صافرة قلم
سجلت مشاركة الشطرنج اليمني في منافسات الأولمبياد العالمي للشطرنج الأخيرة بمدينة دردسن الألمانية الأسبوع الماضي إخفاقا ذريعا لم نشهد له مثيلا منذ عدة سنوات مضت , حتى على مستوى المشاركة العربية في الأولمبياد , عندما خسر نجومنا في منافسات هذا الأولمبياد للرجال والسيدات بصورة غريبة , في الوقت الذي كنا نؤمل فيه مشاركة أفضل من سابقاتها , خصوصا وأن النتائج الأخيرة للمشاركة اليمنية في مختلف المنافسات الشطرنجية الخارجية حملت الكثير من بشائر النجاح . - ولعل الإخفاق الأخير للعبة الشطرنج اليمني والتي جعلت اليمن تأتي بالنسبة للرجال في مركز متأخر عربيا بصورة لم تحدث بالسابق , عندما حل منتخبنا في المركز الحادي عشر عربيا من أصل 12 دولة عربية مشاركة , ناهيك عن المركز العالمي المتأخر جدا في ذيل قائمة الترتيب العالمي , أكد بما لا يدع مجالا للشك أن إتحاد اللعبة قد خرج عن مسار النجاح الذي طالما تحدثنا عنه طويلا في الفترات الماضية و هي مناسبة لأن نستذكر جميعا النجاحات السابقة لهذا الإتحاد في مختلف المشاركات الخارجية , في وقت كان يلقى فيه الكثير من الحرب الداخلية والخارجية , فيما سجل إخفاقه اليوم في الوقت الذي باتت كل “ أموره طيبة “ من جميع النواحي. - هذا الإخفاق يجعلنا في دائرة التفكير بحثا عن المسببات التي مكنت الخذلان والتراجع من النيل من لاعبينا ولاعباتنا ليكونوا لقمة سائغة أمام منافسيهم على الرغم من أن اللاعبين أنفسهم حققوا نتائج طيبة وسجلوا الفوز في منافسات سابقة لهذا الأولمبياد على نفس الدول ونفس اللاعبين واللاعبات , حتى الميداليات الفردية التي كان نجومنا ينافسون عليها بتخطيط رئيس الإتحاد الرجل الذكي عبد الكريم العذري , كانت في هذا الأولمبياد هي الأخرى بعيدة المنال وهي ما كان يراهن عليه العذري ورفاقه في كل مشاركة . - لا بد أن يراجع إتحاد اللعبة الذي ركن إلى الشهرة الإعلامية لكل مشاركاته الخارجية الناجحة سابقا , حساباته كثيرا حتى يخرج لنا المبررات الحقيقية لهذا التراجع , فمن غير المنطقي وغير المعقول أن يأتي العذري بعد الأولمبياد ليتحجج أن لاعبينا لم يستعدوا جيدا لهذه المشاركة على خلفية تأخير استخراج المخصصات الخاصة بها , وأن اللاعبين و لم يحضروا بالصورة التي تتناسب مع مثل هذا المحفل , فهذا سيكون عذرا أقبح من النتائج نفسها على أساس أن المنطق يفرض نفسه على كل المشاركات الخارجية التي لا يتم الاستعداد الجيد لها بأن يكون الاعتذار عنها أولى من تحضير حقائب السفر وتأشير الجوازات واستخراج (الفيز) في الوقت الذي كان فيه منتخبنا ولاعبونا بعيدين عن لعبة الشطرنج وعن الاستعداد المناسب , فيما استعدوا لأولمبياد تورينو الإيطالية 2006م بمعسكر خارجي في الأردن لفترة مناسبة. - كما أن رئيس الإتحاد العذري يعرف جيدا أن أحد لاعبي المنتخب الذين شاركوا في الأولمبياد سيكون نقطة ضعف كبيرة في المنتخب كما حدث في مشاركات سابقة , ومع ذلك يصر على مشاركته ضمن المنتخب بصورة غريبة تدعو إلى تساؤل , وهو ما حدث في هذه المشاركة عندما كان يفوز كل زملائه في مبارياتهم ويخسر هو جل اللقاءات وأمام لاعبين أقل مستوى من لاعبينا وليس لديهم أية ألقاب دولية , وهذا ساهم في تواضع المحصلة العامة للمشاركة على المستوى الفردي أو على المستوى الفرقي , علما أن هذا اللاعب فاز بصورة غريبة أيضا على بطل الجمهورية الذي كان قد ضمن اللقب في الجولة الأخيرة لبطولة الجمهورية الفردية الأخيرة ليضمن أحد المراكز التي تتيح له دخول قائمة المنتخب الوطني بالوساطة , غير أن المشاركات الخارجية دائما ما تفضح مستواه . - مشاركاتنا السابقة في الأولمبياد العالمي للشطرنج بدون هذا اللاعب كانت قد حققت بعض النتائج الجيدة, ومنها حصول الأستاذ الدولي حميد قاضي المدرب حالياً في قطر , على ميدالية فضية في أولمبياد أرمينيا عام 1998م , وحقق منتخب الرجال المركز الثاني في منافسات أولمبياد 2002م في سلوفانيا ضمن مجموعته التي ضمت 32 منتخباً, , فيما كان آخر وأفضل الإنجازات الفردية للنجم بشير القديمي في أولمبياد تورينو الإيطالي يونيو 2006م عندما أحرز ميدالية ذهبية كانت هي الميدالية العربية الوحيدة في تلك الدورة .صافرة أخيرة- كما تحدثنا طويلا عن النجاحات التي حققتها لعبة الشطرنج وصفقنا له بصورة دائمة رغم محاولات التقليل منها في الفترات السابقة , يجب أيضا أن تحدث عن الإخفاق وأن نبحث عن مسبباته , وأن يكون لوزارة الشباب والرياضة عبر لجنة تقييم الإتحاد دور فعال في البحث وراء أسباب هذا التعثر ليتسنى للإتحاد تجاوز هذا التعثر خصوصا وأن اللعبة تحظى بقاعدة شعبية واسعة وباهتمام إعلامي كبير لا نجد له مثيلا في كثير من الألعاب الرياضية الأخرى , ونأمل أن يبدأ إتحاد اللعبة بركوب موجة الشجاعة وإعلان الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق بدلا من المكابرة التي نتوقع أن يسارع إليها البعض لتلميع هذا الفشل .[c1] [email protected][/c]