يتوجه حجاج بيت الله الحرام مساء اليوم (الاثنين) إلى منى المباركة، اقتداء برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، استعداداً لتصعيدهم إلى جبل عرفة الركن الأعظم للحج لأداء مناسك الوقفة الكبرى يوم غدٍ الثلاثاء الموافق التاسع من ذي الحجة.ومع ضحى اليوم الاثنين يحرم حجاج بيت الله المتمتعون والمفردون من محل إقامتهم وينطلقون ملبين إلى منى حيث يصلون فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء.ويبيت الحجاج ليلتهم في (منى) حيث يصلون فيها الفجر.. وينطلقون بعدها عند شروق الشمس إلى عرفة ملبين ومكبرين ويصلون في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأداءٍ واحدٍ وإقامتين وينتظرون حتى غروب الشمس، ثم يتوجهون إلى مزدلفة، حيث يبقون فيها حتى فجر يوم العيد الموافق العاشر من ذي الحجة.. ((14 أكتوبر)) تنشر بعضاً من شعائر مناسك الحج:[c1]الإحرام: ميقاته وحالاته[/c]أولاً : الإحرام : هو نية أحد النُّسكين : الحج أو العمرة أو نيتهما معاً. وهو ركن لقوله تعالى ("وما أُمِروا إلاّ لِيَعْبدوا الله مُخلِصين له الدِّين") وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ("إنَّما الأَعْمَالُ بالنيّات وإنّما لكل امرىء مانَوى") والنيّة محلها القلب.ثانياً : الميقات الزمانى : أجمع الفقهاء - ماعدا الإمام مالك وابن حزم - على شوال وذى القعدة والعشر الأولى من ذى الحجة ، أما مالك فقال شهر ذى الحجة كاملاً ورجحه ابن حزم.ثالثاً : الميقات المكانى : وللإحرام كذلك ميقات مكانى حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للمسلمين كما يلى : 1 - ميقات أهل مصر والشام والمغرب هو ( الجحفة ) وهو المكان الذى يسمى اليوم ( رابغ ) في الشمال الغربى للمملكة العربية السعودية . 2 - ميقات أهل المدينة المنورة هو ( ذو الحليفة ) الذى يعرف الآن باسم ( أبيار على ) . 3 - ميقات أهل العراق هو ( ذات عرق ) في الشمال الشرقى من مكة المكرمة.4 - ميقات أهل الكويت والمنطقتين الشرقية والوسطى من المملكة العربية السعودية هو ( قرن المنازل ) وهو قريب من المكان الذي يعرف الآن باسم ( السيل ) . 5 - ميقات أهل اليمن والهند ومن جاورهما هو ( يلملم ) وهو جبل يقع جنوبى مكة المكرمة . ويقاس على هذه المواقيت ما يلائم الأماكن التى جاء منها الحجاج في أي مكان من العالم . - لا يجوز للحاج أن يمر بتلك المواقيت بدون إحرام ، سواء جاء عن طريق البر أو الجو أو البحر . - إذا آثر الحاج زيارة المدينة المنورة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحج ، فليس عليه إحرام ، ويصبح ميقاته هو ميقات أهل المدينة المنورة ( أى أبيار على ) . - من أراد الحج من أهل هذه المواقيت ، سواء أكان من أهلها أو من غيرهم يُحرم من الأماكن التى هو فيها فإن كان الحاج خارج مكة المكرمة نوى الحج وأحرم من مكانه، وإذا كان داخل مكة المكرمة نوى وأحرم من المسكن الذى هو فيه ، وأكمل أعمال الإحرام .[c1] رابعاً : محظورات الإحرام :[/c]- من أحرم بالحج أو العمرة، يحرم عليه إتيان شىء مما يلى : 1 - النكاح وما يتعلق به مما بين الزوج والزوجة . 2 - لبس المخيط من الثياب ً . 3 - تغطية الرأس . 4 - إذا لم يجد المحرم نعلاً جاز له أن يلبس في قدميه أى شىء ، على ألا يصل الحذاء إلى الكعبين . 5 - التعرض لصيد البر الوحشى ، أو لشجر الحرم وعشبه الرطب بقطع شىء منه بقصد الإتلاف ( ولا شىء فى قطع العشب اليابس ) ، وكذا ما يزرع للانتفاع به كالحبوب والخضروات ، وما يؤخذ للتداوي أو الانتفاع به فى المبانى ونحوها . 6 - الحلق والتقصير والتطيب وتقليم الأظافر ولا حرج فى غسل الرأس والبدن بالماء واستخدام صابون خال من الرائحة الطيبة . - فى حال مخالفة تلك المحرمات يجب على الحاج الفدية حسب نوع المخالفة ، إلا النكاح وما تعلق به فهو يبطل الحج . [c1]خامساً : حالات الإحرام:[/c]هناك ثلاث حالات للإحرام فى موسم الحج ، ينوى المسلم إحداها عندما يحرم :- التمتع : وهو أن يحرم المسلم بالعمرة فى أشهر الحج ويفرغ منها ويتحلل ثم يحرم بالحج في نفس العام ، وعليه الهدى أو صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة أيام بعد عودته إلى دياره . [c1]- الإفراد : [/c]وهو أن ينوي المسلم الحج مفرداً ، فإذا فرغ منه اعتمر عمرة الإسلام إذا لم يتيسر له أداء العمرة من قبل . [c1] - القران : [/c]وهو أن يحرم بالعمرة والحج معاً مقترنين بغير فاصل بينهما ، كأن يحرم بالعمرة ، ثم يدخل عليها الحج قبل الشروع فى طوافها ، وهذا عليه الهدى أو صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجع إلى دياره . - يستحب للحاج عند الإحرام أن يغتسل ، ويصلى ركعتين ويقص شعر رأسه ، ويقلم أظافره ، والمرأة تفعل ما يفعله الرجل ، عدا قص الشعر ولبس غير المخيط.