بقلم : د صالح سعيد دوبحي اختصاصي علم الوبائيات مرض الجرب من الأمراض التي انحسرت إلى حد كبير في العقود الماضية بسبب التحسن الكبير في مستوى الصحة العامة للناس وكذلك التطور في أساليب التشخيص والعلاج ، إلا ان الجرب للأسف لم يتم التخلص منة بشكل تام ، بل ان أطباء الجلد يؤكدون على ظهور العديد من الحالات وبعضها في مراحل متأخرة. ولان الأجيال الحديثة من كل فئات المجتمع تجهل تماما حقيقة هذا المرض بل حتى بعض العاملين الصحيين لم يسبق لهم مشاهدة حالات جرب على ارض الواقع فإننا نجده لزاما علينا وعلى كل من لدية الخبرة والمعرفة ان يبادر في حملة التوعية الصحية حول هذا المرض آملين في مشاركة فاعلة تسهم في احتواء هذا الوباء ومحاصرته والقضاء علية مبكرا . فما هو الجرب ؟؟الجرب كلمة في القاموس تعني الحكاك الشديد المستمر والأجرب هو صاحب الجلد المبشور كثير الهرش واليوم بعد ان اكتشفت الجرثومة المسببة لمرض الجرب يمكن تعريف الجرب على انة مرض جلدي طفيلي شديد العدوان تسببه حشرة صغيرة جدا اسمها" قارضة (Sarcoptes Scabei). ساركوبيتس سكابياي تخترق أنثى الطفيلي الجلد فى فترة حملها وتكون البيض في جحور في الطبقة السطحية للجلد على شكل أنفاق ً صغيره ثم تموت ويبقى البيض حتى تنضج السوس الجديدة في 14 يوماً ثم تتكاثر داخل الجلد وبعد مرور شهر من الإصابة تظهر الأعراض على الشخص المصاب ، لذلك كثيرا ما ينسى المريض ظروف الإصابة. الحشرة المسببة للجرب ساركوبيتس سكابياي (Sarcoptes Scabei ويصيب الجرب كل الفئات العمرية وتواجده معروف على مستوى عالمي ولكن هناك ظروف معينة تساعد على انتشاره وهي قلة وانعدام النظافة الشخصية والعامة وفي الغالب يعتبر الجرب مرض ينتشر بين المجتمعات الفقيرة والأماكن ذات الاختلاط الكبير في المسكن .طرق العدوى: - بالاحتكاك مع المصابين في الأماكن المزدحمة خاصة المعسكرات والاقسام الداخلية والمدارس - بالاتصال الجنسي -- استعمال أدوات المصاب خاصة الملابس والفوط - عن طريق بعض الحيوانات كالجمال والقطط وحتى الأغنام - ولاينتقل الجرب عن طريق المصافحة او العطس الأعـــــراض > يسبب الجرب حكة شديدة و باقية (مُثابرة) , و تزداد بعد الاستحمام (أخذ حمام) و في الليل. > ينتشر المرض عادة في جلد الجسم عموماً و نادراً ما ينتشر في فروة الرأس و الوجه. و لكن في الأشخاص ذوي النظافة الشخصية العالية يكون الطفح محدود في منطقة صغيرة فقط. > الأجزاء المثالية التي يصيبها المرض هي بين أطراف أصابع اليدين و جوانبها , باطن الرسغ , المرفقين , الإبطين , حول السرة (البطن) , جلد الذكر أو كيس الصفن عند الرجال, جلد ما حول حلمة الثدي عند الإناث , و في الرضع الذين لم يمشوا بعد يُصيب باطن القدم. صورة للجرب في يد مُصاب.> يمكن حدوث التهابات بكتيرية ثانوية للحطاطات (الحبوب أو الطفح) و تقيحها. > بعض هذه الحطاطات يمكن أن تنكس و تبقى لأشهر حتى بعد العلاج الناجح و تكون غالباً في المؤخرة أو الأعضاء التناسلية للذكور. > إذا تم علاج المريض من الحكة ثم أصيب مرة أخرى فإن الأعراض تظهر بسرعة دون مرور فترة زمنية يحب التفريق بين الجرب و حالات حساسية الجلد و الاكزيما. الــتــشــخــيــص > يمكن أن يتم التشخيص سريرياً بالمعاينة ووجود الطفح على الأجزاء المثالية من الجسم.