محمد زكرياعدن المدينة الموغلة في القدم التي ولد وتربى التاريخ على حجرها ، وعروس البحر العربي ، والمدخل الجنوبي الحقيقي للبحر الأحمر ،وأهم مركز للتبادل التجاري بين تجار الشرق والغرب على الطريق البحرية بين الهند ومصر ، وأقدم أسواق العرب ، مازال الكثير من تاريخها يلفه الغموض ، ويتوارى وراء ضباب النسيان الكثيف، ونعني بذلك حياة الناس البسطاء اليومية التي لم تذكرها المراجع التاريخية التقليدية وهي الوثائق المكتوبة بمختلف أشكالها . ومن أجل الكشف عن العادات والتقاليد الشعبية في الموروث الشعبي. كان من الضروري البحث في مصادر أخرى لم يلتفت إليها المؤرخون المحدثون والباحثون الحاليون إلا مؤخرا وهي الموروث الشعبي الشفوي الذي يمثل الرؤية الشعبية الحقيقية للتاريخ.[c1]عدن والتاريخ الاجتماعي[/c]وفي واقع الأمر، أن تاريخ ثغر عدن الاجتماعي . ونقصد به الحياة اليومية للناس ـ كما ذكرنا ـ عندما نحاول الخوض فيه فإن الكثير من المعضلات والعوائق تقف سداً منيعاً أمام الباحثين الحاليين والمؤرخين المحدثين ، ونقصد بالمعضلات والعوائق ندرة المراجع التاريخية التقليدية وهي الوثائق المكتوبة المختلفة التي تروي تاريخ حياة عدن الاجتماعي . وكان من الطبيعي أن نبحث في مصادر أخرى ، لم يلتفت إليها الكثير من الباحثين ـ كما قلنا ـ وهي الموروثات الشعبية المتمثلة بالسير والملاحم ، والأمثال ، والقصص والحكايات الشعبية ، والنوادر ، والشعر الشعبي التي تنسج وتنبع من أقوال الناس البسطاء ، فالحكايات الشعبية خير تعبير عما يدور في نفوس الناس البسطاء والذين هم في الحقيقة الأبطال الرئيسيون على مسرح الأحداث ، وصناع التاريخ الحقيقيون ولكن الملوك والحكام ، والأمراء خطفوا مجهودهم الحقيقي ، وانتصاراتهم ، ونسبوها إليهم . وهذا ما أكده الدكتور عبده قاسم عبده ما نصه : " أن الأباطرة ، والأمراء والحكام ، والملوك سرقوا جهود الناس البسطاء ونسبوها إليهم ، وجعلوا مؤرخيهم الرسميين الذين يعيشون في قصورهم يسجلونها في كتبهم " . والحقيقة الساطعة كانت لا بد أن تطفو على السطح وأن يتوارى الزيف وراءها ولو بعد حين وذلك على لسان الراوي للسير ، والحكايات الشعبية ، الذي يروي عن لسان الناس الحقيقة ، فيكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، والغث من السمين من ناحية ويعبر عن آمالهم ، وطموحاتهم ، وهمومهم ولذلك تعد السير ، والملاحم ، والقصص ، والحكايات الشعبية ، والشعر الشعبي الناطق الرسمي للناس البسطاء من ناحية ثانية وأداة هامة وخطيرة من أدوات كشف زيف الحكام الذين حاولوا أن يحجبوا شمس الحقيقة الساطعة ـ كما قلنا ـ من ناحية ثالثة. [c1]تمتلئ بالحقائق التاريخية[/c]والحياة اليومية للناس التي لم تكشف عنها المراجع التاريخية التقليدية المكتوبة وهي الوثائق المكتوبة ، ومؤرخو العصر ، في الإمكان البحث عنها في الموروث الشعبي الذي يبدد غيوم الجانب الاجتماعي وبعبارة أخرى أن الموروث الشعبي يعوض النقص والفراغ الكبيرين للمؤرخين والباحثين الذين يدرسون تاريخ عدن الاجتماعي . صحيح أن الموروث الشعبي مثل السير ، والحكايات الشعبية تحفل بالكثير من الخيال الواسع ولكنها في الوقت نفسه تمتلئ بالحقائق التاريخية العريضة . [c1]جبل صيرة والأساطير[/c]والحقيقة أن عدن المدينة المطلة على البحر العربي ، تحفل بالكثير من الأساطير التي تعد جزءا لا يتجزأ من موروث عدن الشعبي ولكنها لم تدرس دراسة عميقة حتى نستخرج منها معلومات وأخبارا تاريخية قيمة تساعد على كشف تاريخ عدن الاجتماعي الذي مازال في بطن النسيان . ومن تلك الأساطير التي حامت حول مدينة عدن هي جبل صيرة الذي كان له حظ واسع في الموروث