[c1]التلبية[/c]بعد أن يُحرم المسلم ، ويؤدى الركعتين ، يستحب له أن يرفع صوته بالتلبية ، أما المرأة ، فيكفى أن ترفع صوتها بحيث تسمع نفسها ويكره أن ترفع صوتها أكثر من ذلك ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاءنى جبريل فقال : مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج ) . والتلبية هي : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) . وعلى الحاج أن يكثر من التلبية قدر ما يستطيع إلى جانب الأدعية الأخرى . [c1]النيـــة:[/c]بعد صلاة الركعتين ، يدعو الحاج أو المعتمر اللهَ بما شاء ، ثم ينوى الإحرام . [c1]أركان الحج:[/c]الأركان هى ما لا يتم الحج إلا بها جميعها ، وهذه الأركان هى : 1 - الإحــــرام . 2 - الوقوف بعرفات . 3 - طواف الإفاضة . 4 - السعى بين الصفا والمروة . 5 - الحلق أو التقصير . (مذهب الإمام الشافعى فقط)[c1]أركان العمرة:[/c]1 - الإحــرام . 2 - الطــواف . 3 - السعى بين الصفا والمروة . 4 - الحلق أو التقصير . (مذهب الإمام الشافعى فقط)[c1]طواف القدوم[/c]دخول المسجد الحرام : - بعد أن يطمئن الحاج إلى مكان إقامته فى مكة المكرمة ، ويستعد لدخول المسجد الحرام ، بالاغتسال ، يتوجه إلى المسجد ، فيدخله مُقدِّماً رجْله اليُمنى وهو يقول : ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ، اللهم افتح لى أبواب رحمتك ) . - أو يدعو بالدعاء التالى : ( اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، فحينا بالسلام ، وأدخلنا الجنة دار السلام ، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. اللهم افتح لى أبوب رحمتك ومغفرتك وأدخلنى فيها ، بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . - فإذا رأى الكعبة المشرفة ، هلل ثلاثاً وكبّر ثلاثاً ، ثم دعا : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شىء قدير ) . ( أعوذ برب البيت من الكفر والفقر ، ومن عذاب القبر ، وضيق الصدر ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) . ( اللهم زد بيتك تشريفاً وتكريماً ، وتعظيماً ومهابةً ، ورفعةً ، وبراً ، وزد يارب من شرفه ، وكرمه وعظمه ، ممن حجه واعتمره ، تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ، ومهابةً ، ورفعةً وبراً ) . [c1]نية الطواف : [/c]ثم ينوى الحاج الطواف وتختلف صيغة النية حسبما يريد الحاج أن يقوم به مفرداً أو متمتعاً أو قارناً . [c1]الطواف : [/c]- الطواف سبعة أشواط ، يبدأ الحاج أوالمعتمر كلاً منها من الحجر الأسود جاعلاً إياه على يساره ، ويُستحب أن يرمل ( يسير متعجلاً ) في الثلاثة الأولى منها إذا لم يؤذ أحداً ، ويمشى فى الأربعة الباقية . - يستلم الحاج الحجر الأسود فى كل شوط ، وإذا استطاع قبّله ، وإذا لم يتمكن أشار إليه من بعيد قائلاً كل مرة : ( بسم الله والله أكبر ، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ، ووفاءً بعهدك ، واتباعاً لسنة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) . - ليس على المرأة رمل ، وإنما تسير بمشيتها العادية . - بعد الطواف ، يصل الحاج ركعتين خلف مقام إبراهيم إن استطاع وإلا صلّى فى أى مكان في المسجد الحرام . [c1]شروط الطواف : [/c]- يشترط فى صحة الطواف ، ما يشترط فى صحة الصلاة من النية والطهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر ، والنجاسة ، وستر العورة . - تشترط الموالاة بين الأشواط ، فلا يفصل بينهما لغير ضرورة . - ينبغي على الطائف أن يتحاشى إيذاء الطائفين ، بمزاحمتهم ، أو دفعهم باليد ، أو غير ذلك مما ينقص ثوابه ، أو يذهب به كله . [c1]سنن الطواف : [/c]بعد الفراغ من أداء الركعتين يُسن للحاج أن يشرب من ماء زمزم بعد أن ينوى ما يريد من خيرى الدين والدنيا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شُرب له ) . ثم