نبض الحياة
تعتبر المؤسسة الإعلامية من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتكوين الاتجاهات والقيم من حيث تأثيرها على نشر وتحديد التوجهات الثقافية في المجتمع وعند مناقشة قضية المرأة في الإعلام فإن الأمر يأخذ شقين: الشق الأول هو وجود النساء في المؤسسات الإعلامية وتأثيرهن على تشكيل السياسة الإعلامية والشق الآخر هو صورة المرأة في الأجهزة الإعلامية.ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا حاسماً في إبراز دور المرأة كعضو فاعل في المجتمع حيث يعتمد ذلك على توجهات السياسة الإعلامية والعاملين فيها. ورغم تعاظم الاهتمام في السنوات الأخيرة بإدماج قضايا المرأة في السياسة و البرامج التنموية إلا أنه من الملفت أن السياسة الإعلامية التي اعدتها وزارة الأعلام أشارت على توجيه العناية بقضايا المرأة ضمن الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والتي تشمل هموم الشباب والطفولة والمغتربين والبيئة والصحة والتنمية الزراعية وقد جاءت هذه الإشارة في الهدف التاسع والعشرين من الأهداف العامة للعمل الإعلامي والمكونة من اثنين واربعين هدفا كما تؤكد المؤشرات أن نسبة تواجد النساء في مراكز صنع القرار الإعلامي محدودة جدا فهناك امرأتين في وظائف وكيل ووكيل مساعد ومدير عام إدارة مقابل (36) من الرجال. في دراسة تطبيقية حول تقسيم العمل بين النساء والرجال في مؤسسات الإعلام أظهرت النتائج أنه على الرغم من وجود النساء في اختصاصات مختلفة إلا أنه بدا واضحا غياب النساء عن المراكز الوظيفية التي تتعلق ببعض الاختصاصات المرتبطة بطبيعة عمل المؤسسة وقد أرجعت عن المراكز الوظيفية التي تتعلق ببعض الاختصاصات المرتبطة بطبيعة عمل المؤسسة وقد أرجعت نتائج الدراسة ذلك لعوامل مجتمعية وأخرى مؤسسية فمن العوامل المجتمعية " رفض الاسرة" وعدم التشجيع "" وعدم تفهم الزوج طبيعة عمل الزوجة " كما أن الثقافة السائدة في المجتمع " لا تعطي هامشا لحرية الاختيار وتمنع المراة من القيام ببعض الاعمال" كما أن تدني المستوى التعليمي والثقافي هما ضمن هذه العوامل أما عن العوامل المؤسسية فكانت معظم الآراء ان " المناصب الكبيرة يتولاها الرجال" "وعدم الثقة بقدرة المرأة " وأيضا أن اتخاذ القرارات يتم في " مجالس القات" كما أن " الرجال أقدر على القيام بالأعمال لأنهم يتمتعون بحرية التنقل والحركة في المجتمع". وقد أظهرت دراسة تحليلية لصورة المرأة في الإعلام أن البرامج والمقالات الموجهة إلى المرأة مركزة على مواضيع تتعلق بالمرأة داخل بيتها. ويمكن تلخيص الانطباع السائد من خلال الكتابات المتوفرة في أن الأوساط الإعلامية تعكس صورا مشوهة عن المرأة (استخدامها في الإعلانات التجارية) ولا تتناول معاناتها مثل الأمية وارتفاع معدلات الخصوبة والتهميش والإقصاء الاجتماعي.فلابد من التعامل الواعي مع قضايا المرأة التنموية في وسائل الإعلام ،حتى تقوم بتأدية دورها على أكمل وجه.