كونكورد (نورث كارولاينا) سانت لويس نيويورك/14اكتوبر/ رويترز: قارن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية جون مكين منافسه الديمقراطي باراك اوباما بزعماء اشتراكيين في اوروبا أول أمس السبت قائلا إن اوباما يريد رفع الضرائب على الأغنياء لإعطاء أموال للفقراء.وحاول مكين وهو سناتور من اريزونا تقويض الأفضلية التي عززها اوباما في قضية الاقتصاد عندما أمضى يومه في حملة انتخابية في اثنتين من الولايات الجمهورية التقليدية التي باتت فرص الفوز متاحة فيهما لأي من المرشحين.ورفض اوباما الذي جذب اكبر حشد في حملته الانتخابية في سانت لويس انتقادات مكين ووصفها بأنها هجوم مضلل على خطة ستمنح إعفاءات ضريبية للعمال.وقال اوباما في كلمة أمام 100 ألف شخص عند قوس المدخل الذي يرمز لمدينة سانت لويس إن مكين يضع مصلحة أصحاب العلاقات فوق مصلحة النادلات وحراس الأبنية (البوابين).وقال مكين في إعلان إذاعي إن اوباما سيرفع الضرائب على بعض الأشخاص من اجل إعطاء أموال الحكومة إلى آخرين.وقال المرشح الجمهوري “خطة باراك اوباما بشأن الضرائب ستحول (وكالة العوائد الداخلية) إلى وكالة عملاقة للرعاية الاجتماعية تقوم بإعادة توزيع كميات ضخمة من الأموال في اتجاه الساسة في واشنطن.”وأضاف مكين “على الأقل في اوروبا فان الزعماء الاشتراكيين المعجبين كثيرا بمنافسي واضحون بشأن اهدافهم. إنهم يستخدمون أرقاما حقيقية ولغة أمينة. ويجب أن نطالب بصراحة مماثلة من السناتور اوباما.”وكان مكين يشير إلى وعد اوباما بخفض الضرائب على العائلات التي يقل دخلها عن 250 الف دولار. أما بعض العمال الذين لا يكسبون أموالا كافية لدفع ضرائب على الدخل فسوف ترد إليهم الأموال التي يساهمون بها في ضريبة الأجور للتأمين الاجتماعي.ومع بقاء حوالي أسبوعين على انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني يتقدم اوباما في استطلاعات الرأي على مكين وكذلك في الكثير من الولايات التي ستكون حاسمة لنتيجة السباق.وعززت أسوأ أزمة مالية تشهدها الولايات المتحدة منذ جيل من موقف اوباما الذي اكسبه سلوكه الهادئ أصوات بعض الأشخاص الذين ينتابهم القلق إزاء الاقتصاد.وأملا في تخطي اوباما في استطلاعات الرأي بدأ مكين التركيز بشدة على قصة رجل من اوهايو يطلق عليه اسم “جو السباك” والذي أثار تساؤلات حول خطط اوباما المتعلقة بالضرائب وأصبح عضوا ثالثا غير مرئي في المناظرة الأخيرة التلفزيونية للمرشحين الأسبوع الماضي.وقال مكين أمام حشد في كونكورد “علمنا ان الهدف الاقتصادي للسناتور اوباما كما ابلغ جو (السباك) هو (توزيع الثروات).”وأضاف “السناتور اوباما يؤمن بإعادة توزيع الثروات وليس بالسياسات التي تنمي اقتصادنا وتوفر الوظائف والفرص لكل الأمريكيين.”وفي مناظرته الثالثة والأخيرة مع اوباما الأسبوع الماضي استشهد مكين بشخص يدعى جو ورزلباشير (جو السباك) كنموذج لشخص سيلحق به الضرر بموجب خطة اوباما المتعلقة بالضرائب.وقال ورزلباشير انه ينوي شراء ورشة للسباكة لكنه يعتقد انه سيتلقى زيادة في الضرائب بموجب خطة اوباما الاقتصادية.وبناء على ما قاله ورزلباشير علانية بشأن دخله المالي أعلنت حملة اوباما انه سيكون من الذين سيتمتعون بخفض ضريبي وليس زيادة ضريبية بموجب خطة الديمقراطيين.