الشعبي أو بعبارة أخرى عند الحكايات الشعبية التي روت عنه. فالمؤرخ بامخرمة المتوفى سنة ( 947 هـ / 1540م ) يفرد فصلا كاملا عن جبل صيرة في كتابه " تاريخ ثغر عدن". يروي فيه أن قابيل أول قاتل في البشرية ، عندما قتل أخاه هابيل ، فر من أبيه آدم خوفا أن يقتص منه . وتوجه إلى جبل صيرة بعدن . وفي هذا الصدد يقول ( نقلا عن ابن المجاور : " اعلم أن عدن بلدة قديمة يقال أن قابيل لما قتل أخاه هابيل خاف من أبيه آدم ففر من ارض الهند إلى عدن وأقام هو وأهله بجبل صيرة ، وأنه لما استوحش بمفارقة الوطن وغيره تبدى له إبليس ومعه شيء من آلات اللهو كالمزامير ونحوها فكان يسليه باستعمالها . فهو أول من استعمل ذلك على ما قيل " . [c1]بئر النار[/c]وفي رواية ثانية عن جبل صيرة يقول بامخرمة نقلا عن ابن المجاور ما نصه : " ... هو جبل شامخ في البحر مقابل البلد ويقابل جبل المنظر أيضا. ويقال هو قطعة من جبل صيرة . وفي رأس جبل صيرة حصن قديم به رتبة وفيه بئر يقال أن النار التي ورد في الحديث الصحيح أنها تخرج من قعر عدن تخرج من هذه البئر". ويمضي بامخرمة في حديثه قائلا : " وسمعت أن القاضي ابن كبن ... طلع إلى راس هذا الجبل ومعه جمع من أعيان البلد . فأدلوا في البئر المذكورة حبلا ثم رفعوه وقد احترق طرفه " . ونستخلص من ذلك أن جبل صيرة له مكانة كبيرة في موروث عدن الشعبي وبسبب ذلك حامت حوله الأساطير والخرافات . والحقيقة إذا وضعنا ذلك الموروث الشعبي عن الجبل تحت مجهر البحث التاريخي . فإن ذلك الجبل واجه أحداثاً تاريخية هامة في حياة سكان عدن . تتمثل بمحاولات الغزو البرتغالي على عدن سنة 1513م . ولقد تصدى الأهالي للغزو الذي جاء من جهة جبل صيرة من ناحية و تعرض الجبل إلى هجمات أخرى من الطامعين بعدن من جهة ثانية . والحقيقة أن الجبل يطل على البحر . وكان غالبية أهل عدن من الصيادين . فارتبطوا به ارتباطا عميقا في حياتهم المعيشية اليومية . فكانت عيونهم تصافحهم في بياض النهار ، وسواد الليل يرونه دائما رأي العين يطل عليهم في كل الأوقات فأسبغوا عليه تلك الخرافات والأساطير . وصار الجبل جزءاً لا يتجزأ من نسيج موروثاتهم الشعبية . وإذا تأملنا الأشعار الشعبية التي يتغنى بها الصيادون أو الشعراء الشعبيون في عدن سيلفت نظرنا تلك الأشعار الشعبية تمجد جبل صيرة وتعتبره من حياتها وتقاليدها الشعبية اليومية . [c1]عدن وذو القرنين[/c]ويواصل بامخرمة رواية عن ذي القرنين الذي حفر مجرى عميقاً في البر بالقرب من عدن ليجري فيه البحر الأحمر ، وفي هذا الشأن يقول : " وكان من القلزم ( البحر الأحمر ) إلى عدن إلى وراء جبل سقطرى كله بر واحد متصل لا بحر فيه ولا باحة فلما وصل ذو القرنين في طوافانه ( طوفانه ) الدنيا إلى هذا الموضع حفر ففتح خليجا من البحر فجرى البحر فيه إلى أن وقف على جبل باب المندب . فبقيت عدن في البحر وهو مستدير حولها وما يظهر من عدن سوى رؤوس الجبال شبه الجزر". وهذه الأسطورة تعطينا فكرة عن أن الجغرافية على الرغم من خطواتها العلمية الكبيرة التي خطتها في تلك الفترة . فإنها مازالت محدودة ، ومجهولة في كثير من أذهان الناس . مما تدفعهم إلى البحث عن الأساطير لتعويض نقص المعلومات الجغرافية العلمية التي يجهلونها . وتعطينا أيضا الأسطورة أو الأساطير صورة واضحة عن الترابط الوثيق والعميق بين عدن وأهلها والبحر والتي يرتبط وجودها بوجوده ، وتاريخها بتاريخه . وبمعنى آخر أن البحر لعب دورا هاما وخطيرا في حياة سكان عدن ففرض أسلوب حياتهم اليومية من ناحية وأثر على تاريخهم تأثيراً كبيراً عبر العصور الطويلة . ونستطيع أن نتجرأ ونقول أن البحر شكل حياة عدن وأهلها السياسية الاقتصادية، والاجتماعية. وإذا