الكرة السمراء بتتكلم (مصري)
حسام حسن العاشق لتحطيم الأرقام القياسيةعيدروس عبدالرحمنافرزت بطولة كأس الامم الافريية الاخيرة والمختممة قبل ايام، ان الارادة والحماس والتحدي، اقوى وافضل من النجومية ومن كثير من المستويات الكروية المتطورة، وفوز الاشقاء المصريين في هذه البطولة القارية الكبرى مثل دليلا راسخا ان المستويات الكبرى ليس بالضرورة ان تكون صاحبة الرقم الاعلى في التتويج .. لان فرقا مثل الكاميرون، كوت دي فوار، تونس ونيجيريا هم من حيث الامكانيات والقدرات والمستويات العامة افضل واحسن من احفاد الفراعنة، لكن ابناء السد العالي فازوا بهذه البطولة، بجدارة واستحقاق وحماس منقطع النظير، واعادوا صياغة وكتابة تاريخ الكرة الافريقية ابتداء من اهرامات الجيزة وماحدث نهاية الاسبوع الماضي، اشبه بكثير مما كتبه المصريون قبل ثمانية اعوام، وتحديدا، في بوركينا فاسو، بقيادة الجنرال الجوهري عندما وضعت مصر ومنتخبها في تلك البطولة كمرشح رقم 31 من مجموع الفرق المشاكة الستة عشرة ، لكن الجوهري، وابناءه الابطال في تلك الدورة لم يقبلوا ويخلطوا اوراق البطولة فحسب ولكنهم قلبوا الطاولة على الجميع وسحبوا البساط التتويج لصالحهم امام دهشة القارة السمراء والعالم ومواطنيهم.واذا كانت البطولة الـ 25 لامم افريقيا تمثل الاهم والافضل والارقى مستوى من حيث الاداء المتميز والتكتيك العالمي بشهادة الجميع خاصة الفرق الخمس المذكورة آنفا، فان الفريق المصري، استطاع الفوز بها لانه وضع نفسه امام تحديات خطيرة، وهامة ضد تلك المستويات الافضل وتحديات ضد خروجه من تمثيل افريقيا في المونديال، وتحديات لصالح اللاعب المحلي المصري امام فرق ومنتخبات كلها ضمن المحترفين داخل الاندية الاوروبية، وتحديات شخصية من المعلم حسن شحاتة المدرب الوطني، الذي شكك كثيرون في قدراته وامكانياته في صنع الفارق لصالح الفريق المصري، وتحديات النجم الاسطوري حسام حسن، الذي رفض كثيرون انخراطه في صفوف الفريق المصري، وطالب البعض باعفائه من مقارعة نجوم ومحترفين شباب في سن اولاده، الا ان حسم حسن البالغ من العمر قرابة الاربعين عاما، اضاف لنفسه ارقاما قيااسية جديدة فهو للمرة الثالثة يفوز بهذه الكأس اعوام 86، 98 2006م وهو اكبر لاعب في تاريخ بطولات افريقيا، وهو الوحيد المحرز لهدف وعمره فوق 39 عاما، وهو اكبر من حمل الكأس الافريقية سنا وعمرا ساعده في ذلك، انصاف للحق، المدرب الشجاع حسن شحاتة الذي اصر على وجود هذا الحسام ليخوض معه تحديا جديدا ضد المشككين كما خاض تحديا لايقل خطورة يضم النجم ابراهيم سعيد للفريق المصري في اجواء ساخطة واعتراضية بسبب سلوكيات هذا اللاعب الخارجة دائمة عن النص الاخلاقي الرياضي، ونجح هذا الشحاتة بامتياز في كل تحدياته، واصبح ابراهيم سعيد رقما نجوميا كرويا لاغنى عنه طوال مباريات الدورة.ولعل المعلم حسن شحاتة هو آخر المدربين المحترفين الذين سطروا تاريخا مشرفا لكرة افريقيا لبلادهم، وصار بطلا قوميا يشار اليه بالبنان ولعل آخر تحديات هذا الحسن شحاتة انه اوقف نجم الفريق في مباراة نهائي الكأس واعتمد على مجموعة الفريق وشريحة المجموعة المتألقة ضاربا عرض الحائط بشعار الدورة الذي اعتبره الجميع انها دوره النجم الفرد القادر على احداث الفارق، كما هو حال ايتو في الكاميرون. وروجب في ساحل العاج، ووالا والا في الكونغو، وميدو في مصر ولم تعرف مصر في تاريخها الكروي والسياسي، اجماعا واتفاقا كاملا مع هدف واحدد وغاية واحدة كما حدث في هذه الدورة عندما وحدهم جميعا حكومة ومعارضة المعلم حسن شحاتة وابناؤه الافذاذ، وعاشت مصر قرابة شهر ومازالت افراحا نابعة من القلب وسعادة لذيذة من اعلى السلم الى اسفل الترتيب ولعل اعتماد العلم حسن شحاتة على الشباب وعلى ابنائه الذين فاز بهم ومعهم بطولة شباب افريقيا، واعتماده كذلك على الكرة الهجومية والابتعاد عن الاسلوب المصري التقليدي في الدفاع المستمر، وحسن وتوفيق نادر في اختيار التشكيل الامثل لكل مباراة والتبديلات الاكثر توفيقا خاصة بالدفع بحسام حسن امام كل من ساحل العاج بديلا لميدو المصاب وصنعة لاحد اجمل الاهداف، ودفعه لحسام حسن ومنذ البداية امام الكونغو وتسجيله لواحد من اجمل اهداف الدورة، كذلك دفعه بعمرو زكي بديلا عن ميدو، الذي وضع الكرة في شباك السنغال منذ اللمسة الاولى واشراكه لحسن مصطفى امام ساحل العاج في المباراة النهائية لاعادة المباراة وخضوعها للفريق المصري، بعد سيادة واضحة للوسط الايفوري.وللامانة فان حسن شحاتة صمم اختراعا جميلا في شحذ همم المصريين جميعا خلف العلم المصري واشعل قناديل الفرح المصري طوال ايام الدورة . .واعاد اكتشاف ابراهيم سعيد، ومحمد عبدالوهاب ومحمد بركات، والظهير احمد فتحي، ورفع مزاد وحصص نجوم الكرة المصرية في اسواق وبورصة البيع والشراء الاوربي، خاصة الحارس العملاق عصام الحضري الذ صد ركلتي جزاء في النهائي.واذا كان الاتفاق منصبا على ان ساحل العاج كانت الافضل وحصان البطولة فان حماسة وتحديات المعلم شحاتة هي التي روضت الافيال وحنطت افيال افريقيا في سوق المومياءء المصرية .. ولانه مدرب محترم فان الانباء تؤكد بانه عازم على ترك الفريق الوطني المصري الذي اوصله الكأس افرييا الخامسة كرقم قياسي خاص بالفراعنة، واوصلته الكرة المصرية لاحتلال عرض التدريب محليا وافريقيا .. فالمعلم نال وحصل على التقدير والاهتمام بهذه البطولة، ما لم يحصل عليه طوال تاريخه لاعب ومدرب .. وآخر الاخبار انه ربما يعود الى بيته الاول نادي الزمالك لقيادته في الدوري العام امام اصات معارضة ورافضة من اتحاد الكرة المصرية وكل قطاعات الشعب المصري.