علي عبد الله صالح على أبواب واشنطن
في يوم إجراء الانتخابات اليمنية لم أتوقع أنه يمكنني طلب إجراء لقاء مع الرئيس علي عبد الله صالح حيث كنت مترددة في ذلك الطلب لإدراكي لمشاغل الرئيس في ذلك اليوم (الاستثنائي) في حياته السياسية العامرة بالنجاحات في بلد ليس من السهل أن يسيطر عليه الحاكم... وأي حاكم... وقد أبلغني المكتب الإعلامي لفخامته ترحيبه بإمكانية إجراء اللقاء معه وأنه –إن تم – فسيكون لقاء “ بلا رقيب “ وسيسمحون لي بطرح الأسئلة دون الاطلاع المسبق عليها من فخامته أو من مكتبه الإعلامي... وطوال ذلك اليوم لم تسمح مشاغل الرئيس بإجراء الحوار وتم الاتفاق مع مكتبه الإعلامي على يوم آخر قريب... وكان فخامته والمستشارون في قمة اللباقة واللطف عند الاعتذار عن هذا الموعد... وقام التلفزيون اليمني مشكوراً بإعادة لقاء أجريته مع أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام عبد الكريم الأرياني وفوجئ الصحافيون اليمنيون في اليوم التالي بتلك الآراء العنيفة. بعيداً عن ذلك فان شخصاً مثل الرئيس علي عبد الله صالح لا يمكن أن تقف أمام تاريخه إلا وقوف المندهش من رجل اعترف له الكثيرون بأنه ( وطن في رجل ) فقد استطاع أن يتربع على قلوب اليمنيين العامرة بالحب له والثقة به وكل من في اليمن من شيوخ قبائل ومثقفين وساسة وقادة عسكريين وكوادر حكومية وتجار تربطهم به صداقة القائد والموجه وقبل ذلك ( الأب )... ذلك أنه حقق لليمنيين حلماً طالما راودهم وهو حلم الوحدة التي أتى بعدها الاستقرار والإنماء والتطور واستطاعت الدولة بسط هيبتها بالقانون وتوقف على يديه إهدار الدم اليمني بين الأخوة منذ الحرب المشؤومة بين شطري اليمن في فبراير 1979. الرئيس علي عبد الله صالح تجده دائماً في كلماته ولقاءاته يتحدث عن أن هدفه من الوجود. كان رأب الصدع في العلاقات بين اليمنيين وانهاء حالة أزمة الثقة التي انتشرت أيام السبعينات وانتهت بفضل ثقة الشعب اليمني بقائده.لقد استطاع الرئيس علي عبد الله صالح إسكات بنادق الغدر التي حاولت تفريق الشعب اليمني بالحوار والجهد الشاق والعاطفة الجياشة احتواء كل اليمنيين وزرع الإيمان بالوطن في قلوبهم وضمائرهم... حيث يستطيع اي يمني من خلال الوسائل الديمقراطية أن يرشح نفسه للرئاسة وهو ما رأيناه بوضوح مع المرشح بن شملان خلال الدورة الماضية.خلال زيارتي لليمن رأيت كل الصحافيين العرب يتحدثون عن أن اليمن قادر على بناء دولة حدية ما دام تحقيق الوحدة قد تم وما دام الرئيس صالح وعد بالعمل على إحداث تنمية سياسية شاملة تسير جنباً إلى جنب في خطوط متوازية مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونلحظ ذلك بوضوح في قول الرئيس صالح عندما تولى الرئاسة (أنا أشعر بصعوبة المهمة وأعرف أن فقداني لحياتي قد يكون في أي لحظة لكن التضحية لإنقاذ الوطن سهلة ولقد اخترت كفني عندما طلب مني تحمل المسؤولية وما كنت أخشاه هو أن ينتكس الوطن )... هذا هو الرئيس علي عبد الله صالح الذي صنع اليمن الحديث بالرغم من كل الصعوبات الداخلية والخارجية فقد كان وما زال متسلحاً بإخلاصه لوطنه وشعبه بل وزادته الصعوبات صغيرها وكبيرها منعةً وتصميماً وحرصاً على حماية وطنه وجماهير شعبه... ولم ينس الشعب اليمني أبداً أن الرئيس صالح منذ الأيام الأولى لتحمله المسؤولية عمل على إحداث تنمية سياسية في اليمن وتوجه إلى اليمنيين بجميع فئاتهم طالباً آراءهم وأفكارهم في انسب وسيلة لقيام حوار وطني شامل يتفقون فيه على صيغة عملية لميثاق وطني يجسد المشاركة الفعلية لإرادة الشعب وتطلعاته وأصدر فخامته القرار الجمهوري رقم 5 لسنة 1980 بتشكيل اللجنة التي ضمت في عضويتها 51 مشاركاً على اختلاف اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية وهو ما عرف لاحقاً بالمؤتمر الشعبي العام.هذا هو الرئيس علي عبد الله صالح الذي أعاد تحقيق الوحدة ونشر الديمقراطية والتعددية السياسية وقام بحل مشاكل الحدود مع الدول الشقيقة المجاورة لليمن وانتهج سياسة الإصلاح الاقتصادي وأخرج الاقتصاد اليمني من عنق الزجاجة وضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه العبث بمقدرات الأمة اليمنية... ويكفيه فخراً أن يصرح ومن على باب أكبر قوة في العالم... وبعد لقائه جورج بوش ويقول ( إن غياب العدالة الدولية فيما يخص تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي- الإسرائيلي هي السبب في مشاكل المنطقة )... إنه الرجل الوطن والأمة الرئيس علي عبد الله صالح.[c1]عن / «إيلاف»[/c]