يتوجه للسعى بين الصفا والمروة . [c1]السعى بين الصفا والمروة :[/c]- السعى ركن من أركان الحج والعمرة ، وهو تردد بين الصفا والمروة سبعة أشواط سائراً أو راكباً لعذره . - سعى المُحرم بالعمرة يكون بعد طواف العمرة فيتحلل من إحرامه بها بالحلق أو التقصير . - سعى المُحرم بالحج يكون بعد طواف القدوم ، أو طواف الإفاضة إن لم يكن قد أدى طواف القدوم . - سعى المُحرم بالحج والعمرة ، يكون بعد طواف العمرة ، ويغنيه عن السعى بعد طواف الإفاضة . [c1]كيفية السعى : [/c]- يكون السعى سبعة أشواط ، تبدأ بالصفا وتختتم بالمروة . - يعتبر السعى إلى المروة شوطاً ، وإلى الصفا شوطاً ، وهكذا حتى يتم الأشواط السبعة ، ويكون ذلك بعد الطواف . - ويشترط في السعى النية . [c1]سنن السعى : [/c]- أن يدخل إلى المسعى من باب الصفا . - أن يصعد على الصفا حتى يرى الكعبة المشرفة ( ولا يسن الصعود للمرأة إذا كان هناك ازدحام ) . - يقول الساعى عند رؤية الكعبة المشرفة : ( الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ) . ( الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ، لا إله إلا الله ، وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت بيده الخير ، وهو على كل شىء قدير ) . ( لا إله إلا هو وحده ، لا شريك له ) . ( أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيّاه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) . - يكون السعى بعد الطواف مباشرة . - يهرول الساعى وسط الشوط بين المكانين المعروفين بالميلين الأخضرين ولا هرولة على النساء . ثم يتوجه الحاج إلى منى .[c1]يوم التروية[/c]- يُسن للحاج أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات ، يوم الثامن من شهر ذي الحجة، الذي يسمى ( يوم التروية). - إذا كان الحاج قارناً أو مفرداً توجه إلى منى بإحرامه ، وإذا كان متمتعاً قد تحلل من العمرة ، أحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكة المكرمة أو خارجها. - يستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى ، كما يستحب أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفات ( اليوم التالي)، والمبيت في منى، وأن لا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.- إذا توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها أو خرج من مكة المكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلا شيء عليه. [c1]الوقوف بعرفة[/c]- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) . وعرفة ، أو عرفات ، هو الجبل الذى يقف حوله الحجاج حتى تغرب شمس يوم التاسع من ذي الحجة ، وعرفات كلها موقف ، عدا ( بطن عرنة ) وهو الوادى الذى يلى مسجد نمرة فى اتجاه القبلة . [c1] من أدعية دخول عرفات : [/c]( اللهم إليك توجهت ، وبك اعتصمت ، وعليك توكلت ) . ( اللهم اجعلنى ممن تباهى بهم اليوم ملائكتك ، إنك على كل شىء قدير ) . [c1]يوم عرفات:[/c]- فى مسجد نمرة ، بعرفات ، يستمع الحجاج إلى خطبة يوم عرفات . - ثم يؤدون صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً ( جمع تقديم ) ، بأذان واحد وإقامتين ، اقتداءً بما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي علمنا مناسكنا . - يقضى الحاج بقية اليوم فى الصلاة والدعاء والابتهال ، حتى غروب الشمس .[c1]الذهاب إلى مزدلفة[/c]- مع غروب شمس التاسع من ذي الحجة ، تبدأ نفرة الحجاج إلى مزدلفة حيث يؤدون صلاتى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ( جمع تأخير ) بأذان واحد وإقامتين . - في مزدلفة يجمع الحاج (70) حصاة ، ويحتفظ بها معه لرميها على جمرات ثلاث. البقاء في مزدلفة : هناك حالتان للبقاء فى مزدلفة : - البقاء إلى ما بعد منتصف الليل . - البقاء إلى ما بعد صلاة الفجر ، وهذا أفضل . المشعر الحرام : يقف الحاج عند المشعر الحرام ، ويدعو بما شاء ، وبالأدعية التى اعتاد الحاج على الدعاء بها في مزدلفة والمشعر الحرام. [c1]التحلل ثم طواف الإفاضة[/c]- بعد الانتهاء من التقرب بالهدى ، يحلق الحاج شعر رأسه أو يقصره ( وعلى النساء التقصير فقط ) . - بعد رمى جمرة العقبة ، والنحر ، والحلق أو التقصير ، يباح للحاج كل شىء حُرّم عليه بالإحرام إلا النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل الأول ) . - بعد التحلل الأول ، يسن للحاج أن يتطيب ، ويتوجه إلى مكة المكرمة للقيام بطواف الإفاضة ، وهو من أركان الحج ، ويؤدى كما يؤدى طواف القدوم ، وليس على الحاج السعى ، إذا كان قد سعى من قبل .