ما قرأنا أشعار الشعراء الشعبيين سنلاحظ الترابط الوثيق والعميق بين أهل عدن والبحر كما قلنا . فكان من البديهي أن يغلف ذلك البحر بالأساطير ، والخرافات التي تمنحه الهيبة والوقار في نظر أهل عدن الذين كان الأعم والأغلب منهم من الصيادين . [c1]عدن والمعتقدات الشعبية[/c]والحقيقة أن البحر تغلغل في عادات وتقاليد أهل عدن منذ زمن بعيد لما له من أهمية كبرى في حياتهم اليومية ـ كما قلنا سابقا ـ . ويؤكد الأديب القاص حسين سالم باصديق ذلك الترابط الوثيق والراسخ بين أهل عدن والبحر ، بقوله : " أما البحارة في عدن فقد ذكر المؤرخ اليمني حمزة علي لقمان أن البحارة كانوا ( يعتقدون بوجود الجن والعفاريت في جزيرة صيرة . وحينما كان دخول السفن إلى ميناء صيرة صعبا بسبب الرياح الموسمية كان الأهالي يأخذون سبعة ثيران إلى الجبل وقت غروب الشمس . وبعد منتصف الليل يذهبون ويختارون واحدا يربطونه هناك ويعودون بستة ثيران . وقبيل انبثاق الفجر يذبحون الثور المربوط ويقذفون بلحمه " . ويضيف حسين باصديق ، قائلا : " وكان الأهالي ... يعتقدون أن السفن تستطيع أن تدخل الميناء بسلام ... واستمرت هذه العادة الشعبية فترة طويلة من الزمن حتى أبطلها بنو زريع حكام عدن الذين اعتبروا ذلك العمل من أفعال الوثنيين التي لا يقرها الإسلام " .[c1]باب عدن[/c]تروي الحكايات الشعبية عن باب عدن أو ما يعرف بالعقبة بأن الذي فتح الباب هو شداد بن عاد . والحقيقة أن المراجع التاريخية التقليدية تصمت عن من خرق جبل عدن أو من أنشأ باب عدن ؟. فإذا نظرنا في صفحات كتاب المؤرخ الكبير الأستاذ عبد الله محيرز في كتابه (( العقبة )) والذي أفاض في البحث والتنقيب عن الدول اليمنية التي تعاقبت على حكم اليمن بصورة عامة وعدن بصفة خاصة . وأهمية باب عدن الذي ربط بين اليمن ( الأم ) وعدن . وكان عبارة عن نافذة تطل منها عدن على اليمن ـ كما ذكرنا ـ . وكيف كانت تمر القوافل التجارية عبره إلى داخل عدن ؟. وكيف كان ذلك الباب من الأهمية الاقتصادية والحربية أن وقع تحت سيطرة آل زريع عمال الدولة الصليحية على عدن ولحج . ولقد أعطى المؤرخ عبد الله محيرز صورة واسعة ودقيقة وعميقة عن تاريخ باب عدن الذي سماه في كتابه ( العقبة ). ولكنه لم يذكر من بنى ذلك الباب أو ثقب ذلك الجبل. واللافت للنظر أن الحكاية الشعبية تروي أن من بنى باب عدن هو شداد بن عاد ، فتقول بالحرف الواحد : " ... يقال أن الجبال كانت محيطة بعدن ولا طريق لها من جهة البر . و إن أول من فتح الباب شداد بن عاد . إنه لما بنى إرم ذات العماد في صحاري عدن ... أمر أن ينقب له باب في صدر الوادي . " وتروي الحكاية الشعبية رواية طريفة عن سبب تسمية عدن ، فتقول : " فجعل شداد بن عاد عدن حبساً لمن غضب عليه ولم تزل إلى آخر دولة الفراعنة ولاة مصر وكذلك كانت التبابعة باليمن تحبس بعدن يقال أن أول من حبس بها رجل يسمى عدن ، فسميت البلدة به ". [c1]عدن والفراعنة المصريون[/c]ولقد كتب المؤرخ حمزة لقمان حكاية شعبية تدور أحداثها حول شداد بن عاد ، ورجل اسمه عدن . وكيف انتصر الحق على الباطل ، وولت شمس الظالم الملك شداد بن عاد . وهي في رأينا أول محاولة من مؤرخ كتب في موضوع الموروث الشعبي . وكيفما كان الأمر ، فإن ما نستخلصه من الحكاية الشعبية التي ذكرناها عن باب عدن ( العقبة ) والتي ما زالت ماثلة للعيان حتى هذه اللحظة . أن باب عدن أو العقبة ظهر إلى الوجود في زمن بعيد . وأنه كانت هناك علاقة ما بين عدن والفراعنة المصريين وذلك بحكم أن السفن المصرية كانت تأتي إلى ميناء عدن ، وتفرغ حمولتها من بضائع وسلع بلدان البحر المتوسط . وتحمل على متنها بضائع شرق أفريقيا ، وشرق جنوب آسيا ( الهند ) حيث أن تلك السفن المصرية في عهد الفراعنة لا تبعد أكثر من ذلك . فكانت عدن بمثابة همزة وصل بين الشرق والغرب. ويلفت نظرنا أنه كان هناك سيطرة التبابعة ملوك اليمن القدامى على عدن في التاريخ القديم . [c1]تفسير اسم عدن[/c]ويزيد المؤرخ عبد الله محيرز في توضيح الصورة حول الأساطير التي غلفت اسم عدن ، فيقول : " وتعليل اسم عدن نفسه صعب ، ومعرفة العهد الذي سميت به قبل أو في صدر الإسلام. وقد نسج المتأخرون الإخباريون حول المدينة واسمها صنوفاً من الأساطير ، وتفننوا في تعليل اسمها تعليلات لم تكن تخلو من مبالغة حينا ، وطرافة أحيانا . ونتج من ذلك حصيلة ـ لم يسبق أن خص بها بلد آخر ـ من التعليلات ، هي مسخ بين اشتقاقات لغوية ، وأوهام تاريخية لفقت بإصرار ساذج ، واستشهد بها أجيال من المؤرخين : إما لعدم وجود بديل لها ، أو للطرافة فحسب". [c1]رؤية شعبية للتاريخ[/c]والحقيقة أن الموروث الشعبي المتمثل بالسير ، والحكايات الشعبية ، والشعر الشعبي، والأمثال وغيرها غايته ليس كتابة التاريخ في حد ذاته ، وإنما هو رؤية شعبية لقراءة التاريخ ، وإثبات ذات وهوية الشعوب . وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبده قاسم في كتابه ( بين التاريخ والفلكلور ) : " إذ تجد الشعوب في تاريخها سندا لوجودها الآني ، وإدراكها لهويتها وتحقيقا لذاتها ، فإن الشعوب تنقل تاريخها من جيل إلى جيل يليه بشكل تلقائي بسيط من خلال موروثاتها الشعبية. وغالبا ما يكون هذا التاريخ محملا بكثير من الخيال الذي يكشف عن كيفية القراءة الشعبية لأحداث التاريخ ، وهي قراءة نفسية تعويضية لصالح الجماعة الإنسانية التي تصر على إثبات دورها في تاريخها " . [c1]الناطقة بلسان الناس[/c]وفي الواقع أن الموروث الشعبي كالسير ، والحكايات الشعبية ، والشعر الشعبي ، والأمثال ، والنوادر ، والنكت وغيرها تدخل في صميم الأدب الشعبي ، وكما ذكرنا أن الموروث الشعبي غايته ليست كتابة التاريخ وإنما هو يعبر عن طموحات ، وآمال الناس ، ويصور إيقاع حياتهم اليومية ، ويسجل عاداتهم ، وتقاليدهم الشعبية . وكما قلنا في السابق أن الموروث الشعبي يتصدى لأكاذيب الحكام ، والملوك ، ويفضح أمرهم " فالتاريخ تصنعه الشعوب ويسرقه الحكام منذ أقدم العصور " . ولذلك تعتبر السير ، والحكايات الشعبية الناطقة بلسانهم والحقيقي للشعوب والسلاح القوي والأمضى في مواجهة المؤرخين الرسميين الذين يعيشون في كنف الملوك ، والحكام ، والأمراء ، ويقتاتون على فتات موائدهم فيقلبون الحقائق رأسا على عقب ، ويعملون على طمس جهود وإنجازات الشعوب الحقيقية على مسرح الأحداث " وتشهد بهذا سجلات الملوك والحكام وكتابات المؤرخين الذين عاشوا في كنفهم ، أو بالقرب منهم ".[c1]بين الأدب والتاريخ[/c]فالموروث الشعبي المتمثل بالسير ، والحكايات الشعبية ، والأمثال ، والنوادر ، والشعر الشعبي ، والنكت وغيرها ليس ضربا من ضروب العبث بل هو مزيج من الأدب والتاريخ في نفس الوقت ومنه ومن خلاله نستطيع أن نطل على المعرفة التاريخية . والموروث الشعبي يمتلئ حيوية ، ونشاطاً ، وحركة فهو يعطينا صورة واسعة وعميقة عن حياة الناس اليومية مثل الحرف والصناعات التي يعملون بها . ويلقي الأضواء على عاداتهم وتقاليدهم في المناسبات المختلفة . بخلاف التاريخ المجرد من العاطفة الذي يبحث فقط عن الأحداث الخطيرة التي تطفو على مسرح السياسة . فهو كما قلنا سابقا يسجل أخبار الأباطرة ، والملوك ، والأمراء . ولا يلقي بالاً إلى حياة الناس البسطاء الذين هم صناع التاريخ الحقيقيون ـ على حد تعبير الدكتور قاسم عبده ـ . ومن هنا بدأ المؤرخون في القرن التاسع عشر في