واشنطن / وكالات :اعترف ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بأن الدبلوماسية قد تتعقد جراء التقرير الأخير للمخابرات الأميركية بخصوص البرنامج النووي الإيراني.وأوضح تشيني في تصريح صحفي أن الجهود الأميركية لاحتواء الأنشطة النووية الإيرانية قد تزداد صعوبة جراء ذلك التقرير قائلا "الأمر ليس سهلا في البداية".وألمح تشيني إلى أن الاستخبارات التي أصدرت التقرير "حاولت أن تتولى بفعالية إدارة هذا النوع من المسائل خصوصا في ضوء ما حصل في العراق بشأن أسلحة الدمار الشامل".وسبق لتشيني -الذي يعتبر من أكثر الداعين لسياسة حازمة مع إيران- أن حذر طهران في أكتوبر الماضي من "العواقب الوخيمة" التي تنتظرها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من لجوء واشنطن إلى استخدام القوة ضد طهران.وأفاد تقرير للمخابرات الأميركية صدر الاثنين أن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري منذ العام 2003 وأن أنشطتها النووية الحالية سلمية، الأمر الذي أحدث ردود فعل دولية متباينة.وجاءت تصريحات تشيني في الوقت الذي عبر فيه الرئيس الأميركي جورج بوش عن ثقته بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لا تزال تعتبر برنامج إيران النووي "مشكلة" تتطلب ممارسة الضغط.وأضاف بوش أثناء زيارة ولاية نبراسكا أن التقرير الأخير فيه المزيد مما ينبغي للحكومة الإيرانية تفسيره بخصوص نواياها النووية وأعمالها الماضية.وأوضح بوش أن التقرير تحدث عن "برنامج الأسلحة النووية السري الذي واصلته إيران حتى خريف عام 2003، والذي لم يعترف به النظام الإيراني بعد".وبدورها أكدت بريطانيا أمس أنها ستمارس ضغوطا لحمل الأمم المتحدة على تبني سلسلة من العقوبات على إيران تتعلق ببرنامجها النووي.وقال وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند في مقال بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أمس "سنمارس الآن ضغطا لتبني قرار يؤدي إلى فرض عقوبات، ويجب ألا نخاف من دبلوماسية تكشر عن أسنانها، والموقف الانكفائي أسوأ".وأضاف ميليباند "سيبقى انعدام الثقة سائدا ما لم تعمد إيران إلى حل المسائل المتصلة بأنشطتها السابقة وتوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم".وجاءت هذه التصريحات مسايرة لدعوة تل أبيب على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى "فرض عقوبات أكثر فعالية على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي".وعلى نفس الوتيرة قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن تقرير المخابرات الأميركية يعزز القلق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشددا على ضرورة أن لا يسهم في التخفيف من الضغوط لفرض عقوبات جديدة على طهران.وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اعتبر التقرير الأميركي نصرا لبلاده، وتعهد في كلمة ألقاها غربي إيران بأن بلاده لن تتراجع خطوة واحدة في برنامجها النووي.وبدوره صرح كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي عقب عودته من موسكو بعد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الأميركيين "قالوا في التقرير إن نشاط إيران النووي سلمي بعد 2003، وآمل أن يقولوا في تقريرهم القادم إن كل أنشطة إيران كانت سلمية منذ البداية".وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قال في وقت سابق إن التقرير يؤكد صحة النتائج التي توصلت إليها مؤسسته.