الفنان علوي فيصل علوي
محمد نعمان الشرجبي أعترف بأن الفضل في تذكري كتابة هذا الموضوع العجل كان للابن الودود، البشوش شهاب ناجي (أبوزهرة) وفي ذات الوقت حمل نفسي بالأرق الشديد عندما زف لي نبأ مرض الفنان علوي فيصل علوي (بالصفار) شفاه الله تعالى آمين .واجدها مناسبة للحديث وأبدأه بالإفصاح عن ــ أن الفنان علوي فرض نفسه بقوة على ساحة الغناء والموسيقى شأنه في ذلك شأن أبيه الفنان كبير الاقتدار فيصل علوي. وثمة مسائل اخرى اكسبت علوي هذا الغرض نذكر منها ان بيته الفني كان بمنزلة الإعلان الحقيقي لبداية مشواره الإبداعي ، وأسرته بحق نفوس عاشقة للكلمة المعبرة والموسيقى .هو كذلك ولد ونشأ في بيت فن رفيع الذوق بالطرب.واشهد أني أرى في علوي قدرة فنية شابة في تحريك دفة التنويعات الغنائية لأنواع الغناء اليمني في لباس قديم ــ جديد وحيوي يشع ويشيع .[c1]في بيت فنٍ رفيع الذوق بالطرب[/c]إضافة إلى تركيزه الواعي على التجليات الشعرية ذات الروح الشعبية ، وشفافية البساطة، والعفوية القريبة من المزاج الشعبي للشعراء أحمد فضل القمندان ، حسين أبوبكر المحضار ، صالح نصيب ، عبدالله هادي سبيت ، أحمد عباد الحسيني ، عوض أحمد كريشه ، عبده عبدالكريم، عبدالخالق مفتاح ، صالح فقيه ، محسن صالح مهدي وعبدالله سالم باجهل وغيرهم ممن لا أستحضر الساعة.[c1]تركيزه الواعي على التجليات الشعرية [/c]وكل ذلك في صوت جميل وعزف بديع على أوتار الكلمة واللحن. ولهذا تجد أن المواصفات الطربية وذوقه في الانتقاء أمور أسهمت في توطيد العلاقة بينه وبين محبيه فكانت بمثابة جسر عبور إلى المعجبين ساعده في ذلك تأثير سحر صوته على العقل والقلب في آن .أما حضوره الغنائي فقد مكنه من لفت الأنظار والاستحواذ عليها في ظل وجود أسماء غنائية شابة لاتقل أهمية .[c1]مواصفات طربية وذوق في الانتقاء [/c]ومادام يهيء الآذان مرة على التقاط حلاوة مقام السيكا ، ومرة اخرى يمكنها من الإطراب بعيداً عن الضجيج ، من حقه كفنان أن يتخيل ويحلم. ويكفي أنه يراعي شروط التناغم والانسجام ، ويرتاح للمرح ، وبساطة الحياة.ونظرته للفن محقة، هاوٍ يبدأ يتدرج في التطور إلى أن يتفرغ بالكامل مع ملاحظة ان التفرغ يعني الاحتراف .وهو محق ايضاً في أن (النقد نوع من الجراحة ، والجراحة لايمارسها إلا الجراح بكل المفاهيم والمقاييس والقوانين ) .[c1]روح المرح وبساطة الحياة [/c]هذا غيض من فيض لفنان شاب جميل العطاء ، واضح الوسيلة التعبيرية الفنية التي تتمظهر بواسطتها رؤيته الصادقة ، وعشقه للكلمة والموسيقى وحبه للوطن والفن .