أوربا ينظرون باهتمام شديد إلى الموروث الشعبي ويعتبرونه مصدرا هاما من مصادر التاريخ . وبعد فترة تفرع من التاريخ علم التاريخ الاجتماعي والتي قاعدته الموروث الشعبي أو الذي يتكئ عليه . وكما ذكرنا أن المورث الشعبي يضيء للمؤرخ قضايا اجتماعية من الصعب أن يجدها في المراجع التاريخية التقليدية كالوثائق والمخطوطات أو كتابات المؤرخين المعاصرين للأحداث التاريخية . [c1]الصوفية في الحكايات الشعبية[/c]والحقيقة أن الحكايات الشعبية تضمنت الكثير من الطوائف الصوفية المختلفة في ثغر عدن . فذكرت كراماتهم ، وخوارقهم . وفي واقع الأمر ، كانت عدن في فترة من فترات تاريخها تموج بالحياة الصوفية . وكان لهم شأن خطير في الحياة السياسية، والاجتماعية . وكان الأمراء ، والحكام يعملون على التودد إلى مشايخ الصوفية المختلفة بهدف تحقيق مآربهم السياسية في الحكم بل أن الصوفية لم تقف عند ذلك الحد بل أثرت تأثير كبيرا على تفكير العديد من أصحاب الفكر المشهورين أمثال المؤرخ بامخرمة . وفي هذا يقول الدكتور عبد الرحمن الشجاع : " ولعل بامخرمة لم يخرج عما ساد وشاع في عصره من تصوف سواء في اليمن أو خارج اليمن . فقد صار الانتساب للتصوف جزءاً من شخصية الأمراء والوجهاء والعلماء " . ويضيف قائلا : " وهذا العموم في انتشار التصوف أثر على مناهج تفكير العلماء ، ومنهم علماء التاريخ مثل بامخرمة فتكثر لديه المصطلحات الصوفية كالحقيقة ، والشريعة ، والأقطاب ، والأوتاد والكرامات والمنامات والكشف والتمكين وغيرها مما يوحي بغلبة الاتجاه الصوفي على كتابته التاريخية ". [c1]الخشبة الذهبية[/c]ويبدو أن عبد الله الطيب بامخرمة من الذين يؤمنون بكرامات الصوفية ـ على الرغم أنه كان من كبار كتاب التاريخ ، وصاحب علم غزير. ويؤكد هذا الدكتور عبد الرحمن الشجاع بأن بامخرمة كان يؤمن إيمانا عميقا بالحكايات الشعبية الشفوية التي تروى عن العامة من الناس عن كرامة الشيوخ الصوفية في عدن ، فيقول : " وحتى حينما يذكر ـ بامخرمة ـ عن بعض المزارات الصوفية لا يبدي أي تحليلا ، أو نقدا ، أو استنكارا . بل عبارات تدل على الإشادة ، أو الإخبار المجرد . فيذكر مثلا خشبة إسماعيل الحباني ( ت 834 هـ / 1430 م ) بأنه ضربها إسماعيل هذا فتحولت ذهبا ، وأنها باقية مزارة للبركة ويُقبلها الناس .. ورغم غرابة مثل هذه الحكايات إلا أنه يذكرها على علاتها وينسبها إلى أصحابها المشاد بهم من قبله دون أن يعلق عليها " . [c1]الشيخ جوهر والطائر[/c]ويروي لنا المؤرخ عبد الله محمدُ الحبشي في كتابه ( الصُوفية والفقهاء في اليمن)، نقلا عن بامخرمة حكاية شعبية طريفة عن كرامة الشيخ الصوفي المشهور في عدن وهو جوهر بن عبد الله المتوفى ( سنة 626 هـ / 1229 م ) الذي تولى المشيخة بعد وفاة شيخه ، فيقول : " فقد ذكر كل من ترجم له أن شيخه الولي العلامة سعد الحداد قد أوصى بتولي المشيخة بعد وفاته إلا أنه قيد ذلك بشرط عجيب هو أنه سينزل طائر يقع على رأس من يأخذ هذا المنصب فاتفق أن نزل هذا الطائر على الشيخ جوهر ( فقام إليه الفقراء ليقعدوه موضع المشيخة ، فبكى وقال أين أنا من هذا أنا رجل عامي لا أصلح لذلك فقالوا قد أقامك الحق في هذا المقام . فقال إن كان ولابد فأمهلوني ثلاثة أيام أسعى في رد حقوق الناس ثم جلس بعد ذلك في منصب المشيخة " . [c1]مُنطق البقرة[/c] وفي سياق الحكايات الشعبية التي تروى عن كرامات وخوارق كبار مشايخ الصوفية المعروفين في عدن ، يسرد الأديب والقاص حسين سالم باصديق العديد منها فعن الشيخ الصوفي السيد أبو بكر بن عبد الله العيدروس ( المعروف بالعدني) يقول أنه خرق جبلاً من خلال رميه لمسواكه على الجبل ، ومازالت تلك الحكاية الشعبية