“فرنسا تدين بشدة قصف إسرائيل مباني الاونروا والهلال الأحمر ووسائل الإعلام في قطاع غزة” (خبر كان بالأمس عاجلا).وفيما عدا ذلك يمكن لإسرائيل ان تقتل وتدمر وتحرق وتذبح كما يحلو لها مطمئنة إلى أن فرنسا أو غيرها لن “تدين” على الإطلاق، فضلاً على ان “تدين بشدة”!.المحرقة الحقيقية التي تقترفها النازية الصهيونية في غزة لا محل لها من الإدانة الفرنسية.. وسقوط عشرات ومئات وآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والعجائز والمرضى أمر متروك لإسرائيل وحدها.. وللتنديد العربي القابع في حضيض المهانة والذل. وليس لفرنسا دخل أو رأي في هذا الخصوص.أما التنديد الفرنسي أو الإدانة الفرنسية فهي مسؤولة فحسب عن مبنى الاونروا ومقر الهلال الأحمر ومنزل يستخدمه المراسلون الإعلاميون!المباني لدى فرنسا أهم من البشر، والمكاتب أهم من الجثث المتفحمة والأشلاء الممزقة والقلوب المحروقة، وهوائي الإرسال أهم وأخطر من الأرض المحروقة ومن الشعب المحروق ومن الحياة المسفوكة والمسفوحة!باتت الإدانة العربية تجد لها شركاء يتقاسمون معها المسؤوليات والتخصصات.. ولم تعد تعمل لوحدها! هناك جهود إغاثة للمنددين العرب تأتي من الإدارة الفرنسية الملتزمة تماماً بمساعدة شركائها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.. عبر دفعات وكميات من الإدانة تجاه تفاصيل خاصة، ومنها المباني التابعة للاونروا وهوائيات الإرسال وحطام مقر الهلال الأحمر!ولكن الإدانة الفرنسية لم تشمل استهداف الطائرات الإسرائيلية لمستشفى القدس القريب من مقر الهلال الأحمر وبداخله خمسمائة آدمي.. مرضى وجرحى وطواقم طبية. ربما تكون هذه النوعية من الأهداف تحتاج إلى إدانة طرف ثالث هو المانيا التي عبرت عن استيائها لقصف المشفى. وهكذا الشراكة الدولية والاورومتوسطية تعمل بكفاءة عالية لتوزع مهام الإدانة والتنديد مع الشركاء العرب الملتزمين بأمرين لا ثالث لهما “السلام الشامل” من جهة و”الإدانة الشاملة” من جهة ثانية.ولإسرائيل أن تمارس دورها في “الإبادة الشاملة” و”الدمار الشامل”!!النفاق الفرنسي لا يجب أن يشعرنا بالتوتر، فهو لا يساوي شيئاً قياساً بالنفاق العربي والهوان العربي والتنديد العربي العتيد. فقط يجب على فرنسا أن تعتذر ـ أولا- لمليون شهيد جزائري في رقبتها وذمتها!
فرنسا “تندد”.. يا للمفاجأة
أخبار متعلقة