[c1]التحلل الأكبر[/c]- بعد الانتهاء من طواف الإفاضة ، يتحلل الحاج ( التحلل الأكبر ) ويعود إلى حياته العادية ، ويباح له كل ما كان مباحاً قبل أن يُحرم . - إذا بقى الحاج فى منى ليرمى الجمار جمعياً ، فإنه يتوجه إلى مكة المكرمة بعد ذلك للقيام بطواف الإفاضة ، ثم يتحلل التحلل الأكبر . [c1]الأدعية أثناء السفر[/c]الحديث أخرجه البخاري ، وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال: ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به راحلته على البيداء حمد الله وكبر ، ثم أهل بحج وعمرة ).. مع التحميد والتسبيح والتكبير للحاج[c1]التلبية[/c]الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن، وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( إن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك اللهم لبيك ).زاد مسلم وأهل السنن وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يزيد فيها ( لبيك لبيك وسعديك، والخير بيديك والرغباء إليك والعمل لبيك )(قوله : لبيك) معناه سرعة الإجابة وإظهار الطاعة. قال النحويون : أصله مأخوذ من لب الرجل بالمكان وألب به إذا لزمه. قالوا : والثنية فيه للتوكيد كأنه قال : إلبابا بعد إلباب ولزوما لطاعتك بعد لزوم.(قوله : إن الحمد) روي بفتح الهمزة وبكسرها. قال ثعلب : الاختيار الكسر وهو أجود فى المعنى من الفتح لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد والنعمة لك على كل حال، ومن فتح قال لبيك بهذا السبب. [c1]الدعاء إذا أتى الركن أو كان بين الركنيين في طوافه[/c]الحديث أخرجه البخاري، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده وكبر) وفيه دليل على مشروعية التكبير في الطواف عند إتيان الركن. (وبين الركنين ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار وكذا بين الركن والحجر ) الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله، وهو من حديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ...إلخ .وفيه مشروعية هذا الذكر بين الركنين للطائف، وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا النسائي والحاكم، وقال : صحيح على شرط مسلم.(قوله : وكذا بين الركن والحجر) أي : وكذا يقول هذا الدعاء، والمراد بالركن: الركن الذي فيه الحجر الأسود، والحجر بكسر الحاء المهملة وإسكان الجيم وهو المحوط الذي هو شمال البيت.[c1]الذكر في الطواف[/c]الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه ، وأخلف علي كل غائبة لي بخير. ) وصحح إسناده. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن سعيد بن جبير قال من دعاء ابن عباس فذكره موقوفا عليه.(قوله : وأخلف علي كل غائبة لي بخير) أي : اجعل لي عوضا حاضرا عما غاب علي وفات أو لا أتمكن من إدراكه. (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا وهو موقوف على ابن عمر رضي الله عنهما روى ذلك عنه نافع. قال كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم ، ثم ساق حديثا وقال في آخره إنه كان يقول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ).[c1]الذكر إذا رقى على الصفا والمروة[/c]الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ( ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله . أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: لا إله الا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك، فقال مثل ذلك ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعد مشى حتى إذا أتى المروة فعل كما فعل على الصفا ) هكذا في صحيح مسلم، وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو عوانة في مسنده الصحيح، وزاد فيه: يحيي ويميت.[c1]بين الصفا والمروة[/c]الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا وهو موقوف على عمر وابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهم ولم يرد في المرفوع دعاء بين الصفا والمروة.