسيلة مهمة من وسائل امتصاص الفراغ القاتل لدى الشباب وتحميهم من ظاهر التسكع ماينتج عنها من مخاطر غير محببه اخلاقياً واجتماعياً . لذلك نجد بأن تلك الدول المتقدمة والتي قطعت شوطاً كبيراً في عملية التطور الرياضي قد وضعت نصب أعينها مبكراً مثل هذه المتطلبات الضرورية أبتداء من الرياض والمدرسة مروراً بالجامعة وانتهاء بالاندية الرياضية ومكوناتها . وكما ان المعلوم لدى الجميع بأن هذا الملعب بقدمه وتاريخه الطويل تابع لنادي الميناء وقد صودر عنه منذ فترة ليست بالقصيرة لتحويلة الى نصب تذكاري ومنذ ذلك الحين ظلت احقيته تتراوح مابين النادي ووزارة الشباب والرياضة التي وعدت اكثر من مرة على اعادته لمكونات النادي الا ان ذلك لم يحصل حتى فوجئنا اخيراً بأن القضية قد حسمت لصالح أحد المستثمرين لتحويلة الى حديقة ولاندري اذا كان ماحصل قد تم بموافقة إدارة النادي الحالية ام لا ؟ المهم في الامر هو ان الجهات المسؤولة وذات الشأن كان يتوجب عليها قبل إتخاذ مثل هذا القرار التاريخي ان تقف طويلاً حول التداعيات الخطيرة التي سوف تتأتى من هذا القرار على مستقبل الكرة في منطقة التواهي أكان على مستوى النادي نفسه ام على مستوى الشرائح الاخرى خاصة اذا ماكنا ندرك تماماً بأن هذا الملعب ظل على مدى عقود طويلة الملتقى الوحيد لكافة الفعاليات والانشطة الرياضية والشبابية والطلابية ومايتردد على الالسن بأن ملعب فتح سيكون البديل فلا أظنه يفي بالغرص المطلوب اضافة الى ان قضم او ازالة مثل هذه المنشآت التاريخية بهذه الطريقة واحلال محلها مشاريع لاتمت للرياضة بصلة بحاجة الى إعادة نظر من قبل قيادة المحافظة والمجالس المحلية ومكتب الشباب والرياضة . أن نادي الميناء الرياضي والذي يجمع عليه الكثيرون بأنه الامتداد الطبيعي لجذور تاريخية رياضية ووطنية عميقة لم يكن بحاجة الى مثل هذه الحلول ( التزويقية ) والتي لاتلامس اصلاً جوهر المشكلة بقدر ماكان بحاجة الى من يعيد اليه ملعبه التاريخي اسوة بالاندية الاخرى المستفيدة من هذا الحق المشروع باعتباره من مكوناته الاساسية ومصدراً من مصادره المادية لمختلف نشاطاته الرياضية والثقافية اما وقد حصل بتحويل الملعب الى مشروع إستثماري من النوع المذكور لاعتبار ان موقعة لم يعد مناسباً فإن من حق النادي التاريخي تعويضة بملعب آخر يتفق مع حجم نشاطاته المختلفة ومع التصاميم الدولية المعروضة حتى .. يستطيع من تأدية رسالته على اكمل وجه .