غضون
* عندما يقول مصدر مسؤول في الحكومة إن مكافحة الإرهاب في اليمن هي مسؤولية أجهزة الأمن فيها فهذا أمر طبيعي، أما أن يقال إن وسائل الإعلام أو الأصدقاء في أمريكا والغرب يبالغون في حجم وخطر تنظيم القاعدة الإرهابي فهذا قول غير واقعي، وهو كلام قديم لايزال يتكرر إلى الآن، وقد خدعنا أنفسنا بهذه (الكذبة المدخنة) التي تكرر الحديث عنها بالأمس في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني ان الإرهابيين خلال الأيام الماضية من شهر رمضان يفطرون بدماء ولحوم جنود ومواطنين.. ليلة يفطرون بعشرة وليلة بخمسة وليلة بأربعة.. وحسب ما تيسر.. على الأقل هناك 25 جنديا قد قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية وثلاثة مدنيين وعدد آخر من الجرحى.. هذا بالجملة في أبين وحدها أما بالتفاريق فالقتلى في مأرب ولحج والضالع كثر.. ثم هناك سياحة جففت أصولها ومنابعها واستثمار هارب والسبب الإرهاب.. فكيف يقال بعد ذلك إن هناك (تضخيماً)؟.* ثم ان مسؤولية مكافحة الإرهاب لا تقع على عاتق أجهزة الأمن وحدها.. نعم هي صاحبة المسؤولية الأساسية ولكن يجب ان تعضد بضميمة واسعة تشمل الفرد والجماعات، وأعني بالجماعات الأحزاب والمنظمات غير الحكومية بشتى توجهاتها واهتماماتها إلى جانب خطباء المساجد ورجال الدين الذين يؤمنون معنا بأن الإرهاب عدو وانه ليس من الإسلام.. وبالمناسبة هناك رجال دين سلفيون يداهنون في هذه المسألة ويقولون مثل ما نقول إن الإرهاب ليس من الإسلام ولكنهم يقدمون إسلام طالبان وإسلام القاعدة كنموذج للإسلام الصحيح.. وهؤلاء لا فائدة ترجى منهم على كثرتهم.. وقد بح صوت رئيس الجمهورية وهو يناشدهم في كل مناسبة أن يقولوا شيئا لوجه الله عن الإرهاب وعن تنظيم القاعدة، لكن دون جدوى.. وإلى الآن لم تخرج من أفواههم عبارة واحدة فيها ذكر لاسم (تنظيم القاعدة) مقرونة بالإدانة بينما يذكرون اسمه مقرونا بدفاعهم المستميت وشفقتهم على (القاعدة القاعدين في بيوتهم)!.* قبل يومين خرج علينا مصدر مسؤول يقول إن اليمن لا يمكن أن تقبل قوات أجنبية على أراضيها ومثل هذه التصريحات التي تصدر تعليقا على شائعات نحن في غنى عنها لأنها تعزز الشائعات التي تقول إن أمريكا أخرجت قواتها من العراق لكي تتوجه نحو اليمن، وان بريطانيا سوف ترسل جنودا وان الطائرات التي تحوم في السماء هي أمريكية.. فهذه كلها شائعات يصنعها الإرهابيون هنا وهناك والحمقى، وللأسف أن الصحافة تتعاطى معها بدون حذر أو تدقيق، أسوأ من ذلك أن يتعامل معها المصدر المسؤول برد غير مخطط له.الأصدقاء يعرفون جيداً مثلنا تماماً ان أي تدخل مباشر منهم في مكافحة الإرهاب في اليمن ضره أكبر من نفعه، فلا يمكن أن يتورطوا بذلك.. لكن حكومتنا يتعين عليها أن لا تترقع وتكابر حيال هذه القضية، وعليها أن تطالب بالمساعدة ليس فقط في مجال التدريب والتسليح والمعلومات بل في طلب خبراء.. فنحن لسنا أقوى من السعودية ولا أبعد عن الأصدقاء منها.. واتباع الرشيد فلاح.