قال النووي في الأذكار : ويقول في الأربعة الباقية من أشواط الطواف : اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.[c1]عرفات[/c]الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات، منا الملبى ومنا المكبر ) وفيه دليل على مشروعية التلبية والتكبير عند المسير من منى إلى عرفات لأن ذلك وقع بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم.الحديث أخرجه الترمذي وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) قال الترمذي بعد إخراجه : حسن غريب من هذا الوجه، وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف، وأخرجه أيضا من حديثه أحمد بإسناد رجاله ثقات، ولفظه ( كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) وهذا اللفظ مصرح بأن أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة هو هذا الذكر، وقد استشكل بأن هذا الذكر ليس فيه دعاء، إنما هو توحيد وثناء.( أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح ) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي إلخ " وفي إسناده قيس بن الربيع وفيه مقال.وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده، قال أخبرنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر دعائي إلخ " ثم ذكر هذا الحديث باللفظ المذكور قبل ذلك، وقال في آخره " وشر بوائق الدهر " قال ابن حجر في المطالب العالية : موسى بن عبيدة ضعيف الحديث، وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي، وفي إسناده موسى بن عبيدة أيضا وهو الربذي، وأخوه عبد الله لم يدرك عليا.(قوله : اللهم اجعل في قلبي نورا) قد تقدم شرح هذه الألفاظ.(قوله : وأعوذ بك من وساوس الصدر) وهي ما يلقيه الشيطان في صدور العباد من الخواطر التي تجلب الشكوك حتى يكون ذريعة إلى معاصي الرب سبحانه وتعالى.(قوله : وشتات الأمر) أي : تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له الأمور.(قوله : يلج في الليل) أي : يدخل فيه وكذا ما يلج في النهار، والمراد ما يتصل بالناس من الشياطين وغيرهم في الليل أو في النهار.(قوله : وشر ما تهب به الرياح) أي : شر ما يتأثر عنها من الضرر في الأبدان أو الأموال. (فإذا صلى العصر ووقف يرفع يديه، ويقول: الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد اللهم أهدني بالهدى، ونقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، ثم يرد يديه فيسكت قدر ما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه، ثم يقول، مثل ذلك ) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما من طريق أبي مجلز أنه " كان مع ابن عمر، فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى، فلما صلى العصر وقف بعرفة، فجعل يرفع يديه، أو قال : يمد يديه، وقال : لا أدري لعله قال : دون أذنيه، وجعل يقول: الله أكبر " .وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف، وقد ثبت الدعاء ورفع اليدين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن منيع في مسنده حدثنا شريج بن النعمان حدثنا حماد بن سلمة عن بشر بن حرب عن أبي سعيد ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة فجعل يدعو هكذا، فجعل ظهر كفيه مما يلي صدره ).وقال أحمد بن منيع في مسنده أيضا حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة رافعا يديه حتى يرى ما تحت إبطيه ) والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر الله سبحانه وتعالى ودعاؤه مع رفع اليدين.[c1]عند رمي الجمرة[/c]الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة ) وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى يرمي الجمرة.الحديث أخرجه البخاري، وهو من حديث يزيد بن عمر رضي الله عنهما ( أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة ) وقال في آخره: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وأخرجه أيضا مسلم لكنه رواه مع كل حصاة ، وأخرجه أيضا النسائي.(قوله : الجمرة الدنيا) بضم الدال وبكسرها أي : القريبة إلى جهة مسجد الخيف، وهي أول الجمرات التي ترمى ثاني يوم النحر.(قوله : فيسهل) بضم التحتية وسكون المهملة أي : يقصد السهل من الأرض وهو المكان المستوي الذي لا ارتفاع فيه.(قوله : ويرفع يديه) قال ابن المنذري : ولا أعلم أحدا أنكر رفع اليدين في الدعاء عند الجمرة إلا ما حكي عن مالك.الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو طرف من حديث ابن مسعود رضي الله عنه المتفق عليه انفرد بذكر هذا اللفظ أحمد بن حنبل في المسند، وأصل الحديث في الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل عن ابن مسعود ( أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، وقال : هكذا رمي الجمار الذي أنزلت عليه سورة البقرة) وفي رواية من هذا الحديث ( أنه انتهى إلى جمرة العقبة فرماها من بطن الوادي بسبع حصاة وهو راكب يكبر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، ثم. قال هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة ) وفيه دليل على مشروعية هذا الدعاء مع التكبير. قال في فتح الباري : أجمعوا على أن من لم يكبر لا شيء عليه.[c1]عند الشرب من ماء زمزم[/c]الحديث أخرجه ابن ماجة والحاكم في المستدرك، وهو من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما : ( كنت جالسا عند عبد الله بن عباس فجاءه رجل، فقال : من أين جئت؟ قال : من زمزم. قال : فشربت منه كما ينبغي؟ قال : وكيف ذلك؟ قال : إذا شربت من مائها، فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثا، واشرب من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن آية ما بيننا وبين المنافقين أن لا يتضلعون من زمزم ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أيضا الدار قطني، وفيه استحباب الشرب من زمزم والاستكثار منه، وهو معنى التضلع، وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه. (وماء زمزم لما شرب له ) الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله ) وصححه الحاكم وأخرجه الدارقطني، وفي لفظ للحاكم ( أن ابن عباس كان إذا شرب من ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء ) .وفي الباب عن جابر رضي الله عنه عند أحمد وابن ماجة والبيهقي والدارقطني والحاكم وصححه النووي والدمياطي وحسنه ابن حجر، وعن ابن عباس عند ابن حبان وصححه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم).وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البزار بإسناد صحيح قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم طعام طعم، وشفاء سقم ).[c1]عند الذبح والأضحية[/c]الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن، وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال: ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما، فسمى وكبر وذبحهما بيده ).(قوله : سمى وكبر) فيه مشروعية التكبير مع التسمية.(قوله : ووضع رجله على عرض خده) إنما فعل ذلك ليكون أثبت له، ولئلا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح. قوله : (ويقول في الأضحية : بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم).الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( إن النبي أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتى به ليضحي به، فقال يا عائشة : هلمي المدية، ثم قال : اشحذيها على حجر ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله اللهم تقبل من محمد، وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به ) .وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود، وفيه مشروعية شحذ الشفرة وإضجاع الكبش والتسمية، وسؤال الله عز وجل أن يتقبل ذلك. قوله : (وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر) أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ظبيان وهو حصين بن جندب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلت له: ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف. قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها، ثم قل: الله أكبر، الله أكبر، منك ولك الحمد، ثم سم ثم انحرها. قال : قلت : وأقول ذلك في الأضحية؟ قال : والأضحية) قال الحاكم : صحيح على شرطهما.وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: صواف قياما، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم ) .[c1]عند العودة من السفر. [/c]قال دعاء السفر وزاد عليه: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون.
لبيك اللهم لبيك.. لا شريك لك لبيك
أخبار متعلقة