تروى من جيل إلى جيل حتى هذه اللحظة ومازال كبار السن يؤمنون بها إيمانا كبيرا . ويروي راوية أخرى عن أحد الشيوخ الصوفية وهو الولي الشيخ عبد الله بعدن ـ والذي مازال مسجده ماثلاً للعيان يطل على الشارع الذي سمي باسمه ـ والذي طلب من البقرة أن تعترف على السارق ، فنطقت باسم السارق ، فسمي بمنطق البقرة ، وفي هذا الصدد يقول حسين سالم باصديق : " وما تلك إلا حكاية شعبية ألصقها الناس بالولي الصالح صاحب هذه الكرامة وذلك حبا فيه وكرامة لقدره وتقديرا لفضائله وأمجاده ... وهناك الكثير مما يمس كرامات أوليائنا الصالحين الذين كانت لهم أعمال جليلة ... مثل حكاية ( مُنطق البقرة ) وهو الولي الشيخ عبد الله بعدن " . ويضيف قائلا : " أو حكاية الولي الصالح الشيخ سفيان بلحج أو حكاية الولية الصالحة سعيدة بنت عمر في أبين ... " .[c1]في المناسبات الدينية[/c] والحقيقة أن الحكايات الشعبية الشفهية روت الكثير عن المناسبات الدينية المختلفة مثل شهر رمضان ، وعيدي الفطر ، والأضحى في عدن . فيروى رواة الحكاية أو الحكايات الشعبية عن مظاهر شهر رمضان المبارك ، وكيف كان يستقبله أهل عدن. فيقول الراوي : " يتوجه العلماء ، والفقهاء ، والوجهاء ، وجمع غفير من الناس إلى تحري رؤية شهر هلال رمضان " . ويمضي الراوي في حديثه :" فإن عدن وأهلها ينتظرون قدومه بفارغ الصبر . وقيل أن تحري رؤية الهلال ، كان فوق جبل صيرة أو بعبارة أدق في مكان عال من الجبل . وعندما يعلن العلماء ، والفقهاء ، رؤية هلال رمضان فإن مظاهر الحفاوة به تكون كبيرة جداَ . فتخرج الطوائف الصوفية المختلفة مثل الشاذلية ، الرفاعية ، الأحمدية وغيرها بملابسها البيضاء ، وكل طائفة تحمل عدداَ من البيارق الكبيرة ( الرايات ) مع شعارها الخاص بها . وكانت تطوف في الأحياء الشعبية المختلفة من عدن القديمة ( كريتر ) وينشدون الأهازيج ، والتواشيح الدينية. وأهم تلك الأحياء الشعبية التي كانت تتجمع فيها الطوائف الصوفية المختلفة هي حي ( حافة) الحسين بكريتر والذي كان يسمى قديماَ بحي الشاذلي .. وأهم تلك الطوائف الصوفية المشهورة حينئذ في عدن هي الشاذلية ، والأحمدية ( ولكن الأخيرة انسحبت من كريتر ، وتركت الساحة للطريقة الشاذلية إلى مدينة الشيخ عثمان والتي مازال مسجدها المتواضع ماثلاَ للعيان حتى الآن ) . ويقول المؤرخ عبد الله محيرز عن تاريخ حي الحسين : " حي حسين نسبة إلى الولي المشهور حسين ابن الصديق الأهدل ، وهو حي كان مليئا بالأكواخ والعشش ، وقد كان مقرا للصوفية ، تكثر فيه الزوايا والأربطة ، وقد سمي قديما بحي الشاذلية ، ولهم رباط به ". ورواية أخرى تقول عن حي الحسين بأن أحد أولياء الله الصالحين كان اسمه الشاذلي قد جاء من زبيد إلى ذلك الحي ومكث فيه ردحاً من الزمان وقبل وفاته ، بنى مسجداَ سمي باسمه ومع مرور الزمن سمي الحي باسمه . [c1]الموائد الرمضانية[/c]ويروي رواة الحكاية الشعبية جيل عن جيل بأن شهر رمضان كان يحتفى به في عدناأحتفاء عظيماَ من ِقبل الفئات الاجتماعية المتنوعة . وكان كبار التجار ، والأغنياء ، والوجهاء ، والأمراء يشتركون معا في مد الموائد الرمضانية للفقراء والمساكين . وكانت تقام تلك الموائد في الأحياء الشعبية . ويقال إن تلك الموائد الرمضانية كانت تحفل بشتى الأطعمة اللذيذة وكانت وجبتها الرئيسة الثريد ويصف أحد الطاعنين في السن بأنه سمع والده عن جده بأن المجتمع في عدن كان كالبنيان المرصوص ، وأن الرحمة ، والمودة ، والتكافل الاجتماعي ، كانت تسود المدينة في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور الأخرى .