ثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة لم تكن وليدة الصدفة ولا جاءت من فراغ بل كانت نتيجة حتمية ومنطقية لمعاناة أبناء الشعب اليمني من الحكم الإمامي الرجعي المتخلف، بذلت في سبيلها التضحيات الجسام وسالت على ساحات معاركها دماء الشهداء حتى تحقق حلم أبناء الوطن في فجر يوم 26 سبتمبر 1962م..وأثمرت تلك التضحيات وبدأت أنوار الفجر الجديد تضيء سماء وأرض اليمن والمنطقة بكاملها .الذكريات في مثل هذه المناسبات الوطنية الغالية لا يمكن أن تقف عند مجرد ما تحقق من منجزات ومشاريع عملاقة بعد نجاح الثورة، بل يجب أن تستشرف تلك الذكريات الملامح البطولية التي اتقدت بالوعي الجمعي بحتمية النضال المجدد للتاريخ والمرسخ للأمجاد ,والذي من دونه لا يحدث التغيير الإيجابي مهما ازدادت المعاناة وتوسع الظلم وترسخ التخلف وعلى ذلك من الأهمية بمكان أن يتجه جيل الثورة إلى قراءة الدلالات النهضوية لسنوات الثورة وما رافقها من أحداث تاريخية وطنية، حتى يتمكن من تجاوز مجمل السلبيات ويتحول صوب القرارات الهادفة استقرار الوطن عبر استنهاض الطاقات الخلاقة والمترجمة لطموحات الحاضر والمستقبل.وإذا ما استقرأنا صفحات التاريخ اليمني وتصفحنا إرهاصات الثورة اليمنية فإننا نجد أن قواتنا المسلحة والأمن ومعها كل الجماهير اليمنية التواقة للحرية والعدالة تصدرت الصفوف الأولى للحركة الوطنية في اليمن شماله وجنوبه، وقدمت التضحيات الجسام في سبيل الخلاص من النظام الإمامي الرجعي الكهنوتي العنصري البائد، ومقارعة الاستعمار الغاشم وركائزه وأذنابه.. مفجرة الثورة اليمنية (26سبتمبر) ضد اعتى حكم عرفه التاريخ صبيحة يوم الـ”26 من سبتمبر” عام 1962م الذي به دخل الوطن اليمني عهداً جديداً. وبعد عام واحد فقط تفجرت شرارة ثورة الـ” 14 من أكتوبر المجيدة من قمم جبال ردفان الشماء، مزلزلة الدنيا تحت أقدام جحافل الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.. ليشمل وهج الثورة اليمنية كل شبر من ارض السعيدة، وتواصل الكفاح حتى تم ترسيخ النظام الجمهوري وتحقيق الاستقلال الناجز في الـ”30 من نوفمبر” بطرد آخر جندي مستعمر من مدينة عدن الباسلة.ومضت القوات المسلحة والأمن تسطر أروع الملاحم البطولية وتصنع المآثر الخالدة دفاعاً عن الثورة اليمنية والنظام الجمهوري الخالد، والذود عن السيادة والوحدة وحماية المنجزات والمكاسب العظيمة لشعبنا، والحفاظ على الأمن والاستقرار وتأمين مسارات التنمية والنهوض الشامل ليمن الـ22 من مايو العظيم، وها هي اليوم تقف بالمرصاد لأعداء الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، محققة كل يوم نصراً جديداً ضد أولئك الإرهابيين المارقين ومخلفات الكهنوتية العنصرية، ودعاة الفرقة والتمزق وأصحاب المشاريع الصغيرة ومشعلي الحرائق ومثيري الفتن من المأزومين الحاقدين على شعبنا ومنجزاته الكبرى. وما كان للمؤسسة الدفاعية والأمنية أن تصل إلى ما وصلت إليه من تطور نوعي وكمي لولا ذلك الدعم المستمر لبناء قدراتها العسكرية والأمنية النوعية من قبل مترجم أهداف الثورة اليمنية الخالدة فخامة المناضل الوحدوي الجسور الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.فلنقف وقفة إجلال وتقدير أمام بطولات وتضحيات الشهداء الأبرار والمناضلين الأحرار في الانتصار للثورة والجمهورية والوحدة .والمجد والخلود لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم ورووا بدمائهم الزكية وطن الـ 22 من مايو العظيم.
أخبار متعلقة