قالوا .. لقد خذلنا زعماؤنا بعد ان سببوا لنا هذه الكارثة
فرار الآلاف من الكينيين من أعمال العنف
نيروبي/14 أكتوبر/ اندرو كوثورن ووانجي كانينا:أقام الكينيون من مختلف التوجهات السياسية الصلوات من أجل السلام أمس الأحد في الوقت الذي سعى فيه عمال الإغاثة إلى تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 250 ألف لأجئ من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات والتي أسفرت أيضا عن مقتل المئات. وقالت جين ريونجو وهي تقود أبناءها الخمسة الذين ارتدوا أفضل ملابسهم إلى كنيسة فوق تلة خارج نيروبي «لقد خذلنا زعماؤنا. هم من سببوا هذه الكارثة. لذلك نحن الآن نلجأ إلى الرب لإنقاذ كينيا». وبعد أسبوع من الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي مما أشعل الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب في أنحاء البلاد لا توجد دلالة تذكر على أنه سيجتمع مع زعيم المعارضة ومنافسه رايلا أودينجا لحل هذه الأزمة مباشرة. وقام وسطاء محتملون بينهم أكبر دبلوماسي لواشنطن في إفريقيا جنداي فريزر وكبير الأساقفة ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام من جنوب إفريقيا بجولات مكوكية بين المعسكرين.، كما من المقرر أن يزور الرئيس الغاني جون كوفو البلاد خلال الأيام المقبلة بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي. لكن المعارضة قابلت تصريحا من كيباكي قال فيه إنه مستعد لتشكيل «حكومة وحدة وطنية» بتشكك. وهي تقول إنه سرق الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر بالتحايل وإنه يشغل الآن منصب الرئيس بشكل غير مشروع. وتريد حركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا من كيباكي (76 عاما) التنحي وأن يتولى وسيط دولي رعاية المحادثات قبل إجراء انتخابات جديدة خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. كما وجهت اتهامات للحركة المعارضة بالتلاعب في الأصوات في مناطق معاقلها. وقال أودينجا في مقر الحركة بنيروبي «لسنا مهتمين بحل كيباكي لهذه المشكلة. ليس لديه ما يعرضه لأنه لم يفز في الانتخابات.»، وأضاف «إنها إهانة لشعب كينيا. من المفترض أن أكون أنا الذي أعرض عليه خيار الحكومة الائتلافية. نريد تسوية من خلال التفاوض السليم عبر وسيط دولي والتي ستؤدي لحل دائم لهذه الأزمة.» وكان ما يشغل أغلب المواطنين الكينيين هو إعادة حياتهم لسابق عهدها وسط شكوك تجاه الساسة الذين يعتبرون أنهم ينظرون للسلطة كوسيلة للحصول على الثراء وليس لتحسين حياة الكثير من المواطنين. ولقي 300 شخص حتفهم على الأقل بعضهم خلال معارك بين الشرطة والمحتجين وقتل آخرون في أعمال عنف عرقية. كما تزايدت حوادث النهب والجرائم خلال الفوضى مما أدى لإزهاق المزيد من الأرواح في بلد كان ينظر له على أنه دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا ذات اقتصاد منتعش. وتصاعد العنف في أنحاء البلاد وتم نزع 20 مترا من قضبان القطارات الليلة قبل الماضية في حي كيبيرا الفقير في نيروبي.
كينيون في طابور لتلقي المساعدات
وقال الكاتب الصحفي جيتاو واريجي في صحيفة صنداي نيشن يقول «لن يفلح مجرد حل النزاع على الانتخابات الرئاسية في محو الكراهية العرقية البغيضة التي تكشفت مؤخرا.» وأضاف «كان الشكل الخارجي لكينيا المسالمة يهدف دائما إلى إخفاء الانقسامات الشديدة في البلاد عن الأنظار. للأسف فإن علاج الجراح الجديدة التي خلفتها هذه الانتخابات المتنازع عليها ربما يستغرق جيلا كاملا أو أكثر.» وأقيمت الصلوات من أجل السلام وأعلن الحداد على القتلى أمس في الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والكنائس الأخرى في كينيا التي يتسم مواطنوها بالتدين الشديد. وكانت أكثر المناطق تضررا بلدة الدوريت ذات المزيج العرقي والمناطق المحيطة بها حيث أحرق 30 شخصا أغلبهم من قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها كيباكي إلى الموت بعد الفرار من حشود ممن ينتمون للكالينيجين الغاضبين من نتيجة الانتخابات. وأقام عشرات الآلاف من اللاجئين في خيام أمام الكنائس ومراكز الشرطة المحيطة بالدوريت وأصبح الكثير منهم معدما بعد إحراق منازلهم. في حين حمل آخرون ما تبقى لهم من ممتلكات مثل الملابس والحشايا والماعز والحبوب بل وفي بعض الأحيان بعض قطع الأثاث. وكان يبدو أن أودينجا (62 عاما) يتجه إلى الفوز في انتخابات كينيا حتى أعلن فوز كيباكي بفارق ضئيل يوم الأحد الماضي. ويقول مراقبون دوليون إن الانتخابات لا ترقى للمعايير الديمقراطية واتهمت فرنسا حكومة كيباكي بالتلاعب بشكل مباشر في النتيجة.