[c1]عدن وأطباق الحلوى[/c]الحقيقة أن المراجع التاريخية المكتوبة عن عدن لم تذكر أو تشير من قريب أو بعيد إلى عادات وتقاليد الناس الشعبية اليومية أو بعبارة أخرى أن المؤرخين القدامى لم يلقوا بالاَ إلى تفاصيل الحياة اليومية للناس . وكان جل اهتمامهم منصباً ـ كما ذكرنا ـ على تدوين وتسجيل أعمال الحكام ، والأمراء ، وأرباب السيف . ولقد روت الحكاية أو الحكايات الشعبية الكثير عن عادات وتقاليد أهل عدن في رمضان ـ كما أشرنا في السابق ـ . ومن المعلومات التاريخية التي لم يذكرها المؤرخون القدامى ، والمختصون في كتابة تاريخ عدن كالمؤرخ بامخرمة هي أن عدن كانت في يوم من الأيام من أشهر المدن اليمنية التي كانت تصنع أطباق الحلوى . وقيل أن ملوك ، وأمراء ، ووجهاء الدولة الصليحية كانوا يجلبون تلك الحلوى من عدن لشهرتها ـ كما قلنا ـ . ويفهم من ذلك أن عدن اشتهرت بصناعة الحلوى في عهد الصليحيين ، وعلى وجه التحديد في عهد بني زريع الذين استقلوا وحكموا عدن نحو 54 عاما ( 476 ـ 532 هـ / 1083 ـ 1137 م ) . فلقد كانت العلاقة بين مصر الفاطمية والصليحيين في اليمن علاقة مذهبية قوية وهو المذهب الشيعي الإسماعيلي . وكان الصليحيون يدورون في فلك الفاطميين ويعتبرون أنفسهم تبعاً لهم فترسموا منهجهم وعاداتهم وتقاليدهم في أنظمة المُلك والحُكم ، وفي هذا يقول المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع : " فلا جرم إذا صار ( الصليحيون ) تبعا لهم يدورون في فلكهم ، ويلتزمون بتعاليمهم ، ويأتمرون بأمرهم ، وينتهون بنهيهم ، ويقلدونهم في شئونهم كلّها ، وما ذاك إلا لأنهم امتدادُ لنفوذهم في اليمن . [c1]عدن والقاهرة[/c] وكان من البديهي أن تلقي تلك العلاقة المذهبية المتينة والعميقة بينهما بظلها على الحياة الاقتصادية ، الاجتماعية ، والفكرية في اليمن ومنها عدن . ولقد قيل أن الكثير من التجار اليمنيين ، والمصريين كانوا يلتقون في عدن أو في القاهرة للتباحث فيما بينهم حول الشراء والبيع وكانت تتم بينهم عدد من الصفقات التجارية. وتقول بعض الروايات أن الكثير من المصريين سكنوا في عدن ، واستقروا بها ، وصاهروا أهلها ، وانصهروا بمجتمع عدن . وهذا ما أكده ابن المجاور إذ قال ما نصه " أن سكان عدن كان خليطا من أهل الإسكندرية ، والقاهرة ، والصعيد " . وخصوصا في عهد بني زريع الذين كانوا عمالاُ للصليحيين في عدن والذين انسلخوا من حكم الدولة الصليحية بعد أن جنحت شمسها إلى المغيب . [c1]سيدة بنت أحمد الصليحي[/c]وتروي الحكايات الشعبية بأن بعض هؤلاء التجار المصريين كانوا صناعاً مهرة في صناعة الحلوى ـ ومن المعروف أن أطباق الحلوى أو أصناف الحلوى اشتهرت في مصر ازدهاراً كبيراُ في عهد الخلافة الفاطمية والتي بدورها جلبتها من موطنها الأصلي المغرب العربي . وفتحت العديد من دكاكين الحلوى في عدن . وتفنن الطباخون المصريون في صناعة أشكال وألوان من الحلوى اللذيذة التي طبقت شهرتها في أهم المدن اليمنية .وقيل أن كثيراً من اليمنيين تعلموا على يد هؤلاء الصناع المصريين المهرة صناعة أطباق الحلوى اللذيذة . وفتحوا لهم دكاكين خاصة بهم . وكان لهم شهرة واسعة بين أهل عدن ، والمناطق المجاورة لها . وقيل أن سيدة بنت أحمد الصليحي المتوفاة سنة ( 532هـ / 1138م ) كانت تجلب لها من أشهر دكاكين الحلوى في عدن وذلك في المناسبات الدينية وغيرها . [c1]عدن والقات[/c]ومن العادات والتقاليد الشعبية اليومية في عدن التي لم تذكرها المراجع التاريخية المكتوبة على الرغم من أهميتها هي شجرة القات التي تفنن فيها الشعراء الشعبيون والتي مازالت تفرض نفسها على اليمنيين على مختلف مشاربهم الاجتماعية ، وتباين حظوظهم الثقافية . والحقيقة أن القات تغلغل في أعماق المجتمع اليمني ومنها عدن التي