انتصاراً لنبي الإسلام وبالسلاح نفسه..
بداية ينبغي التذكير بأننا عرب ومسلمون أعزنا الله القوي العزيز بالإسلام ودستورنا مستمد من الشريعة الإسلامية، وقد عرفت بلادنا ببلاد الإيمان والحكمة، ومن البدهي أن تكون ثقافة مثقفينا وفنانينا خليطاً مركباً لثقافة عربية ـ شعبية وإسلامية موروثة، ومزيجاً من معارف وعلوم وأيديولوجيات إنسانية وضعية حديثة ومعاصرة. فالفن مثلاً هو أحد الروافد المهمة للثقافة الإنسانية،لكن الفن الذي لا يكترث بمشاكل المجتمع ولا يعير أدنى اهتمام لقضايا الأمة، لا فائدة ولا جدوى منه كما أن الفن الذي يخلو من الالتزام لا معنى له ولا فرق بينه وبين العبث، ونخص بالذكر هنا فن الرسوم الخالية من أي هدف فقضية الرسوم الغربية التي أساءت لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام وللمسلمين جميعاً لابد أن تكون قد شغلت فكر الفنان التشكيلي اليمني والعربي المسلم والملتزم وجعلته يتفاعل مع هذه القضية وأخذته الغيرة الإسلامية لنصرة نبيه وقدوته الحسنة، خاصة إذا علم هذا الفنان بأن السلاح الذي أثار حفيظة ومشاعر المسلمين في أرجاء المعمورة لم يكن قنابل ذرية أو صواريخ نووية عابرة للقارات، بل كان مجرد رسوم كاريكاتورية ساخرة في صحيفة دنماركية مما يدلل على أهمية تأثير الرسوم كلغة بصرية عالمية تتجاوز حدود أية لغة محلية محدودة، بل وتتجاوز ترجمة لغات الشعوب والأمم والقبائل المتنوعة والمختلفة، وقد يتجاوز تأثير هذه الصور والرسوم تأثير المظاهرات والاحتجاجات المستنكرة، الشعبية منها والرسمية، كما أنها تتجاوز تأثير الطرق الدبلوماسية أو الوسائل الدعوية أو مقاطعة السلع والمنتجات الصناعية وأهمها من وجهة نظرنا ـ لغة الرسم والصورة نفس سلاح الأجنبي الذي وجهته الصحيفة الدنماركية للإساءة إلى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي يعد إساءة للأنبياء جميعاً، وما علينا في الوقت الراهن إلا استثمار هذا الحدث، ليس بالرد بالمثل فحسب تطبيقاً لقوله تعالى:(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) (الآية 194/البقرة) ونسخر ممن سخر واستهزئ بنبينا وبنفس سلاحه من الصور والرسوم الكاريكاتورية الساخرة كما فعل سيدنا نوح عليه السلام مع من سخر منه عندما كان يصنع الفلك فقال: (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) (الآية 38/هود). ومع أن حق الرد بالمثل تكفله وتقر به قوانين وأعراف وسائل الإعلام الدولية إلا أنه ينبغي استثمار هذا الحدث كما ذكرنا واستغلاله في تعريف الغرب بالمبادئ العادلة والمتسامحة للدين الإسلامي وأنه دين وملة وسط بين الملل جميعها وتعريفهم بالسيرة العطرة لنبينا العظيم الذي وصفه رب العالمين بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم) (الآية 4/القلم). وتعريفهم أيضاً بأن الإسلام دين يقوم على الدليل والبرهان العقلي والحوار والإقناع فقد كان رسولنا وقدوتنا وأسوتنا يطلب من أغنياء مشركي مكة ووجهائها وزعمائها أن يخلوا بينه وبين الناس دون اعتراض منهم فيعرض عليهم الإسلام فربما يقتنعون بمبادئ الإسلام دون قتال أو جهاد أو غزوات ومن الصواب عدم مجاراة الأجنبي في استهزائه لأنه ليس قدوة لنا حتى نتساوى معه في السخرية ويكفينا حسن الظن بالله القائل لنبيه الكريم: (إنا كفيناك المستهزئين) (الآية 95/الحجر). الحاقدين والحاسدين.ولكن قبل تعريف الإنسان الغربي بوسطية الإسلام ينبغي أن نتحلى أولاً بقيم ومبادئ الإسلام ونمارسها بالفعل قولاً وعملاً وسلوكاً حتى نصلح أن نكون قدوة للآخرين وأمة وسطاً وشهوداً على الناس، وإلا صار حالنا كمن قال الله سبحانه وتعالى فيهم: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) 44- البقرة.