الشاعرة المولدافية (أنجيلا بورلاك) :
إعداد / ميسون عدنان الصادقولدت الشاعرة المولدافية أنجيلا بورلاك عام 1971م في مدينة ريزينا المولدافية وقد اختارت الشاعرة سوريا موطناً لها منذ عام 1991م حيث أقامت بين الفلسطينيين في مخيماتهم وكرست عدداً من قصائدها لمعاناة الشعب الفلسطيني في شعر إنساني صادق متعاطف مع القضية الفلسطينية وهذه مزية قلما نراها بين شعراء الغرب المعاصرين. إن أكثر ما يميز شعر أنجيلا بورلاك البساطة والعفوية وانتقاء المفردات فهي أبعد ما تكون عن الألفاظ الوعرة في قصائدها المبكرة كانت موضوعاتها ذاتية ويكثر فيها استخدام مفردات الريف الروسي من زهور وأشجار وطيور لكن إقامتها الطويلة في البلدان العربية منحت شعرها أبعادا أخرى عبر كتابة القصائد التي تعنى بهموم الإنسان بعيداً عن الرومانسية التي صبغت أشعارها الأولى .ولقد تحدث أنجيلا بورلاك عن الدين الإسلامي الذي اعتنقته لما وجدته في هذا الدين من قيم ومفاهيم عظيمة على الرغم من النظرة الخاطئة التي يحملها بعض الغربيين تجاهه.ومن الشعراء الذين أثروا في أنجيلا بورلاك لبوشكين الذي حفظت قصائده والشاعر (ويسنين وليرمنوف وياشين ومايا كوفسكي) ومن بين هؤلاء كان (يسنين) أحبهم إلى قلبها لأنها كانت تشعر بأنها تشترك معه في نبرة الحزن ولكونها تعاطفت مع نهايته المأساوية لأنه مات منتحراً ولم يكن قد بلغ الثلاثين عاماً.أما عن سر بساطة شعر أنجيلا بورلاك فلقد كانت في الواقع بسيطة وأفكارها مرتبة ولا تميل إلى التعقيد ثم أن البساطة لم تكن تهمة تحاول أن تدفعها عن نفسها بل هي ميزة أحبتها فهي من نوع السهل الممتنع لأنها لا تتوافر لكل أحد.فعندما سئلت في إحدى المقابلات الصحفية إذا وجدت الفانوس السحري وخرج المارد وأتيحت لك ثلاث أمنيات ماذا كنتي تتمنين قالت سأتمنى أن تعود أرض فلسطين إلى أهلها وتنتهي الحروب ليعيش الكوكب الأرضي بسلام دائماً وأتمنى أن أعود طفلة لأتمتع بطفولتي من جديد بين أهلي وأحبائي ولكن هيهات.جربت أنجيلا كتابة الشعر باللغة العربية فكانت النتيجة شيئاً مضحكاً لأن الكتابة بالعربية لغير أهلها المتمكنين منها أمر في غاية الصعوبة.كانت قراءاتها قاصرة على القرآن الكريم وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي قامت بترجمتها إلى اللغة الروسية وفي مجال الشعر اطلعت على بعض من شعر نزار قباني ومحمود درويش وانتصار سليمان وفي مجال القصة قرأت (لزكريا تامر وغسان كنفاني ويوسف حطيني وأيمن الحسن ) وترجمت عدداً منها إلى الروسية وستعمل على نشرها في كتاب بعد أن نشرت الترجمات في مجلات روسية.فلقد كانت بداية اعتناقها للإسلام وتغير نظرتها للإسلام عندما سمعت عن الإسلام لأول مرة من أمها وأبيها حين كانت لا تزال في المدرسة الابتدائية كان والدها في وقت من الأوقات يعمل في الجيش في منطقة أذربيجان وكانت والدتها معه في مدينة باكو وكانوا حينها يقولون إن المسلم هو من يتزوج من إحدى عشرة امرأة وإن الرجل يمكنه أن يبادل زوجته بحصان أعجبه وإن كل النساء المسلمات يضعن البرقع على وجوههن وكان الناس إذا أرادوا وصف الرجل بالشر يصفونه بالمسلم العربي وكانوا يقولون أن المرأة المسلمة لا حقوق لها وهي مجرد خادمة للرجل وللأسف كل هذه المفاهيم المغلوطة عن الإسلام لا تزال سائدة هناك فلقد اعتنقت أنجيلا الإسلام عن طيب خاطر وشعرت بالراحة والسعادة وأحست كما لو أنها ولدت من جديد.