وفاء الضويانالولايات المتحدة.. ذاك البلد المليء بالأخلاط والجنسيات والعرقيات من كل بلد، ومن كل دين، ومن كل لون، حيث يطمح الكثيرون بفرص عمل هناك، وفرص دراسية، فالكل غريب عن البلاد، والكل لديه فرص متساوية في النجاح على أساس واحد فقط، وهو مدى تفوقه بغض النظر عن رصيد واسطته أو عرقه، أو جنسه أو نسبه وحسبه، حتى المهاجرون الجدد، وحتى النساء فيهم.وعن النساء السعوديات المهاجرات بالتحديد سنحلق معا عن قصص نجاحهن في الولايات المتحدة، خصوصا أن ذوي الأصول السعودية حالة نادرة في الظهور بخلاف بقية الدول العربية.بداية سننطلق بقصة نجاح فريال المصري التي تعمل مدرسة بالمدارس العامة في ولاية كاليفورنيا، والتي ولدت قبل 53 عاما في حارة أجياد بمكة المكرمة، وعاشت هناك قبل انتقالها إلى مصر، حيث حصلت على ليسانس الصحافة من جامعة القاهرة، وأثناء دراستها في لندن التقت باللبناني وليد المصري وتزوجا، وانتقلا إلى كاليفورنيا، حيث حصلا على الجنسية الأمريكية، وكان هذا قبل ثلاثين سنة، سجلت فريال المصري حضورها في الساحة الأمريكية كسيدة ناجحة بفوزها كمرشح في مجلس نواب ولاية كاليفورنيا قبل ثلاث سنوات.قصة نجاح أخرى بطلتها مشاعل الشميمري الحاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة الفضائية من جامعة فلوريدا للتكنولوجيا، وهي أول سعودية تلتحق بالعمل في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث ستعمل ضمن فريق مختص بإنتاج قمر صناعي دقيق ونادر للأرصاد الجوية.ومن وردة تنشر عبقها بالفضاء إلى وردة أخرى تعتبر أول سعودية تحصل على الدكتوراه في التقنية الحيوية من جامعة كامبردج، إنها حياة سندي التي استطاعت أن تتوصل إلى عدد من الاختراعات العلمية الهامة مما جعلها تتبوأ مكانة علمية عالمية رفيعة، فهي الآن واحدة من أبرز ثلاث عالمات باركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية.. وهناك أيضا منى المنجد الأكاديمية والباحثة التي بدأت تسجيل حضور بارز ثقافيا وإعلاميا في الساحة الأمريكية.وصول المرأة السعودية لهذه المرحلة العلمية المتقدمة لهو مصدر فخر يدعونا مجددا لأن نقف بهدوء وقفة تأملية، لنطيل النظر قليلا بأهمية العلم الذي هو نقطة التقاء الشعوب، ونقطة ارتقائهم، وأيضا لا يفوتنا انعكاس إنجازات كبيرة لنساء كافحن داخليا.وأخيرا علينا النظر مليا إلى الأسباب التي أدت إلى سيادة الولايات المتحدة على العالم، وكيف أصبحت مركز استقطاب أحلام كل المهاجرين، فهي لم تقف موقف العاجز لتتفرج على حالها، وتضرب أخماسا بأسداس، وترفع الشعارات المعادية لتحقيق هذا التفوق العلمي والتكنولوجي والسياسي، ولا نتجاهل البنية التحتية الأساسية لبناء هذا التفوق، وهي الثورة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية. *نقلاً عن جريدة "الوطن" السعودية
الحلم الأمريكي بعيون سعوديات مهاجرات
أخبار متعلقة