في وصف صلابة صدام حسين أثناء تنفيذ حكم الإعدام فيه و مواجهة الإهانات
القاهرة / وكالات :أثارت صلابة الرئيس العراقي السابق صدام حسين عند تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم 30-12-2006 وفي مواجهة الإهانات التي “صوبها” إليه عدد من الحاضرين تساؤلات عديدة حول العوامل التي تجعل الإنسان شجاعاً في مواجهة أقسى عقوبة والتي يعتبرها البعض أبشع من جريمة القتل لأن أي شخص يُقتل لا يعلم بذلك مسبقاً، وذلك بعكس الشخص الذي يُنفذ فيه حكم الإعدام.ولكن هل كان صدام السياسي الوحيد الذي واجه الموت بهذه الصلابة؟يجيب رئيس حزب “التجمع” المصري اليساري رفعت السعيد الذي اعتقل لسنوات في سجن واحد مع أعضاء في جماعة “الإخوان المسلمين” إن القطب الإخواني عبد القادر عودة الذي أعدم عام 1954 واجه الموت بشجاعة وذهب إلى الإعدام راسخاً صامداً كأنه ذاهب إلى مظاهرة وقال بصوت جهوري كان له صدى كبير في سجن الاستئناف, بيت الشعر الشهير:ولست أبالي حين أقتل مسلماًعلى أي جنب كان في الله مصرعيوفسر هذين الموقفين وغيرهما من المواقف المشابهة, بأن الشجاعة هي القدرة على احترام الذات في أصعب اللحظات مع صفاء الذهن الذي يقنع إنسان أنه ذاهب إلى الموت لا محالة, إذن فليذهب رجلاً ويعدم مكتسباً “كاريزما” واحترام الآخرين بدلاً من أن يُعدم جباناً خصوصاً إذا كان الموت حتمياً. ورداً على سؤال حول تأثير “الحالة الدينية” التي كان عليها صدام وكون عودة عضواً في جماعة “الإخوان المسلمين”, قال السعيد إنه لا علاقة لهذه الحالة بما كان عليه الرجلان, فيوسف طلعت وهو أيضاً إسلامي وكان مسؤول الجهاز السري للجماعة شٌنق في نفس اليوم مع عبد القادر عودة لكنه كان “في غاية الجبن وكان عاجزاً عن المشي لدرجة أن اثنين من الرجال كانا يحملانه للذهاب به إلى مكان الإعدام”.وأضاف أنه عندما كان معتقلاً في سجن الواحات كانوا يتندرون بقضية “القفة” (سلة من سعف النخيل) وهي قضية قامت على ضبط أحد عناصر الإخوان وهو يحمل “قفة” بها متفجرات ولم يستطع الصمود فاعترف على زملائه ثم اعترفوا هم على آخرين حتى تم القبض على قرابة 400 شخص. وذكر السعيد الذي يوجه نقداً لاذعاً لجماعات الإسلام السياسي منذ عشرات السنين, أن عبد القادر عودة شخصية مختلفة مقارنة بغيره في “الإخوان المسلمين” التي تضم تنويعات عديدة شأنها شأن أي جماعة سياسية, وأنه لم يأخذ حقه من الدراسة رغم أن له كتباً ودراسات بالغة الخطورة وتفوق خطورتها ما كتبه سيد قطب وأنه كان يتسم ببرجماتية شديدة.وأوضح أنه في الوقت الذي كان يقول فيه بأن “الشرع كل واحد فمن أخذ بعضه وترك بعضه فقد كفر” كان يعمل محامياً ويترافع أمام المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية, وكان ممن فكروا في إنشاء جبهة واسعة من المعارضين للرئيس جمال عبد الناصر, تضم بين صفوفها شيوعيين.وأكد أن كثيراً من غير الإسلاميين واجهوا أحكام الإعدام أو الموت بشجاعة منهم سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق المحجوب والنقابي السوداني شفيع أحمد الشيخ اللذين أُعدما عام 1971، وأن المحجوب أرسل إلى بيته طالباً بذلة داكنة وقميص أبيض وحلق لحيته قبل الإعدام بربع ساعة ليغيظ خصومه ثم هتف بحياة الشعب السوداني والحزب الشيوعي السوداني.وقال إن قتل القيادي الشيوعي المصري شهدي عطية الشافعي تحت التعذيب عام 1960 تعد واقعة أقوى من مواجهة الإعدام, إذ أنه قتل ضرباً لأنه رفض وظل يرفض أن يجيب الضابط الذي سأله “اسمك أيه ياولد؟”.ورداً على سؤال بشأن العلاقة بين الديكتاتورية والشجاعة أو الجبن, قال إن الديكتاتور والإرهابي عادة ما يكونان ضعيفين أمام العدو عندما يجردان من السلاح فهما يستمدان القوة من السلاح أو السلطة, وتجربة الإرهابيين في مصر تؤكد ذلك إذ اعترف كثير منهم على زملائهم. أما بخصوص الديكتاتور, فقد كان موسوليني ضعيفاً جداً عند إعدامه بينما كانت زوجة الرئيس الروماني الأسبق شاوسيسكو تزجره عند تنفيذ حكم الإعدام فيهما لأنه لم يكن صامداً بما يكفي .