لندن ـ الاقصر (مصر)/ وكالات :اعلن الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية أن المقبرة التي عثرت عليها بعثة أميركية هذا الأسبوع في وادي الملوك في الأقصر (جنوب مصر) تعتبر أكبر كشف منذ 84 عاما على مومياوات قد تكون ملكية.واوضح حواس في مؤتمر صحافي عقده أمام المقبرة التي عثر عليها على بعد خمسة أمتار من مقبرة توت عنخ آمون، أن ما يرجح «أن تكون هذه المومياوات ملكية، أن الفراعنة استخدموا الوادي لدفن ملوكهم من الاسرتين الثامنة والتاسعة عشرة». وأضاف أنها أن لم تكن ملكية، فإن هذه المومياوات ستكون لاشخاص «مقربين جدا من الملك».وأضاف حواس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سمير فرج رئيس مدينة الأقصر أن المومياوات ربما تكون لملوك أو ملكات أو أمراء من الأسرة رقم 18 أو ربما تكون لأشخاص نبلاء أو مقربين من الأسرة المالكة أو ربما تكون هذه المومياوات من مقابر أخرى تم إخفاؤها في هذا المكان بعيدا عن أعين اللصوص.وقال الدكتور زاهي حواس في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: لقد عثرنا على خمس مومياوات ملكية داخل توابيت من الخشب وعثرنا أيضا على أو ان فخارية أيضا داخل المقبرة. وأعرب عن اعتقاده انه سيتم العثور على مقتنيات أخرى خلال الأيام المقبلة. مشيرا إلى إن المقبرة المكتشفة تبعد نحو سبعة أمتار فقط من مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك غرب الأقصر (700 كيلومتر جنوب القاهرة). وأوضح حواس أن الكشف الأثري الذي توصلت إليه بعثة جامعة ممفيس الأميركية بمنطقة وادي الملوك بمدينة الأقصر المصرية طرح كل الاحتمالات في تفسير شخوص المومياوت التي تم العثور عليها داخل توابيت خشبية مع عدد من الاواني الفخارية. وردا على سؤال حول إن كانت هذه المقبرة الأصغر حجما في وادي الملوك، قال حواس «لا نستطيع أن نحكم الآن حتى يتم فتح المقبرة بشكل كامل وتنظيفها فقد نجد أن لها امتدادات وهذا من الأسرار التي ستنجلي عندما ننجز العمل الابتدائي فيها». وتوقع اكتشافات أخرى سيعلن عنها من داخل المقبرة. وكانت بعثة أميركية للتنقيب عن الآثار تابعة لجامعة ممفيس الأميركية، أعلنت الثلاثاء الماضي اكتشاف مقبرة تضم خمسة توابيت خشبية تعود للأسرة 18 من التاريخ المصري القديم. وأكد حواس أن هذه المقبرة «هي الأولى التي يتم العثور عليها منذ عام 1922 اثر كشف المنقب عن الآثار البريطاني هيوراد كارتر عن مقبرة توت عنخ آمون التي تحمل رقم 62. وبهذا الكشف الجديد يصبح عدد مقابر وادي الملوك 63 مقبرة».وتابع حواس قوله إن «المقبرة هي الثانية في هذا الوادي التي يعثر فيها على اكثر من مومياء بعد مقبرة أمنحتب الثاني جد فرعون التوحيد اخناتون من الاسرة الثامنة عشرة». وعثر على مقبرة أمنحتب الثاني سنة 1898 وكان بئر الدفن فيها يضم 12 مومياء.