هي جزء لا يتجزأ من نسيجه . وصار له أنصار يشدون من أزره ، ويتغنون بفضائله ، وجماله وفي المقابل كان له خصوم شداد يكشفون مساوئه وعيوبه ، وسلبياته على المجتمع اليمني . صحيح أن بعض الباحثين الحاليين خاضوا في القات ولكن من رؤية سياسية بحتة وذلك عندما منعت السلطات البريطانية دخول القات من السلطنة اللحجية ـ حينذاك ـ إلى عدن وذلك بهدف فرض حصار اقتصادي على سلطان لحج علي عبد الكريم فضل ( 1952 ـ 1958م ) الذي كان مناوئاً لمشروع الإتحاد الفيدرالي ، ولسياسة بريطانيا في عدن والجنوب العربي ( المحميات ) " ... الذي عارض سياسة بريطانيا في عدن ومحمياتها . ومد يد العون لأول حزب قومي نشأ في عدن ولحج ودعا إلى توحيد عدن ومحمياتها في دولة واحدة مستقلة ". وكيفما كان الأمر ، فإن الشعراء الشعبيين الأغلب والأعم منهم رسموا لشجرة القات صوراً بديع، ومدحوه بأجمل العبارات ، وأحلى الكلمات . وهذا شاعرنا أمير القوافي والشعر الشعبي الأمير أحمد فضل القمندان يخاطب صديقه الفنان المغني صاحب الصوت الشجي فضل محمد اللحجي عن القات وخاصة قات (المثاني ) وهو أجود أنواع القات اليمني ، فيقول : هل أسمعك فضل يوما في الغنا ما أعاني وكيف صاد المها قلبي وماذا شجاني [c1] *** [/c]وأنت بالعود تتهنا وطعم المثاني فهل دعاك الهوى يوما كما قد دعاني ولكن الشاعر الشعبي صاحب الشعر اللاذع يهاجم بشدة القات ونتائجه الضارة على الأسرة والمجتمع ، في قصيدته المسماة ( في المولعة هبّ الضمار) أي المال، نقتطف منها بعض تلك الأبيات ، فيقول : " شاهي مداعة قات سمرة ليل والمقيل نهار والمولعي سامر مقيل يوميه ليلي جكار[c1] *** [/c]ما مولعة في لحج ماشي قبلها في زنجبار فقيرنا في تيتله ماشي تجد عند الشجار [c1] *** [/c]ينقص السبرة ويأخذ قات من حق السباروبعد أخذ الكيف يجري في طلب حق الخصار وفي ختام القصيدة الشعبية يقول مسرور مبروك : " يوعد وإن سهلت يخارج ذا ويعطي ذا عذار[c1] *** [/c] يوعد آخر يا وفىّ وإلاّ وعده بوار "[c1]الهوامش[/c] - دكتور قاسم عبده قاسم ؛ بين التاريخ والفولكلور، الطبعة الثانية 2001م ،عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ــ جمهورية مصر العربية ـ .- عبد الله الطيب بامخرمة ؛ تاريخ ثغر عدن ، الجزء الأول ، الطبعة الثانية 1407 هـ / 1986م شركة دار التنوير للطباعة والنشر بيروت ـ لبنان ـ .- عبد الله أحمد محيرز ؛ العقبة ، وزارة الثقافة ـ الجمهورية اليمنية ـ مؤسسة 14 أكتوبر للطباعة والنشر ـ عدن ـ . - ندوة " أوضاع عدن السياسية والاجتماعية و الاقتصادية منذ عام 856 هـ وحتى عام 1303هـ " ؛ مركز البحوث والدراسات اليمنية جامعة عدن ، 27 ـ 28 ديسمبر 2005م. - عبد الله محمد الحبشي ؛ الصوفية والفقهاء في اليمن ، 1396هـ / 1976م ، توزيع مكتبة الجيل الجديد ـ صنعاء ـ .- القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ؛ أعراف وتقاليد حكاّم اليمن في العصر الإسلامي ، الطبعة الأولى 1994م ، دار الغرب السلامي ، بيروت ـ لبنان ـ . - الدكتور محمد كريم إبراهيم الشمري ؛ عدن دراسة في أحوالها السياسية والاقتصادية 476 ـ 627 هـ / 1083 ـ 1229 م . سنة الطبعة الثانية 2004م ، إصدارات جامعة عدن ـ الجمهورية اليمنية ـ . - حسين سالم بصديق ؛ في التراث الشعبي اليمني ، اعداد وتوثيق مركز الدراسات والبحوث اليمني ـ صنعاء ـ الطبعة الأولى 1414 هـ / 1993 م . - حسن صالح شهاب ؛ العبادل سلاطين لحج وعدن ، مركز الشرعبي للطباعة والنشر والتوزيع ـ صنعاء ـ . - حمزة علي لقمان ؛ قصص من تاريخ اليمن ، الطبعة الأولى ، 1985م ، دار الكلمة ـ صنعاء ـ.
|
تاريخ
عدن في الحكايات الشعبية
أخبار متعلقة