عمان/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق أمني جديد طويل الأجل وصلت إلى «طريق مغلق» بسبب مطالب أمريكية تنتهك سيادة العراق. وتتفاوض الولايات المتحدة مع العراق بشأن اتفاق جديد يوفر أساساً قانونيا لبقاء القوات الأمريكية في العراق بعد 31 ديسمبر عندما ينتهي التفويض الممنوح من الأمم المتحدة. ويتفاوض البلدان أيضا على اتفاق إطار عمل استراتيجي طويل الأجل فيما يخص العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. وقال المالكي للصحفيين أثناء زيارة للأردن «لما جينا (بدأنا) للمفاوضات كانت عندنا أفكار ومطالب مرفوضة من قبل الجانب الأمريكي وكانت لديهم أفكار ومطالب مرفوضة من قبلنا.. وبالتالي وصلت (المحادثات) إلى طريق مغلق.» وقال المالكي إن المطالب الأمريكية تنتهك بدرجة كبيرة سيادة العراق وهو ما لا يمكن قبوله أبدا. وكانت المحادثات تجرى خلال اجتماعات مغلقة ورفض مسئولون أمريكيون الخوض في مضمونها عدا القول إنه لن تكون هناك بنود سرية ملحقة بالاتفاق وإنه سيكون متاحا لمراجعة البرلمان العراقي. وفي أول تعليقاته المفصلة عن المحادثات المغلقة بين البلدين قال المالكي إن العراق اعترض على إصرار واشنطن على منح قواتها حصانة من المحاكمة في العراق وإطلاق يدها في تنفيذ عمليات باستقلالية عن رقابة الجانب العراقي. وقال إنه لا يمكن أن يستمر السماح للقوات الأمريكية باعتقال عراقيين أو تنفيذ عمليات ضد الإرهاب بشكل مستقل أو إبقاء الأجواء والمياه العراقية مفتوحة لهم متى يشاؤون، وتابع قائلا إن أحد الأمور المهمة التي تطالب بها الولايات المتحدة منح حصانة لجنودها والمتعاقدين معها. وقال إن الجانب العراقي يرفض هذا تماما. وللولايات المتحدة اتفاقيات مشابهة بشأن «وضع القوات» مع أكثر من 80 دولة أخرى كثير منها أو كلها تتضمن بنودا خاصة بحماية الجنود الأمريكيين من الملاحقة القضائية في الخارج. وقال ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في وقت لاحق في عمان إن المحادثات مع واشنطن لم تنته، وأضاف «المسودات الأولية التي كانت قد قدمت من الطرفين وصلت إلى طريق مغلق لكن المفاوضات ما زالت مستمرة وهناك أفكار بديلة تطرح على طاولة المفاوضات من الجانبين.» وأشار وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي كان يتحدث على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل إلى أن التصريحات العلنية بشأن المحادثات قد تكون مختلفة عن التقدم داخل غرفة التفاوض. وقال «سأطلع عندما أعود (لواشنطن) على ما وصلت إليه المفاوضات وإن كان هناك اختلاف بين ما يجري بالفعل في المفاوضات والموقف المعلن.» وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أبدى يوم الأربعاء ثقته في التوصل لاتفاق مع العراق. ويأمل المسئولون الأمريكيون في التوصل لاتفاق قبل يوليو لكن مسئولين عراقيين أبدوا قدرا أكبر من الحذر ولمحوا إلى أنه قد يتعذر الاتفاق بحلول ذلك الموعد.