الإعلامي المخضرم الفقيد شكيب عوض سعد
[c1]* قام بترسيخ وتدعيم الخطاب الثقافي الابداعي في فترة السبعينات والثمانينات في صحيفة (14 أكتوبر) [/c]ما أجمل أن نلتقي في أربعينية الفقيد الإعلامي المخضرم شكيب عوض هذا اليوم المفعم بالمشاعر والاحاسيس الانسانية تتجسد في أنبل وأصدق صور ومعاني ( المحبة والوفاء) ،لواحداً من الرموز الاعلامية والثقافية المشهود لها بالمواقف النضالية والفكرية النهضوية .الاحداث المؤلمة تسارعت في الاوساط الثقافية والابداعية تباعاً فلم نعد نستطيع مجاراتها وملاحقتها ( الحسرة والألم) يلازمان حياتنا المتعبة الصعبة. كوكبة من الصحفيين الافذاذ العمالقة وافتهم المنية في زمناً قياسياً، رحيل الاستاذ الرائع الاعلامي المتمكن شكيب عوض ووصولاً بفاجعة وفاة الصحفي القدير معروف حداد ولا ندري الى أين تذهب بنا المنايا والاقدار ومتى ستكون النهاية ؟!** الاستاذ شكيب عوض (أتسمت كتاباته الصحفية بتعدد وجهاتها وملامحها الانسانية ، الفنية ، الاجتماعية التنويرية ، السياسية ، التقييمية )، ونستطيع القول أنه لم يترك جانباً في حياتنا إلاّ وتطرق له بإسهاب وبموضوعية بأسلوب جاد وطرح شائق أخاذ وممتع ، فنراه يعالج ويتناول بقلمه الرشيق الانيق كثير من القضايا الساخنة والملحة في مجتمعنا اليمني بشكل عام .وهو صاحب رأي صائب سديد مدعم بفكر متوهج منظم وقلم نزيه وحر يبلغ ( الهدف المنشود فيصيبه بسلاسة ويسر ورصانة) .** عرفته داعماً مشجعاً لكل الاقلام الشريفة الجادة يقدر ويحترم الكتابة المتخصصة في مختلف المجالات الابداعية ، فقد خصني برعايته وتبنيه لموضوعاتي ( الفنية النقدية) منذ البداية شملني باهتمام بالغ ملحوظ من خلال نشرها من على صفحاته الاسبوعية ( الفنون) ولا أنسى دوره وتشجيعه في متابعتي على الاستمرارية .( بالكتابة النقدية وأهميتها) في رصد وتوثيق تاريخنا الموسيقي الغنائي وإرثنا الفني الضخم والعظيم .** كان الاستاذ شكيب عوض (يمتلك موهبة الاستماع ويجيد فن الانصات والاصغاء ) لمن حوله بإهتمام وتركيز متناهين ذلك لمعرفة أدق التفاصيل والجزئيات التي يستند عليها في حواراته الاعلامية الناجحة المتألقة .** ساهم بفعالية بعطاءاته ونتاجاته الابداعية على مختلف وسائل الاعلام بترسيخ وتحريك وتغيير وبلورة كثير من القيم والمفاهيم الثقافية ، الاجتماعية ، والفنية مستنداً ومستحضراً ( ذاكرته الراصدة لتاريخ الغناء اليمني القديم والمعاصر ).** استطاع بأريحيته وذكائه جمع كل المثقفين بمختلف ( ألوان الطيف بأفكارهم وتوجهاتهم الايدلوجية والابداعية) ليفتح صفحاته أمامهم (نافذة يطلون من خلالها للرأي العام) فنجح في فترة السبعينات والثمانينات من ( ترسيخ وتدعيم الخطاب الثقافي الابداعي ) بصحيفة 14أكتوبر ، كما قام بهذا الدور أيضاً على فترات متفاوتة الاساتذة / محمد عمر بحاح، محبوب علي ، نجيب مقبل ، عبدالقادر خضر .** أمتازت تجربته ورحلته الفنية الشاقة المضنية وتفردت مسيرته الابداعية في (البحث الدؤوب اللامتناهي عن الطرف الآخر متناسياً نفسه ناكراً لذاته مهموماً متبنياً لقضايا زملائه المبدعين )مدافعاً عن حقوقهم المهدرة مادياً ومعنوياً مجسداً بسلوكه الراقي المتميز (النموذج) الذي استطاع أن يحتل لنفسه موقعاً عظيماً ومكانة رفيعة مرموقة في قلوب كل من عرفه وعشقه إنساناً ومبدعاً .كلمة لابد منها : رحم الله فقيدنا فهو بحق شخصية ( نادرة بكل المقاييس والمعطيات الاخلاقية .. المهنية .. والانسانية .. ) أفتقدناه بل أفتقده الوطن الذي أرخ في صفحاته وسجلاته أروع .. وأزهى ..وأحلى الكلمات والمأثر.هذه المداخلة قدمت في فعالية جمعية تنمية الموروث الشعبي بمنتدى الفنان بن شامخ بمناسبة أربعينية الفقيد شكيب عوض .