ويقول اوباما إن خطته ستقدم إعفاءات ضريبية إلى 95 في المئة من جميع العمال و98 في المئة من اصحاب الاعمال الصغيرة.وقال المرشح الديمقراطي أمام تجمع حاشد في سانت لويس “جون مكين ليس لديه دراية بالمعاناة التي تواجهونها لدرجة انه سيكون السياسي الأول في التاريخ الذي يصف خفض الضرائب على الطبقة العاملة بأنها (رعاية اجتماعية) .”وقال اوباما “(الرعاية الاجتماعية) الوحيدة في هذه الحملة تتمثل في خطة جون مكين الرامية إلى خفض الضرائب على الشركات الغنية في أمريكا بمقدار 200 مليار دولار أخرى.”والتجمع الحاشد في سانت لويس هو الأكبر بالنسبة لاوباما في الولايات المتحدة.والمناسبة الوحيدة التي وقف فيها أمام حجم مماثل كانت في يوليو تموز في حديقة تير جارتين في برلين حيث تجمعت حشود من الألمان لسماعه وهو يتحدث عن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة.اوباما يتوغل في منطقة جمهورية في السباق الانتخابيإلى ذلك توغل مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما بعمق في منطقة جمهورية وأجبر منافسه جون مكين على اتخاذ موقف دفاعي في أرض تميل لتأييد الجمهوريين تقليديا مع دخول سباق الانتخابات الأمريكية أسبوعين أخيرين يتميزان بطابع محموم.وقام اوباما بجولة مدتها أربعة أيام في فرجينيا وميزوري ونورث كارولاينا وفلوريدا وجميعها ولايات فاز بها الرئيس جورج بوش عام 2004 وقد تكون على شفا الميل للديمقراطيين.ومن المرجح أن تؤدي الانتصارات هناك أو في أي من قائمة طويلة من الولايات الأخرى التي فاز بها بوش بما في ذلك اوهايو وكولورادو ونيفادا وانديانا أو وست فرجينيا إلى إعطاء اوباما الأصوات المائتين والسبعين بالمجمع الانتخابي التي يحتاجها للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.ولم يترك تقدم اوباما في استطلاعات الرأي مع تفاقم الازمة الاقتصادية للمرشح الجمهوري مكين سوى الأمل في تحقيق انتصارات بنفس المجموعة من الولايات التي منحت بوش الفوز بفارق طفيف عام 2004 .وقال بيتر براون المدير المساعد لمعهد جامعة كوينيبياك لاستطلاعات الرأي “يتبقى بديل واقعي واحد لجون مكين وهو تحقيق الفوز في عدد كاف من ولايات بوش.”وأضاف “في هذه المرحلة مكين ليس في وضع يسمح له بالفوز بأي ولاية ديمقراطية من (الولايات التي صوتت لهم) عام 2004 واوباما لديه فرص في جميع أنحاء الخريطة.”وتبدو معضلة مكين واضحة في جدول أسفاره. فإلى جانب محطة يوم الخميس في بنسلفانيا التي فاز بها الديمقراطي جون كيري عام 2004 ويتأخر فيها مكين الآن عن منافسه بأكثر من عشر نقاط فعليه ان يركز على الدفاع عن ولايات فاز بها بوش عام 2004.وسيقوم مكين بزيارة فلوريدا ونورث كارولاينا وفرجينيا واوهايو وميزوري على مدار الأيام الأربعة القادمة وجميعها ولايات سيطر عليها الجمهوريون عام 2004 حيث يهدد اوباما باحراز تقدم مهم.وإذا احتفظ اوباما بالفوز في كل الولايات التي فاز بها كيري عام 2004 واستعاد السيطرة على ولايتي ايوا ونيو مكسيكو اللتين فاز بهما بوش - وهو متقدم فيها جميعا على مكين بفارق مريح - فلن ينقصه إلا ستة أصوات على جميع الأصوات المائتين والسبعين التي يحتاج إلى الحصول عليها في المجمع الانتخابي.واستفاد اوباما من أفضلية هائلة في الإنفاق على مكين وقد أغرق وسائل الإعلام المسموع والمرئي بإعلانات في ولايات رئيسية. بل انه بدأ في الدعاية يوم الخميس في ولاية وست فرجينيا وهي إحدى الولايات التي فاز بها بوش والتي كانت تعتبر منطقة آمنة لمكين حتى وقت قريب.وقال مستشارون لاوباما ان المخاوف الاقتصادية المتزايدة للناخبين من الطبقة العاملة جعلتهم اكثر تقبلا لسناتور ايلينوي الذي تظهر استطلاعات للرأي أنه مفضل على صعيد القضايا الاقتصادية.وفي وست فرجينيا ساعد الأثر غير المباشر لإعلانات على محطات التلفزيون في ولايات مجاورة متأرجحة والتي يمكن مشاهدتها هناك على فتح مجال المنافسة في الولاية.وقال روبرت جيبس مستشار اوباما “كل يوم يزداد مسار مكين الضيق إلى الرئاسة ضيقا... الولايات المتبقية التي تتقارب فيها فرص المرشحين في هذه الانتخابات هي ولايات فاز بها جورج بوش مرة واحدة على الأقل ومرتين في الأغلب وهذا يعطينا فرصة حقيقية.”وأشار مساعدون لمكين الى أن باستطاعته الفوز بعدد من الولايات اكبر مما يحتاجه سناتور اريزونا ليحصل على 270 صوتا بالمجمع الانتخابي وقالوا إنهم يبحثون عن كل زاوية ممكنة للوصول إلى العدد السحري.وقامت سارة بالين مرشحة مكين لمنصب نائب الرئيس بزيارة لولاية مين يوم الخميس الماضي وهي إحدى ولايتين تمنح أصواتها بالمجمع الانتخابي تبعا لتقسيم الدوائر الانتخابية الخاص بانتخابات الكونجرس الأمريكي بدلا من منحها كلها للفائز في أنحاء الولاية.ويأمل الجمهوريون في أن يستطيع مكين وبالين اقتناص أحد أصوات الولاية بالمجمع الانتخابي في شمال مين حيث يوفر صائدو حيوان الموظ وهواة قيادة عربات التزحلق على الجليد مناخا ثقافيا مشابها للأجواء في ألاسكا.وقال ريك ديفيز مدير حملة مكين “السناتور والحاكمة سيستغلان كل فرصة بإمكانهما لإظهار الاختلافات الحقيقية.”وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت حديثا تحسنا طفيفا في موقف مكين على الصعيد القومي في الأيام القليلة الماضية. ويعطي استطلاع للرأي أجرته رويترز بالاشتراك مع مؤسسة زغبي لاوباما تقدما بخمس نقاط كما وضع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب الهامش عند نقطتين فقط في عينة واحدة.غير أن استطلاع آخر للرأي برعاية موقع هوتلاين على الانترنت المتخصص في الأخبار السياسية أظهر توسعة هامش اوباما على المستوى القومي يوم الجمعة ليصل إلى عشر نقاط مئوية.وقال سايمون روزنبرج رئيس جماعة الدعم الديمقراطية ان.دي.ان “يمكن أن يكسب مكين ثلاث او أربع نقاط في استطلاعات الرأي على مدار الأسابيع القليلة القادمة لكن هذا لا يعني أن السباق يتقارب.”وأضاف “السؤال هو ما إذا كان اوباما سيفوز أيضا بثلاث أو أربع نقاط من هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.”وحذر اوباما أنصاره من الإفراط في الثقة رغم التقدم في استطلاعات الرأي.وكان استطلاع للرأي لرويترز و سي-سبان ومؤسسة زغبي نشر أول أمس السبت أظهر أن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية باراك اوباما متقدم على منافسه الجمهوري جون مكين أربع نقاط مئوية في سباق الرئاسة.ويتقدم اوباما على مكين بواقع 48 إلى 44 في المائة بين الناخبين المحتملين في الاستطلاع الذي يبلغ هامش الخطأ فيه 2.9 في المائة.