وبصفتي فناناً تشكيلياً يمنياً عربياً ومسلماً، فقد قمت بجمع ماتوفر لي من معلومات ومعارف عن أجداد وأسلاف من أساؤوا لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وعن تاريخهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية من شبكة الانترنت فتبين لي أنهم قبائل اسكندنافية وشعب لاقوانين لهم ولا أحكام، يطلق عليهم “برابرة شمال أوروبا” ويعرفون بـ (الفايكنج) وهم عصابات من قراصنة البحار- وحوش الضباب اشتهروا باسم النورمان كما أنهم محاربون شرسون، غزاة وقتلة. قاموا بغزوات بحرية منذ أواخر القرن الثامن وحتى مطلع القرن الثاني عشر الميلادي، فأرهبوا أوروبا، حيث للنار والبحار وعاشوا في منطقة اسكندنافيا وهي المنطقة الأوروبية المعروفة اليوم بالدنمارك والسويد والنرويج، وأخضعوا وغنموا أجزاء من انجلترا وفرنسا وألمانيا وايرلندا وإيطاليا وروسيا وأسبانيا كما أن كلمة (الفايك) تعني أحد مراكز القراصنة في جنوب النرويج اشتق منها اسم (الفايكنج) ويطلق بعض الأوروبيين على (الفايكنج) أبناء الشمال أو الدنمركيين ويستعمل غالبية المؤرخين كلمة (فايكنج) على جميع الاسكندنافيين في تلك الحقبة، الذين كانوا أيضاً لا يتطهرون ولا يغتسلون من النجاسة، وكانت لهم سفن وقوارب خشبية عجيبة وملابس وخوذات غريبة تشبه رؤوس الحيوانات. من وحي ذلك كله خرج هذا الرسم الكاريكاتوري الموضح مع مقالتي هذه وهو لشخصية جد الدنماركيين وسلفهم السيئ الذكر بملابسه التاريخية وإكسسواراته، وهو يقف على كومة من الجماجم البشرية التي هشمها بفأسه داخل قاربه الخشبي العجيب.أقدم هذا الرسم عبر صحيفتكم الموقرة هدية لأحفاد هذا الفايكنج من الدنماركيين ومن لف لفهم الذين أساؤوا لنبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام وأساؤوا للمسلمين باسم حرية الصحافة وحقوق الإنسان، لعلهم يقرون ويعترفون ويتعظون بأن حريتهم هذه تنتهي عندما تتجاوز حدود حريات وحقوق ومعتقدات الآخرين، ويعلمون بأن على من بيته من زجاج ألا يرمي بيوت الآخرين بالأحجار.لقد سمعنا بأن الصحف الدنماركية نفسها قد عزمت على نشر صور مسيئة للسيد المسيح عليه السلام قبل عامين من نشر صور مسيئة لنبينا الكريم. لكنهم أمتنعوا عن نشر تلك الإساءة. وضحوا بحرية صحافتهم المزعومة بتراجعهم الذي لانعلم له سبباً سوى الانتقائية والمزاجية المقصود بها الإساءة للإسلام والمسلمين فقط لا غير.حبذا لو تقوم وسائل إعلامنا - من صحف وتلفزيون وإنترنت بنشر هذا الرسم الكاريكاتوري أو إيصال مضمونه إلى صحفيي الغرب الأحرار تجاه الإسلام والمسلمين الخانعين تجاه الصهيونية العالمية والخائفين من معاداة السامية أو التشكيك بالمحرقة اليهودية وياليتهم يعلمون بأن تبجيل السامية يتنافى ويتناقض مع مبدأ المساواة بين البشر ومع مبدأ الحرية والديمقراطية التي يزعمون أنهم يمارسونها في حياتهم.وبذا يكون فن الرسم المحرم عند بعضهم قد دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن له وجهاً إيجابياً آخر يخدم قضايانا العربية والقومية والإسلامية ويرد الهجمة الشرسة على الإسلام وأهله.ياحبذا لو تنظم الجهات المعنية بالفنون ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب مسابقة فن الرسم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم على غرار المسابقة التي أقيمت في إيران حول المحرقة وأثارت حفيظة الغرب.❊ الرسم الكاريكاتوري أعلاه للرسام والكاتب علي الذرحاني مدير الفنون التشكيلية بمكتب الثقافة محافظة عدن رسمها رداً على الرسوم المسيئة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وعاد الرجل الدانمركي- الفايكنج وحوش الضباب- قراصنة البحار، أكلة الموتلموتى برابرة شمال أوروبا- الذين أساؤوا لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام