آلاف الشباب يتحاورون يومياً لساعات طويلة عبر الإنترنت وفي غرفه الدردشة الكثيرة التي أصبحت من أهم ما يبحث عنه مستخدمو الإنترنت..والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تصلح هذه الغرف لإقامة صداقات حقيقية بين بعض الشباب؟... ان صداقات الإنترنت ليست صداقة بالمعنى الحقيقي للكلمة لكنها دردشة ومحاولة لشغل الفراغ بطريقة غير تقليدية...فهناك صداقات كثيرة تتم من خلال غرف الدردشة بناء على معرفة كل طرف بآراء وأفكار الطرف الآخر ومقابلته وهناك العديد من الأمثلة على ذلك مثل الأصدقاء الذين يتعارفون خلال الإنترنت وينجحون في إتمام صداقتهم.. كما أن الصداقة الالكترونية كلمة خاطئة والمصطلح الصحيح هو مناقشات نتحاور فيها في ما لا نستطيع أن نتحاور فيه وجهاً لوجه.. ومن الممكن أن نسلم بأن هناك صداقات إلكترونية لكنها صداقات وقتية فقط بمعنى أنك مثلاً تدخل على النت للتحدث مع صديقك فلان لبضع دقائق وبعدها تتحدث مع آخر . فمن الممكن أن تكون صداقة لكنها لن تغنيك عن صديقك الحقيقي الذي تعرفه جيداً ويعرفك ويقف إلى جوارك وقتما تحتاج إليه فصداقة الإنترنت مكلفة وليست أساسية...إن غرفة الدردشة أو غرف تبادل الآراء والأفكار هي واحدة من الأدوات التي نتجت من طبيعة الإنترنت.. فقد أصبح الآن بإمكان أي فرد في أي مكان بالعالم أن يتواصل فكرياً مع عدد لا نهائي من أقرانه بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين .. فهي ظاهرة إيجابية لأنها تساعد على تفعيل الحضارات أو الثقافات بصورة مفتوحة من خلال الحوار ... لكنها كأي شيء مفتوح تتزايد فيه احتمالات الخطورة خاصة في ظل اختلاف الثقافات والقيم... فالصداقة الالكترونية ليست صداقة حقيقية فهي تنتهي سريعاً لأن صاحبها يبحث عن التجديد والتغيير لذا فهو يشعر بالملل سريعاً ولعل مايساعد على ذلك كونها سهلة وسريعة ... فهو يزيد من سهولة تكوين مثل هذه الصداقات فقد أصبحنا نعيش في مجتمع فردي يبحث فيه المرء عن التحدث إلى أشخاص غرباء عنه بعيداً عن المشاكل والواقع.ان التحاور عبر الإنترنت يبدأ بهدف البحث عن وسيلة للتسلية وشغل أوقات الفراغ ثم سرعان ما يتحول إلى نوع من الإدمان ومن الممكن أن تؤدي الدردشة إلى تكوين علاقات صداقة إلا أنها لن تغني أبداً عن الصديق الحقيقي" أي الواقعي." لقد أصبحنا نعيش الآن في عالم مفتوح لا سبيل فيه إلى الانغلاق .. لذا فإن القضية الأسا سية تكمن في محاولة إقامة بناء داخلي قوي لأبنائنا ومجتمعاتنا حتى تكون محصنة ذاتياً وداخلياً من أي غزو يهاجمها في المستقبل...[c1] داليا علي الصادق[/c]
شبابنا والإنترنت
أخبار متعلقة