قبول الاستقالة يعني وأد الرياضة النسوية
أبين / عفاف سالم يحيى :لا أعلم ما نوع الضغوطات التي تعرضت لها الأخت عائدة محسن الفضلي رائدة رياضة المرأة في محافظة أبين فدفعتها إلى تقديم استقالتها من رئاسة الاتحاد اليمني لرياضة المرأة ومع أنني ضد ممارسة رياضة كرة القدم للنساء بشكل عام إلا أنني لا أجد حرجاً من ممارسة الألعاب الأخرى كالشطرنج والطائرة ومن هنا أتمنى أن يتم رفض الاستقالة كون قبولها لا يعني إلا إلغاءً وتهميشاً للدور الذي لعبته في مجال الرياضة النسوية وللجهد الذي بذلته في هذا المجال كما أنني أثق تماماً أنه لا توجد البديلة التي يمكنها أن تقود الدفة بتلك المهارة والكفاءة التي اتسمت بها الأخت عائدة كونها لم تأت وليدة يوم أو شهر أو حتى عام ولكنها نتيجة جهد مضني ومشقة ومعاناة وصبر ومشاركات داخلية وخارجية ونجاحات وإخفاقات لسنوات طويلة .كنت قد التقيت بالأخت عائدة محسن الفضلي قبل أسبوعين عندما عقدت اللجنة الوطنية اجتماعها الدوري برئاسة الأخت فطومه عبد ربه حميد وكان من المفترض أن نلتقي الأستاذ محمد صالح شملان محافظ المحافظة حتى نخرج بنتائج مثمرة غير أن ذهابه إلى لودر قد حال دون ما تمنينا وعزمنا على تحديد موعد آخر للالتقاء بالمحافظ وكان من جملة القضايا التي تم طرحها للنقاش ما يتعلق بالرياضة النسوية في المحافظة .وأذكر أني قلت للأخت عائدة حينها أنني ارفض تماماً أن تمارس النساء لعبة كرة القدم فلا عاداتنا ولا تقاليدنا ولا تعاليم ديننا تسمح بذلك فكانت إجابتها إنها للصغيرات فقط وتحديداً حتى الثانية عشر فقلنا لها إذاً لماذا الجهد والمشقة والباب الذي يجيك منه الريح سده وأستريح ساعتها ارتسمت الابتسامة على تقاسيم وجهها وبدا لي وكأنها قد تفهمت الأمر وطلبت منها أن تطلعني على آخر المستجدات فيما يخص ميدان عملها فقالت أمنحيني وقتاً وسأطلعك على كل ما لدي .وكعادتي دائماُ كل يوم اخذ صحيفة 14 اكتوبر وافتح الصفحة الرياضية فوجئت يوم الأربعاء بخبر الاستقالة الذي أثار دهشتي ولا أجده الا نتاج معاناة كبيرة لم تجد الإنصاف ولا الكلمة الطيب ( والكلمة الطيبة تفلق الحجر ) إلا من رجل انغمس في دعم ومساندة رياضة المرأة منذ سنوات طويلة وعايش مشوار عائدة الفضلي منذ البدية ويعرف ماتبذله من جهد و تعب ومعاناة ومال ولم تهتم بصحتها هذا الرجل هو الصحفي الأستاذ عبدا لله قائد علي مدير ادارة الشؤون الرياضية في صحيفة 14 اكتوبر الذي استطاع أن يوجز مشوارها الرياضي في أسطر معدودة وبعبارات مؤثرة مع أني أرى إن السفينة مازالت قادرة على الإبحار ثانية إن وجد التقدير الذي يحفظ لها كرامتها ويعزز ثقتها بنفسها وتحظى بالدعم والمساندة والتكريم والاحترام لان مثل عائدة الفضلي لن تتكرر ولن تأتي واحدة افضل منها لان الرائدات قليلات ولا يتكررن ابداً الا كل قرن من الزمان . لذا اعتبر قبول استقالة الرائدة ( عائدة الفضلي ) هو قبول لوأد الرياضة النسوية التي تحظى باهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أولى رياضة المرأة جل اهتمامه ورعايته فلا تفكروا البته بقبول الاستقالة التي ستكون ادانه لكم إذا قبلتموها . وهنا أناشد قيادة المحافظة ومكتب الشباب والرياضة برفض الاستقالة جملة وتفصيلا والعمل على الجلوس مع الأستاذة عائدة الفضلي لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء الاستقالة التي اعتقد انها لم تأت من فراغ .