170 بحثاً علمياً و170 مشاركاً في المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية
[c1]قصة الإنسان اليمني ستظل مصدر إلهام للعلماء والباحثين والدارسين[/c]متابعة/ محمود ثابت ـ ذكرى جوهرتصوير/ علي الدرب:تتواصل اليوم في فندق الشيراتون بعدن فعاليات المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر الذي بدأ أمس بحضور الاخوين عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واحمد محمد الكحلاني محافظ عدن، والقاضي العلامة اسماعيل الاكوع.ويشارك في المؤتمر والملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام مائة وسبعون باحثاً، منهم مائة باحث من دول عربية وإسلامية وأوروبية، إضافة إلى سبعين باحثاً من اليمن.المؤتمر الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع جامعتي صنعاء وعدن، سيناقش مائة وسبعين بحثاً موزعاً على محورين: الأول يتعلق بالآثار والنقوش والثاني الحضارة والتاريخ، وستقدم في المؤتمر والملتقى مجموعة من البحوث العلمية الجديدة في هذا المجال، وستحتل مدينة عدن الجزء الاكبر في المداخلات التي ستقدم.وكانت أعمال المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية قد افتتحت بآي من الذكر الحكيم، حيث القى الاخ رئيس مجلس الشورى كلمة قال فيها:“السعادة غامرة بانعقاد المؤتمر والملتقى في مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم واطلالته الودودة على العالم .. عدن التي خصها المؤتمر الهام بتسعة عشر بحثاً أجمعت كلها على جدارة هذه المدينة، باعتبارها مستقراً انسانياً موغلاً في القدم”.واضاف: ان قصة الانسان اليمني باعتباره صانع حضارة ومؤثراً ومتأثراً بمحيطه الحضاري والإنساني الكبير لم تكشف بعد، وستظل مصدر الهام لان نعمل ونضيف الى جانب ما تم انجازه على صعيد العناية بآثار وتاريخ وحضارة اليمن.. معبراً عن شكره للعلماء والباحثين والدارسين الذين نذروا شطراً ثميناً من وقتهم في تتبع الإرث الحضاري للانسان اليمني.وقال: “اننا في اليمن ننظر الى حاضرنا باعتباره حلقة في سلسلة متصلة من تاريخ يحفل بالانجازات العظيمة، التي احتلت مكان الصدارة في الارث الحضاري الانساني، وعكست عبقرية الانسان اليمني وإرادته القوية في صوغ حياته”.. مشيراً الى ان للحضارة اليمنية شواهدها المادية العظيمة مثلما لها ارثها من الممارسة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية المعروفة.وتطرق الاخ عبدالعزيز عبدالغني الى الاستحقاق الديمقراطي الذي انجزه اليمنيون والمتمثل بالانتخابات الرئاسية والمحلية.. مؤكداً ان الديمقراطية والشورى نهج أصيل في اليمن .. متجذر في عمق التاريخ، حيث مضى ويمضي اليمن في مسيرته الطموحة صوب المستقبل مستلهماً من تاريخه وارثه الحضاري ما يعينه على تحقيق هذه الطموحات .. منوهاً بان هذا ما يميز هذه الحقبة الهامة من تاريخ شعبنا في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.وأوضح ان اليمن استطاع في عهد الرئيس علي عبدالله صالح ان ينجز وعبر محطات مصيرية أعظم التحولات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.وقال: “اليمن اليوم مساحة للحرية، حرية الرأي وحرية الصحافة ومجال رحب للممارسة السياسية القائمة على مبدأ التعددية والشراكة غير المسبوقة مع منظمات المجتمع المدني على طريق تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ولشراكة مؤثرة للمرأة في ادارة الشأن العام بلغت معها أعلى مراتب صنع القرار”.وعبر عن الاعتزاز بان يلتقي معظم المهتمين بالآثار والتاريخ والحضارة اليمنية من اقطار عربية وعالمية عديدة في اطار هذا المؤتمر والملتقى .. مؤكداً انهما محل عناية خاصة من فخامة رئيس الجمهورية كما هما محل اهتمام كبير من قبل الدولة.وأكد العزم على توفير كل الامكانيات للاهتمام بنتائج المؤتمر والملتقى، ورعاية كل جهد علمي وبحثي نظري وتطبيقي يبذل في محراب تاريخ هذا البلد وحضارته وآثاره .. مشيراً الى ان تاريخ اليمن وحضارته مرتبطان بصلة عضوية مع تاريخ وحضارة هذه المنطقة .. معيداً للاذهان ان جزءاً هاماً من ارث هذه المنطقة يذهب ضحية الاضطرابات الأمنية المزمنة المتولدة عن استمرار الاحتلال واختلال ميزان العدالة الدولية.