الأعراس الجماعية في دولة البحرين
المنامة / بنا : خمسة عشر عاما هى عمر حفلات الزواج الجماعى فى البحرين اذ كانت انطلاقتها الاولى فى بادرة رعتها احدى الجمعيات الخيرية البحرينية فى العام 1992م وزفت خلالها 18 عريسا وعروس ومنذ ذلك التاريخ تتابعت حفلات الزواج الجماعى وانتشرت بشكل كبير وملفت فى مختلف محافظات المملكة لا سيما فى ظل ما تحظى به هذه الحفلات من دعم على المستويين الرسمى والاهلي.وانطلاقا من الهدف الذى قامت من أجله حفلات الزواج الجماعى والذى يكمن فى تيسير الزواج باعتباره القاعدة الرئيسية لبناء الاسرة الصالحة فى المجتمع المسلم فقد استطاعت هذه الحفلات استقطاب المئات من الشباب المقبلين على الزواج فى البحرين والذين وجدوا فيه الحل للولوج الى القفص الذهبى حيث الحياة الاسرية المستقرة بعدما بات ارتفاع تكاليف الزواج عائقا أمامهم لتحقيق ذلك.وللدلالة على الانتشار الكبير لفكرة الزواج الجماعى فى البحرين يكفى الاشارة الى أن جمعية التربية الاسلامية التى بدأت أولى حفلات الزواج الجماعى فى البحرين عام 1992م استطاعت وحدها وحتى العام 2005م تزويج ما يفوق 1700 شاب وشابة من خلال حفلات الزواج الجماعى السنوية ونصف السنوية التى أقامتها وذلك فضلا عن مئات الاشخاص الاخرين الذى تكفلت الجمعيات والصناديق الخيرية بتزويجهم من خلال حفلات مماثلة خلال نفس الفترة.ولا يقتصر دعم حفلات الزواج الجماعى فى البحرين على الجهات الاهلية فقط حيث تساهم القيادة الحكيمة وبعض الجهات الحكومية فى اقامة مثل هذه الحفلات فقد شمل جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك البلاد المفدى برعايته حفل الزواج الجماعى الاول لذوى الاحتياجات الخاصة الذى أقيم فى شهر أبريل الماضى وتم فيه زواج 44 شابا وشابة كما تفضل سمو الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء الموقر برعاية العديد من حفلات الزواج الجماعى فى المملكة ومن بينها حفل الزواج الجماعى الاول الذى رعاه سموه بمحافظة المحرق مساء اليوم بصالة نادى المحرق الرياضى ويضم 100 عريسا وعروس وأكثر من 15 ألف مدعو حضروا الحفل.وتجسد رعاية القيادة الحكيمة لحفلات الزواج الجماعى أحد صور دعم الاستقرار الاجتماعى للمجتمع البحرينى ومشاركة المواطنين فى أفراحهم ومناسباتهم المختلفة من منطلق شعور العائلة الواحدة التى تربط المجتمع البحريني.كما كانت لطبيعة وصفات المجتمع البحرينى الذى يحرص على التكافل والتاخى فيما بين أفراده أثرها فى اعلاء قيمة الاسرة التى أصلها دستور مملكة البحرين حيث نص على أن / الاسرة أساس المجتمع قوامها الدين والاخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها الشرعى ويقوى أواصرها وقيمها ويحمى فى ظلها الامومة والطفولة ويرعى النشء ويحميه من الاستغلال ويقيه الاهمال الادبى والجسمانى والروحي/ .ومن الناحية الاجتماعية تسهم الاعراس الجماعية فى زرع قيم التضامن وعدم الاسراف فى نفوس الشباب والفتيات المشاركين فى الزواج الجماعى خاصة فى ظل ارتفاع المهور التى باتت ظاهرة منتشرة بشكل كبير فى البحرين وكثير من المجتمعات العربية لذا مثلت حفلات الزواج الجماعى صورة من صور المساهمة الفعالة فى زواج الشباب والفتيات باعتبارها تقدم حلا عصريا لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج.وتهدف حفلات الزواج الجماعى الى مساعدة الشباب المقبل على الزواج ماديا من خلال تذليل العقبات المادية التى تعترض زواجهم خاصة فى ظل عزوف الكثير من الشباب عن الزواج لارتفاع تكاليفه وعدم قدرتهم على الوفاء بمتطلباته وكذلك ترشيد نفقات الزواج والمساهمة فى انشاء أسر اسلامية مستقرة والقضاء على مشكلة العنوسة أو التقليل من حدتها وبالتالى المساهمة فى بناء مجتمع مستقر خال من الامراض الخلقية والنفسية و المشاكل الاجتماعية.وتتنوع المساعدات التى يقدمها مشروع الزواج الجماعى للمتزوجين فالبعض يقدم مساعدات مالية نقدية أو عينية متمثلة فى غرفة نوم وأجهزة منزلية أو التوسط لدى بعض المحلات التجارية لتخفيض الاسعار للمتزوج اضافة الى تأمين مكان لاقامة حفل الزواج وتحمل نفقات اقامة الولائم.وبالاضافة الى المساعدات المالية والعينية تقوم الجمعيات الخيرية المشرفة على حفلات الزواج الجماعى بتقديم برامج تثقيفية للمقبلين على الزواج تشمل محاضرات توعية بالحياة الزوجية وأهميتها وكيفية اداراتها بما يحقق السعادة الدائمة للزوجين ويدعم أواصرها وترابطها.وبالرغم من أن فكرة الزواج الجماعى فى البحرين قد طرحت حلا عصريا لتيسير الزواج الا أن العامل الاهم والذى يبقى مطروحا وينتظر المعالجة هو العادات التى تأصلت لدى البعض وباتت مقترنة بفشل كثير من الزيجات وهى المغالاة فى المهور والبذخ فى حفلات الزفاف والتى تتنافى مع ما حث عليه الاسلام من تيسير المهور حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / أكثرالنساء بركة أيسرهن مهرا / .