قصة مسلسلة ..
تأليف / رجاء علي حويلةوتحيرت في اي طريق تمشي. وبينما هي تفكر، مر عصفور أخضر فوقها، وهو يغرد، وسمعته يقول:خذي يمينك ياوردة!وكررها ثلاث وأختفى، ومضت وردة في الطريق الأيمن. حتى وصلت الى ثلاثة تلال متشابهة، فتحيرت في أي تل تصعد وفيما هي تفكر، رأت بغتة زنبقة زرقاء تهز رأسها، وسمعتها تقول: اصعدي التل الأيمن ياوردة!وكررتها ثلاثاً، وأختفت، وصعدت وردة التل الأيمن حتى بلغت كوخاً بسيطاً متواضعاً طرقت الباب فسمعت صوتاً يقول لها:هيا أدخلي.ودخلت فوجدت الساحرة الطيبة، تنام على الفراش فسلمت عليها، وتمنت لها الشفاء، وأخبرتها بكل شيء، وطلبت مساعدتها على إنقاذ مملكة السعادة. فلما سمعت الساحرة الطيبة بما حصل، في اثناء مرضها، تألمت كثيرا ونهضت من فراشها، وأخذت تبكي بكل دموع الأبرياء المظلومين، تبكي بكل دموع المحبين الصابرين، تبكي حتى أمتلأ وعاء كبير من دموعها وقالت لوردة:اذهبي ياوردة الى الساحرة الشريرة في القصر الملكي، وحاولي أن تكتسبي ثقتها. وسترسلك إلي لمعرفة أخباري، وماذا سأصنع لمواجهة أعمالها وسيكون لكل حادث حديث، وخذي هذا الدبوس ، قد تحتاجين الله اذا وضعته في شعرك اختفيت عن الأنظار.ثم لمست وجهها بكفيها فتغيرت ملامح وردة، ولمست ثيابها بيديها فتحولت الى ثياب عتيقة وقالت:الآن تستطيعين الذهاب ومقابلة الساحرة الشريرة دون أن يعرفك أحد. أسرعي يابنتي.. وليجعل لله طريقك مفروشاً بالحرير والورد.ومضت وردة الى القصر الملكي، وطلبت من الحرس مقابلة الملكة فرفضوا ذلك وطردوها قائلين:-الملكة لاتستقبل المتسولين أمثالك.فأبتعدت وردة عنهم، ووضعت الدبوس في شعرها، فأختفت عن الأنظار، وعادت الى باب القصر، فدخلت دون أن يراها أحد.ولما وصلت إلى باب القاعة الملكية، سحبت الدبوس من شعرها، فبدت للأنظار ، وطرقت الباب، ودخلت على الملكة المزورة، التي فوجئت بدخولها، وغضبت وقالت لها:- من أنت؟ومن أذن لكِ بالدخول؟ وكيف أدخلك الحراس؟.قالت وردة:-سيدتي أنا طامعة بخدمتك.. أنا فتاة يتيمة،ماتت أمي، وتزوج أبي من إمرأة ظالمة، وقد هربت وجئت إليك. وقد شاغلت الحرّاس ، حتى تسللت الى القصر لأراك.. فأنا معجبة بكِ، ويمكن أن افيدك في أعمالك فلدي مواهب كثيرة، وأستطيع أن اعرف حقيقة الناس من وجوههم.أثارت هذه الفتاة اهتمام الملكة المزورةبكلامها وقالت في نفسها:سأحاول امتحانها.. فربما كانت صادقة وقالت لها:انظري في وجهي وقولي ماذا ترين؟.[c1]يتبع في العدد القادم[/c]