وكانت احدى هذه المومياوات أثارت قبل عامين جدلا بين علماء الآثار عندما أعلنت باحثة بريطانية استخدمت الأشعة لتصوير ثلاث مومياوات تبقت في مقبرة أمنحتب الثاني بعد ان تم نقل المومياوات الأخرى إلى المتحف المصري، ان أحداها تعود لنفرتيتي زوجة اخناتون، إلا أن علماء الآثار المصريين رفضوا ذلك. وكان اتو شادن رئيس البعثة الأميركية التابعة لجامعة ممفيس التي عثرت على المقبرة قال أول من أمس، إن «وضعية الاواني الفخارية العشرين المحيطة بالتوابيت الخمسة الملونة التي تحتوي المومياوات، تشير إلى أن عملية الدفن تمت بشكل سريع ولا يوجد لدينا تفسير لذلك حتى الآن». وطلب حواس التريث إلى حين استكمال تنظيف المقبرة وترميمها وفتح التوابيت وقراءة النقوش التي تحملها لكشف شخصيات اصحابها.وكان المجلس الأعلى للآثار أكد قبل يومين عثور البعثة الأميركية على المقبرة المحفورة في الصخر على عمق ثلاثة أمتار على شكل مستطيل ويبلغ عرضها مترا ونصف المتر تقريبا وطولها حوالي مترين. وعثر في الجهة الغربية منها على ثماني حفر طول الواحدة منها 26 سنتمترا وهي عبارة عن سلالم حفرت في الصخر.من جهته أكد صبري عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية أنه سيتم إجراء دراسات مستفيضة لاستبيان شخوص المومياوات ومعالجتها وترميمها وتقويتها ثم بعد ذلك النظر في إمكانية عرضها للزيارة سواء داخل المقبرة ذاتها أو بالمتحف.كانت بعثة جامعة ممفيس الأميركية برئاسة الأستاذ أوتو شادن قد عثرت على كشف بالقرب مقبرة الملك توت عنخ آمون وهي عبارة عن مقبرة رأسية تبدأ من عمق 3 أمتار تحت السطح بعمق 5.5 متر مستطيلة الشكل ومنحوتة في الصخر وأسفلها فتحة تطل على حجرة الدفن بها أكثر من إناء مصنوع من الالباستر واستخدمه المصريون القدماء لحفظ الأطعمة والمشروبات فضلا عن خمس مومياوات داخل توابيت خشبية تعود للاسرة 18.وكانت قد عثر على أول خبيئة تضم عددا كبيرا من المومياوات، خارج وادي الملوك في قرية القرنة على الشاطىء الغربي للاقصر. وضمت المقبرة اربعين مومياء ملكية عثر عليها سنة 1887 اثر قيام أحد أفراد أسرة عبد الرسول بالابلاغ عنها للجهات المختصة. ونقلت كل المومياوات التي عثر عليها في حينه إلى المتحف المصري في العاصمة المصرية. وألهمت هذه الخبيئة المخرج شادي عبد السلام في إخراج وإنتاج «المومياء»، احد أهم أفلام السينما المصرية الذي نقل قصة الكشف. والخبيئة الثانية التي عرفت باسم « خبيئة كهنة آمون عثر فيها على مائة مومياء لكهنة الأله أمون عام 1891. يذكر أن كنوز الفرعون توت عنخ أمون التي اكتشفها البريطاني هوارد كارتر عام 1922 بكنوزها الذهبية النفسية والتي كانت من المقابر النادرة التي نجت من النهب على أيدي لصوص المقابر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الفرعون الشاب واحدا من أشهر الفراعنة عالميا بسبب الكنوز الأثرية التي عثر عليها في مقبرته. .. وكان المصريون القدامى قد استخدموا منطقة وادي الملوك قرب الأقصر جنوب مصر مدفناً للفراعنة منذ عام 1540 قبل الميلاد وطيلة 500 سنة لاحقة. وقال أحد أعضاء فريق الاكتشاف إنه عثر على القبر الجديد على بعد خمسة أمتار فقط من قبر توت عنخ آمون بصورة لم تكن متوقعة. وهذا هو القبر الثالث والستون الذي يتم اكتشافه في وادي الملوك منذ تم مسح المنطقة في القرن الثامن عشر للميلاد. وكان الاكتشاف مفاجئا للكثيرين حيث يسود الاعتقاد أن عصر الاكتشافات انتهى منذ 100 سنة.
|
ثقافة
أكبر كشف أثري بمصر منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
أخبار متعلقة