ويمكن استخراج السوسة من الجحر بواسطة إبرة و التأكد من وجودها بالمكبر أو المجهر و هذا هو الفحص لذي يؤكد التشخيص 100. وتكفي حالة مؤكدة الى الاشتباه في أي حالات حكة بين المخالطين وخاصة في المعسكرات والمدارس وبالتأكيد بين افراد الأسرة . الــــعــــلاج لابد من أجراء التشخيص السليم لهذا المرض في مراحله الأولي والذي تساعد على محاصرته في وقت مبكر وقد يتطلب الأمر الى اجراء فحوص مخبريه لكن طبيب الجلد المتمرس يستطيع الجزم في التأكيد او النفي ومن ثم تحديد العلاج الفعال والذي ينطوي تحت قائمة مجموعة من المركبات الكيميائية التي تستخدم اما بشكل دهان او كريم حيث يتم العلاج بدهان الجسم من الرقبة حتى باطن القدمين مع التشديد على ما بين أصابع اليدين بدهان بيريميثرين 5 Permethrin أو مالاثايون Malathion أو بمحلول بنزايل بنزويت 25 Benzyl Benzoate و يترك المحلول لمدة 24 ساعة ثم يأخذ حماماً دافئاً , و إعادة الدهان مرة أخرى عند استعمال البنزايل بنزويت لأن دهنة واحدة لا تكفي و لكن 3 دهنات في الأطفال يفضل استعمال مستحضرات الكبريت مثل مرهم 2,5 كبريت (يمكن استخدام البريمثرين أو الملاثايون أو البنزايل ).غسل ملابس المُصاب و أغطية فراشه و كذلك أفراد العائلة (لا داعي لغلي الملابس و الأغطية و إن كان غليهم يبعث الإطمئنان بالقضاء على السوسة) , و علاج أفراد العائلة بالمحلول و ان كانوا لا يشتكون من أية أعراض و ذلك لتفادي الإصابة بالجرب.في حالات الحكة الشديدة يمكن استخدام مضادات الهيستامين Anti-Histamines للتقليل منها , و يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الحكة يمكن أن تستمر بعد القضاء على السوسة بالعلاج لأسابيع! ومن المهم التنبة اليه عند معالجة هذا المرض يجب أن تكون جماعية لأفراد العائلة كافة في آن واحد.الوقاية من المرض بالنسبة للمصاب ولضمان عدم عودة المرض مرة أخرى ننصح " بغلى " ملابس المريض جيداً " وكيها " أو وضعها داخل " كيس نايلون " لمدة أربعة أيام .... وهى مدة كافية لموت الحشرة ....... مع مراعاة غسل الملابس بعدها . ويجب تبديل الثياب وغسلها، كذلك أغطية الفرش والوسائد وجميع أغطية الأسرة. وهناك حالة تدعى الجرب الزوجي يتصف بشدة عدواه ويؤدي إلى ظهور ندبات جلدية شديدة عند الإصابة به.بالنسبة للمخالطين في العمل او المدارس: عملية الوقائية في المدارس مهمة جدا وخاصة في رياض الأطفال او المدارس الابتدائية حيث التلامس الجسدي بين الأطفال مع يعظهم إثناء الدراسة وفي أوقات اللعب كبير جدا ولذلك فان التبليغ المبكر والتحري الوبائي الدقيق يمكنه ان يسهم في اكتشاف الحالات المبكرة ومعالجتها وإعطاء الإرشادات في معالجة المخالطين وهو أمر مهم جدا في محاصرة الوباء ووقفه في وقت مبكر كما أن إجراء المسح الدوري من قبل المختصين في الصحة المدرسية وبمعية أطباء الجلد بالإضافة إلى ضرورة إشراك مربيي الصفوف والمدرسين المتطوعين في مراقبة أي حالات مشتبهة سيكون لة دور في معالجة المرض والوقائية منه وبالتالي التخلص منة بشكل تام . كما يجب أن لا ننسى دور الأعلام بكل مكوناته في لعب دوره المتميز في رفع مستوى الوعي الصحي والتعبوي للإشراك كل أفراد المجتمع في منع الجرب ان يعود من جديد .
الجرب مرض جلدي معدٍ يهدد المدارس
أخبار متعلقة