قرغيزستان /متابعات: واصل الناخبون في قرغيزستان الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي وصفت بأنها تاريخية، وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف. ويخوض الانتخابات 29 حزبا من بينها ستة أحزاب يتوقع على نطاق واسع أن تحظى بقدر كبير من التأييد من الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 2.8 مليون ناخب لشغل مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعدا عن طريق الانتخاب الشعبي بالقوائم النسبية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه يمكن للأحزاب الستة تجاوز عتبة الـ5 % اللازمة لدخول البرلمان, ومن بينها حزبان من اليسار الوسط يدعمان الحكومة الانتقالية ويتمتعان بحظوظ كبيرة للفوز. ويتمتع حزب آر-ناميس الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق فيلكس كولوف المدعوم من موسكو بفرص كبيرة للحصول على نتائج جيدة. كما ضاعف حزب أتا-جورت القومي، المعارض بشدة لطموحات الأقليات القومية في البلاد، نشاطاته، ويتوقع أن يحقق تمثيلا في البرلمان. وقد هاجم متظاهرون مقر حزب أتا-جورت قبل ثلاثة أيام في بشكيك وأضرموا النار فيه. بدورها رأت الرئيسة المؤقتة للبلاد روزا أوتونباييفا أن الانتخابات تكتسب أهمية مصيرية، وشددت على أن تأجيل الانتخابات «ليس خيارا», في إشارة إلى التوتر الذي لازم التحضير للعملية الانتخابية. وقالت أوتونباييفا «نحن لا ننتخب مجرد برلمان، وإنما نبدأ نظاما جديدا ونفتح صفحة جديدة في تاريخنا». وأشارت أوتونباييفا التي وصلت إلى السلطة بعد ثورة شعبية أطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف إلى أن نحو 800 مراقب سيراقبون الانتخابات في كل أنحاء البلاد, وأضافت أنها تعتقد أن الانتخابات ستكون خالية من الفساد والتحايل. وتتوقع أوتونباييفا وحلفاؤها أن يؤدي النظام البرلماني الجديد إلى إعادة الاستقرار بعد توتر أعقب ما وصف بانتفاضة أبريل/نيسان التي انتهت بالإطاحة بالرئيس. يشار إلى أن البرلمان حصل على صلاحيات جديدة في استفتاء جرى في يونيو الماضي, بعد تمرد دموي وأعمال عنف عرقية خلفت مئات القتلى، وهو ما يجعله -كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية- البرلمان الأقوى في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وقد أثارت تلك الصلاحيات التي تشمل تعيين الحكومة ارتياحا في الولايات المتحدة، لكنها في المقابل أزعجت روسيا التي حذرت من أن أول تجربة برلمانية ديمقراطية في آسيا الوسطى قد تشكل كارثة على قرغيزستان.