القوات الأمريكية تتكبد أول قتيل داخل شاحنة مدرعة جديدة
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: أجرى البرلمان العراقي أمس الثلاثاء اقتراعا لاختيار علم وطني جديد بشكل مؤقت في خطوة تطالب بها منذ فترة الأقلية الكردية في البلاد التي تقول إن علم البلاد خلال فترة الرئيس الراحل صدام حسين يعيد للأذهان الوحشية التي اتسمت بها فترة حكمه. وأبدى نواب البرلمان وحدة نادرة بشأن هذه القضية الحساسة التي تمثل انفصالا رمزيا عن الماضي. ورفض العراقيون محاولة سابقة من الحكومة المؤقتة عام 2004 لتغيير علم البلاد. وزاد الجدل بشأن تغيير العلم خلال فترة ما بعد صدام مع التخطيط لعقد اجتماع لساسة من الدول العربية في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في العاشر من مارس. ورفض مسئولون أكراد رفع العلم الحالي الممنوع في كردستان. وسيظل العلم الجديد هو العلم الرسمي لفترة عام واحد فقط يتواصل خلالها النقاش حول الشكل النهائي للعلم.، ولم تبد الكتل الشيعية والسنية والكردية في البرلمان قدرا كبيرا من المعارضة للعلم الجديد المقترح لأنه مماثل تقريبا للعلم القديم وأيده 110 بين 165 عضوا. وما زال العلم مكونا من الألوان الأحمر والأبيض والأسود ولكن مع إزالة النجوم الثلاث الخضراء التي كانت تتوسط العلم والتي تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية شعار حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام والمحظور الآن.، ولكن تم الإبقاء على عبارة «الله أكبر» التي أمر صدام بإضافتها إلى العلم خلال حرب الخليج عام 1991. وكانت العبارة تكتب في بادئ الأمر بخط يد صدام ولكن تم تغيير الخط بشكل غير رسمي عام 2004 . في غضون ذلك أعلن الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء أنه تكبد أول قتيل داخل شاحنة مدرعة ضمن أسطول جديد من هذه المدرعات التي تهدف لحماية الجنود من القنابل التي تنفجر على الطرق. وقتل جندي وأصيب ثلاثة عندما انفجرت قنبلة قرب الشاحنة المدرعة المضادة للألغام المحمية من الكمائن بجوار عرب جبور على المشارف الجنوبية لبغداد يوم السبت. وقال الميجر وينفيلد دانيلسون المتحدث باسم الجيش الأمريكي «يبدو أن هذا كان أول قتيل في انفجار عبوة ناسفة استهدفت شاحنة مدرعة مضادة للألغام محمية من الكمائن.» ويملك الجيش الأمريكي نحو 1500 من هذه العربة التي تعمل في العراق ليحد من درجة اعتماده على العربات الهمفي التي لا تحمي أفراده بدرجة كافية. ويعتمد تصميم الشاحنة المدرعة على كون الجزء السفلي من الهيكل على شكل الرقم سبعة بهدف حماية الجنود في الداخل بجعل تفجيرات القنابل والألغام تنحرف بعيدا عن الجزء الأسفل للعربة. وتمثل القنابل التي تزرع على الطرق أكبر سبب حتى الآن في مقتل الجنود الأمريكيين في العراق وأصبح امتلاك هذه السيارات من أكبر أولويات وزارة الدفاع الأمريكية في العام الماضي.، ولقي ما يصل إلى 3929 جنديا أمريكيا حتفهم في العراق منذ بدء غزو العراق في مارس عام 2003 للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أمس إن القتيل جندي مدفعية. وأفراد المدفعية هم الذين يجلسون داخل الأبراج أعلى العربات وعادة ما يكونون الأكثر عرضة للخطر من أفراد الطاقم خاصة إذا انقلبت الشاحنة أو لفت خلال الانفجار. وأضاف دانيلسون أن التحقيق يجري في الحادث الذي وقع قرب عرب جبور ولكنه لا يعتقد أن مقتل الجندي سيغير من موقف الجيش من هذه العربات. وقال إن الجنود الثلاثة الآخرين الذين أصيبوا داخل الشاحنة ليست بهم جروح خطيرة. وكانت وزارة الدفاع تعتزم في بادئ الأمر شحن بين 2500 و3000 من هذه العربات إلى العراق بحلول نهاية عام 2007 ولكنها خفضت ذلك العدد إلى 1500 بسبب الوقت المطلوب لشحن العربات الكبيرة التي يمكن أن يصل وزن الواحدة منها إلى 18 طنا. وطلبت وزارة الدفاع شراء نحو 8800 شاحنة مدرعة مضادة للألغام محمية من الكمائن بتكلفة 12 مليار دولار. ويمكن لهذه الشاحنات وهي أكبر كثيرا من العربات الهمفي ذات الجزء المستوي من أسفل ان تحمل ما بين ستة وعشرة جنود.