مـع الآخـرين
إذا كان من شروط نجاح الصحفي في عمله في زمننا هذا إبقاءه على صلة دائمة واطلاع مستمرين بكل جديد في علوم وفنون الصحافة والإعلام النظرية منها أو العملية كي لا يبقى متخلفاً عن القطيع كالغزال الشارد أو الطير الذي يغرد خارج سربه، فإن من الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك هو التحاقه بين وقت وآخر بدورات تدريبية تخصصية أو نوعية.من تلك الوسائل تنقل الصحفي داخل وطنه وسفره خارجه، فانتقال الصحفي وسفره أصبحا من الضروريات لتحسين مداركه وتحفيز قدراته في الخلق والإبداع.هناك صحفيون يصعب عليهم الاختلاط بالجمهور والناس ويفضلون العمل من منازلهم أو مكاتبهم، هؤلاء لا يمكن أن يتحولوا إلى صحفيين حقيقيين حتى وان كانت كتاباتهم جميلة وأخاذة.. إنهم ليسوا بصحفيين، قد يكونوا كتاباً في الصحف لكن الصحفيين الذين يبحثون عن حقائق ما يدور حولهم في مجتمعهم وعالمهم وينقلون هموم الناس ويعبرون عن قضاياهم ويدافعون عن حقوقهم ويعرضون تجاربهم لا يُمكن لهم القيام بذلك من داخل أبراجهم العاجية بل بالاختلاط بالناس والاطلاع على مُجريات حياتهم وعملهم وأنشطتهم.والاختلاط بالناس لا يقتصر على أهل المديرية أو المدينة أو المحافظة التي يعيش ويعمل فيها الصحفي بل لابد لهُ من زيارات مُختلف مُحافظات بلده وكذلك السفر إلى الخارج.وإذا كان في سفر الإنسان إلى البلدان الأخرى له خمس أو سبع فوائد كما يُقال فان فوائده للصحفي لا حدود لها.ترى كم عدد الصحفيين العاملين في صُحفنا وأجهزة إعلامنا الرسمية وغيرها أُتيحت لهم الفرصة لزيارات مُحافظات بلدهم أو عدد منها وكم عدد الذين تمكنوا من القيام بزيارات صحفية خارج وطنهم، ولا أقصد بذلك سفر الصحفيين المرافقين للوفود الرسمية بل الذين كلفوا بمهام صحفية خارج البلاد.إن القارئ اليمني يهمه ولا شك الاطلاع على حياة كثير من الشعوب إذا نقلتها لهم عيون يمنية، وهناك دول وشعوب حياتها تُشبه حياتنا وظروفها تُشبه ظروفنا وفي كثير من الدول خاصة المتقدمة جاليات يمنية يهمنا أن نعرف كيف تعمل وتفكر في الوطن، وكيف تتعامل مع شعوب تلك الدول وهناك قصص وحكايات يمكن للصحفي أن يخرج بها من تلك الزيارات فيها الكثير من الفائدة والتسلية للقارئ اليمني بدلاً من أخبار الهم والغم التي يتجرعها غصباً عنه، كما أن الصحفي نفسه سيستفيد من زيارات المؤسسات الصحفية والإعلامية في تلك البلدان ويجمع مزيد من الخبرة والتجربة من الآخرين، ولاشك أن الصحفي سيتعرض لتجارب في مختلف نواحي الحياة ما كانت تخطر له ولنا على بال والاطلاع عليها نوع من المعرفة والمتعة.إن إحصاءً دقيقاً لعدد من الصحفيين الذين سافروا إلى الخارج سيُظهر لنا مدى البؤس الذي يُمسك بخناق صُحفيينا وكذلك فإن مجرد معرفة عدد من تمكنوا من زيارات مُحافظات بلدهم (أهمها وليس جميعها) سيُظهر لنا مدى الغُبن الذي يتجرعه صُحفيونا ونحن نطالبهم بكل جديد ومُفيد.[email protected]تيليفاكس :241317