عبدالله باكدادهعرفت المرحوم الفنان الانساني بكل ما تحمله هذه الكلمة ... من معنى حيث كان الى جانب رقته جميلاً في علاقاته بكل من عايشوه ... عرفته وانا ادرس الثانوية في منتصف الخمسينات عندما فتح قلوبنا النضرة في بداية الصبا كنت وزميلي آنذاك في الدراسة الاستاذ القدير علي عبده سالم، امين عام مركز حنبله حالياً .. كنا حينها نردد اغنية المرحوم طه فارع ... (دار الحبيب) اتحفنا طه فارع وجعل قلوبنا تردد وهي تخفق وفتح قلوبنا بدار الحبيب التي يقول فيها فيما يقول :" يادار اعطاك الزمن مافي الطبيعة من فتن ... شوقي الى من بك سكن شوق الغريب الى الوطن يا دار ... يادار".بعدها ولبساطته تعرفت عليه من خلال عمله في خزينة عدن.. وكان رحمة الله عليه مثابراً مواظباً في عمله طموحاً نلتقي معاً بعد ان كنا موظفين معاً في الحكومة في امتحانات الكفاءة التي كانت تعقد لكل موظفي الدولة الطامحين للترقي في الوظائف العامة.كان الفنان طه محمد فارع ... الرجل المتواضع ابن حافة الدبع بالشيخ عثمان يتحفنا بتواضعة ويطربنا ببعض ماكانت تجود به قريحته اطربنا باغانيه العاطفية ... وقد غنى للوطن وانتصاراتها غنى للارض ... للانسان .. غنى وساهم مع غيره .. ودخل ميدان التلحين ونجح.. كما اثرى المكتبة اليمنية بمقالاته ومؤلفاته الذي وثق من خلالها للاغنية اليمنية.كان الفنان المرحوم طه فارع قمة في نشاطة.. بعد انتقاله من الخزانة العامة بعدن ليلتحق في مجال الموسيقى ... ومن هناك استطاع ان يساهم مع زملائه الفنانين ويقدم العديد من الانتاج الغنائي الابداعي ...تربى المرحوم طه محمد فارع في كنف والده مع اخيه المبدع في فن التصوير التلفزيوني فاروق محمد فارع وكان الوالد محمد فارع انسان نشيط في تحركه ببساطته في المجتمع وكان محط حب الجميع لتواضعه وحبه لاعمال الخير الذي ورثه منه المرحوم طه فارع وفاروق هذا التواضع اضافة الى القناعة بما قسم لهم الله كانت من الصفات الطيبة التي عاش عليها ابناء المرحوم محمد طه فارع وأحبه وابنائه كل من عاش معهم وعاشرهم على هذا الدرب وبنفس القناعة والصبر واقامة العلاقات الطيبة مع الآخرين وحب الخير الى جانب القناعة ربى المرحوم طه فارع ابنه نزار الذي حمل معه نفس الصفات من المرحوم .. والذي يكافح بصمت بعد فقدانه للوالد الفنان طه فارع في مكتب السياحة بعدن متولياً ومتحملاً رسالة والده في الحياة راعياًَ للأسرة .. بعد فقدان رب هذه الاسرة الطيبة والتي ارجو من قيادة المحافظة ان تدعمها وتشد من ازرها .. ولاننسى هنا ان نشد على قيادة المحافظة ونتقدم لهم بالشكر على ماقامت به تجاه الفنان الراحل .راجياً الاستمرار في تقديم ما يحفظ لهذا الفنان مايستحقه لكل ماقدمه في حياته وذلك من خلال جمع وتوثيق اغاني الفنان الراحل طه محمد فارع ودعم اسرته لتتمكن من العيش الكريم.رحم الله الفنان المرحوم طه فارع رحمة الابرار واسكنه فسيح جناته ...انا لله وانا اليه راجعونعبدالله ابراهيم محمدالمدير العام للموارد المالية ديوان محافظة عدن[c1]طه فارع - والزمن الاصيل[/c]فنان بحجم الذاكرة وعطاء كنهر الروح وغناء هو من ارقى مايكون في زمن الاصالة والرقي والانطلاق نحو كل شئ جميل ذلك هو طه فارع وتلك هي فترة الاغنية اليمنية التي ظهر فيها فناناً كبيراً ونحت في الصخر ليجد لنفسة مكاناً بين الكبار في واقع لايعترف الا بمن يستطيع السكن في الفؤاد والبقاء في سويدائه.في زمن كان فيه المرشدي واحمد قاسم ومحمد سعد واسكندر والزيدي واسماء كبيرة استطاع طه فارع ان يقدم نموذجاً لفت من خلاله الانظار وقال انا هنا.وفي قمة انطلاق ( الغنية ) العدنية التي اسست لها مكاناً بين الوان الغناء اليمني المعروفة تاريخياً كالصنعانية واليافعية واللحجية وكان طه فارع يؤسس نموذجاً ينهل من ينابيع تعز الحالمة وجبال صبر الشماء واستقى بالتجربة الغنية للشاعر عبد الكريم مريد فكونا ثنائياً نادراً قدما من خلاله أبدع الاعمال وليس هناك من ينسى : ( شيبت انا والشيب مارحمني).وطه فارع تميز عن اقرانه من الفنانين وابناء جيله الكبار من اصحابه بالعطاء والابداع انه كان موثقاً من نوع فريد وشاعراً غنائياً مقتدراً وراصداً لواقع الغناء الذي قرأناه من خلال مؤلفاته التي هي بحاجة الى اعادة اصدار وللحق نقول انها تجد الرعاية اليوم من خلال الوزير المثقف ( خالد عبدالله الرويشان) والمحافظ الرائع ( يحيى محمد الشعيبي) اللذين لم يألوا جهداً في تقديم الرعاية الصحية لفناننا اثناء مرضه والحفاظ على مؤلفاته واشعاره وتراثه الغنائي والفني رحم الله فناننا الكبير طه فارع وهو الباقي في قلوب كل من احبه وسمعه وغنى معه اغنية الحب والارض والمطر.