غضون
- الرئيس الليبي راجع أداء حكومته واكتشف في هذا الأسبوع أن كل الحكومات التي تعاقبت في ليبيا كانت فاشلة، ولذلك وجه السهم ورمى الحكومة ليخلص الشعب الليبي من فسادها ويوفر له تكاليفها !- وأنا شخصياً أتفهم مثل هذا القرار وأعذر الزعيم القذافي لكني في الوقت نفسه أشعر بصدمه نفسية وعقلية وفكرية.. إذ أفهم من ذلك القرار الذي ألغى الحكومة عدا وزارات الأمن والدفاع والخارجية وهيئات قليلة أخرى، أن دولة عربية نفطية بدأت نهوضها قبل نحو 39 عاماً يكتشف قادتها الآن أن الحكومات المتعاقبة كانت فاشلة وتستحق أن ترمى في الزبالة لتحل محلها “ سلطة الجمهور” فما هو الحال بالنسبة لدول أخرى عربية بينها وبين ليبيا بعد الأرض عن السماء على مستوى الثراء والمشاركة الشعبية ومساحة الأرض وعدد السكان ؟!- لا أسعى إلى تحريض الزعماء العرب على اقتفاء أثر زميلهم القذافي، ولو شئت ذلك لقلت لهم عليكم أن تتفوقوا على صاحبكم وتوسعوا قرار الإلغاء ليشمل وزارات الدفاع والأمن والخارجية أيضاً . و(نسكه من التعب) بالمرة..أقول إني مفجوع من قرار الزعيم القذافي لأنه قوى عندي القناعة المخيفة من أداء الحكومات العربية .. فإذا كانت حكومات ليبيا المتعاقبة وصمت بالفشل وتم إلغاء الحكومات الحالية أيضاً للتخلص من العار نهائياً وإذا كان هذا يحدث في دولة مثل ليبيا وهي التي هي، فماذا عن الحكومات في دول عربية أقل شاناً من ليبيا ؟- لماذا الحكومة التي توجد في هذه الجهة من الأرض فاشلة ؟ وهل وقعت في مرمى كوكب النحس ؟ لماذا لا توجد لدينا دولة عربية بمعنى الدولة؟ دولة النظام والقانون، الدولة المدنية الحديثة .. دولة الرفاهية وحقوق الإنسان والحريات العامة والشخصية دولة العلم والعلمانية في حين أن الدول العربية مقامة على الأرض مركبة من ذهب وحديد ونحاس وتحتها مخازن النفط والغاز؟!- سألني زميل : ماذا يعني قرار القذافي ؟ قلت : يعني أننا العرب حتى الآن محرومون من حق الحصول على دولة .. المواطن اليهودي الذي طردناه إلى وطنه إلى إسرائيل حصل على دولة قوية خلال نصف قرن ونحن من أيام هارون الرشيد إلى اليوم بلا دولة..!!