كما القى الاخ الدكتور صالح باصرة كلمة أعلن فيها بدء فعاليات المؤتمر والملتقى .. وقال “للمؤتمر والملتقى اهمية كبيرة لليمن وحضارته وتاريخه القديم والاسلامي والحديث والمعاصر على المستوى المحلي والخارجي وفي اطار المؤسسات العلمية الباحثة في تاريخ الشرق”.. لافتاً الى ان من يبحث عن تاريخ وحضارة اليمن سيجد نفسه داخل كنز كبير.وأشار الى ان الدراسات والابحاث التي ستناقش وتقر في هذا المؤتمر سيتم طباعتها ونشرها من قبل جامعة عدن.. مؤكداً ان اليمن رئاسة وحكومة ومؤسسات علمية اولت وستولي المؤتمر الدولي للحضارة اليمنية والملتقى السبئي عناية خاصة بسبب الاعلان الدوري لما يتم اكتشافه من نقوش وآثار ومخطوطات جديدة، وخلق تواصل مستمر بين الباحثين في مجال الدراسات اليمنية والعربية وتوسيع وتعميق التعاون العلمي بين المؤسسات العلمية اليمنية ونظيراتها العربية والاجنبية في مجال الدراسات التاريخية وتأصيل البحث العلمي في هذا المجال.. اضافة الى الترويج للاستثمار في مجال السياحة التاريخية في اليمن، والترويج لجذب السياح وعشاق التاريخ لزيارة اليمن ورفد المكتبة التاريخية بمصادر ومراجع جديدة تسهم في انتاج وإعادة انتاج المعرفة التاريخية.وتمنى للمؤتمر التوفيق والنجاح في رحاب جامعة عدن .. معلنا ان المؤتمر الدولي السابع للحضارة اليمنية سيعقد في عام 2010م في رحاب جامعة حضرموت.من جانبه القى الاخ احمد محمد الكحلاني كلمة عبر فيها عن سعادته لعقد هذا المؤتمر الدولي في رحاب عدن ثغر اليمن الباسم والعاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن.وقال: “ان التاريخ ممارسة ثقافية ذات خصوصية لارتباطها بالجماعة الانسانية .. فالجماعة عندما تنسي ماضيها تصبح بلا ذاكرة وبالتالي تعيش في اضعف حالاتها”.وأكد ان التاريخ اليمني والحضارة اليمنية خلدا منذ عهود موغلة في القدم نتاجاً مادياً فكرياً وروحياً لا يستهان به.. منوهاً ان عدن هي الحضارة والعمق التاريخي لليمن الواحد الموحد.. مشيراً الى الحاجة لجهود مؤسسية من أجل اعادة قراءته والتأمل في كامل التجربة اليمنية والاستئناس بها في صياغة الحاضر والمستقبل.. وتمنى لفعاليات المؤتمر والملتقى التوفيق والنجاح.كما القى الاخ الدكتور عبدالرحمن الانصاري الباحث والمؤرخ السعودي كلمة المشاركين وصف اليمن بانها دوحة علم وفضل وتاريخ وحضارة، وقال “لا يغمط هذا المجد الا حاقد”.وقال: “اننا ننعم بما سطرته اقلام الاجداد وما تركته الممالك التي بنت وأعلت البناء في خزان عدن ومعابد وسدود مأرب التي هي نماذج لصروح اقامها أبناء هذا البلد العظيم.وأكد الحاجة الى اعداد معاجم للنقوش والمدونات التي يتم اكتشافها من خلال الجهود العلمية التي يبذلها الباحثون في اليمن والجزيرة العربية عموماً.وعبر عن اعتزازه والمشاركين في هذا المؤتمر والملتقى السبئي بما شاهدوه من انجازات في اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح .. مشيراً الى ان اليمن هي مهد الحضارات وتاريخها وكل انسان يعتز بحضارة اليمن وتاريخه.هذا وفي مستهل الحفل القى الاخ الدكتور حسين عبدالله العمري عضو مجلس الشورى كلمة اللجنة العلمية.. استعرض فيها التحضيرات التي جرت لعقد المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية، والملتقى السبئي الحادي عشر.. مشيراً الى ان البحوث التي ستقدم في ايام المؤتمر الثلاثة ستتطرق الى الآثار والنقوش والحضارة والتاريخ اليمني .. مؤكداً اهمية الاوراق العلمية المقدمة للمؤتمر والتي تزيد عن مائة وستة وعشرين ورقة تتوزع على محوري الآثار والنقوش والحضارة والتاريخ اللذين سيعني بهما المؤتمر على مدى ثلاثة ايام.وقال “انه بمثل هذا المؤتمر والمهتمين فيه بتاريخ وحضارة اليمن يتجدد العلم والمعرفة في هذا المجال” .. مشيراً الى دلالة انعقاد المؤتمر في عدن مرفأ اليمن التاريخي ومنطلقه الى بحار ومحيطات العالم.حضر افتتاح المؤتمر الدكتور عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن و الدكتور خالد طميم رئيس جامعة صنعاء والمؤرخ اليمني اسماعيل الاكوع وأمين عام المجلس المحلي في محافظة عدن عبدالكريم شائف وعدد من رؤساء الجامعات اليمنية وقيادات المحافظة والعمداء والأساتذة في الجامعات اليمنية وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى اليمن من الدول الشقيقة والصديقة.