مختار البطر:تشير الدراسات إلى ضالة نسبة من يتعاملون مع جهاز الحاسوب وكل مايتصل بعالم ثورة المعلومات في الوطن العربي حيث لا تتعدى النسبة بحسب آخر الدراسات مانسبته 2% من عدد السكان، وهذه المعطيات ربما تعيدنا إلى ذلك القول اللصيق بنا كعرب في عصر الثورة الصناعية بأننا شعوب لا نقرأ فإذا كان العزوف عن القراءة سمة عربية فمن الموجع حقاً أن نكون كذلك في عصر ثورة المعلومات في تعاطينا مع كل ما يتصل بهذه الثورة المعلوماتية التي باتت تسيير مفاصل حياة المجتمعات بل بجري التنافس إزائها بين الشعوب المتقدمة باعتبارها الطريق العصري الوحيد الذي يفضي إلى التطورات الحياتية الأخرى المتصلة أساساً بكل جديد على هذا الصعيد.والأمر المخيف هنا.. يمكن في طبيعة التطورات المتسارعة على هذا الجانب والتي لاتقف عند حد مايجعل أمر متابعة جديدة مرهون بكيفية التعاطي مع وسائلها خصوصاً وارتباطها وثيق بجانب التعليم بمختلف مراحله كما إنها من الوسائل التي تشكل الثراء الاجتماعي خصوصاً في جانب صناعة البرمجيات وهو المجال الذي برزت من خلاله شعوب كانت بالأمس فقيرة وتمكنت من خلال صروحها السيلكونية من بناء قاعدة في صناعة البرمجيات جلبت لها أموال كبيرة وساهمت إلى حد كبير في خلق فرص واسعة أمام أبناء تلك المجتمعات حيث وصل عدد العاملين في هذه البلدان كالهند وباكستان في نسبة العمالة الأوربية 3 – 10، وهذا الرقم أخذ في الزيادة وبصورة مطردة ماجلب لبلدان صناعة البرمجيات والكوادر المؤهلة في هذا المجال مليارات العائدات السنوية عبر عمالتها في الخارج ووضعاً كهذا قلص معه قدرة العمالة العربية في الحصول على الفرص خارج أوطانها حتى أن الهجرة الانتقائية المتبعة اليوم من قبل البلدان الغنية لامجال فيها للعمالة العربية بحكم مؤهلاتها التي لم تعد تتناسب وتطورات العصر.أم الشق الآخر للصورة فيمكن في تلك المفارقة العجيبة عند البلدان العربية التي تعاني أصلاً من بطالة واسعة ومع ذلك نجدها تعتمد في تسيير عمل بعض المشروعات والأعمال الخاصة على العمالة الواخذة رغم حاجة أبنائها لمثل هذه الفرص.والأمور ماثلة في قطاعات النشاط الاقتصادي ومشاريع التنمية وبعض الأعمال التي يتطلب أدائها قدراً من المهارات المعرفية.. تجدنا هنا في وضع لم نكن معه مؤهلين لردم الهوة في محيطنا الإقليمي – ووقعنا المحلي.الأمر الذي يدعوا إلى إعادة النظر في عملية التأهيل خصوصاً في شق التعليم المهني وبناء صروح تكون قادرة على تشكيل هذه الكفاءات سوءا لسوق العمل المحلي أو الخارجي وهو السبيل الوحيد لتجاوز مشكلات البطالة الزاهقة وإلى جانب ذلك إدخال مثل تلك الاهتمامات التعليمية في جلب قاعدة التعليم العام وبمختلف مراحله وهي عملية تحتاج دون شك قدرات مالية كبيرة وهكذا لو أن البلدان العربية عبر مجتمعاتنا الإقليمية تضع مثل هذه الاستراتيجيات الموحدة في جلب تكاملها ولما لهذه الأولوية من أهمية.
|
ثقافة
ثورة المعلومات
أخبار متعلقة