قصة قصيرة
[c1]منال الهلالي[/c]كان واقفا في زاوية غير بعيد عن كرسيها و عيناه تحدقان في ملامحها وكأنه يقرأ خلف كل تفاصيل محياها تلك اللحظات التي كانت في زمن غير بعيد إذ كان لرنين الضحكات نشوة لذيذة ,و في غمرة التذكار ,رن هاتفه الخليوي ,التقطه من جيب سترته بسرعة و كأنه يسأله أن يصمت حتى يعود إلى زمنه الجميل إذ يحياه في ملامح وجه عزيز ..-هالو-هالو -اين انت يا حبيبي ؟-سآتي الآن لن اتاخر .أغلق المحادثة ملتفتا إلى الخاتم في إصبعه , وتحرك يجمع أوراقه التي كانت على الطاولة و كل ما فيه يتشبث بالأرض يأبى ان يغادر, و القلب يرفض اللحظة الاتية يعيش الماضي .. خيال أالرعشة القديمة لنفس الكلمة- حبيبي-لا يزال في الأعماق.اقترب من الباب خارجا و شيء من البرد يقصف أوصاله هو الصوت ذاته يتجدد في الصميم يتردد صداه في انحاء الروح ينعش كل وجع.........ـ لابد ان نفترق !ـ ماذا .. ماذا تقولين؟ـ لابد ان يذهب كل منا في طريق!ـ لماذا ونحن نحب بعضناـ الفارق بيننا !؟ـ الفارق لا يشكل عائقا ,فلماذا كان الحب إذن ؟ـ ليظل بيننا طفلنا الصغير و حلمنا الخالد .ـ ألا تفهمين إني احـ...ـ أرجوك يجب أن أذهب.ـ انتظري هناك ما لا اعلمه ؟؟؟ألتفتت إليه و شيء من الدمع المحبوس يشق القلب و الروح معا:ـ سيعقد قراني بعد أسبوع و سأسافر الى فرنسا. ترنح وإحساسه الذبيح بين جنبيه و نظراته زائغة ليس يدري ما يقول.. ظل واجما بينما جمعت أشلاءها و انصرفت ...أطبق جفنيه لبرهة مستجمعا روحه طاويا صفحة القلب و تلك السنين التي مرت ولم تفعل ......شحذ همته موعزا لقدميه خط السير و قلبه بين أضلعه يتلفت و حشرجات الربيع القديم تعانق المحيا الحبيب..أدار لها ظهره و الروح تناديه تسأله البقاء و العقل يكرر صوته: و مرت بالخطوات راسما للموت حياة.