المنامة / بنا :تشجع حكومة مملكة البحرين على اتباع منهج معزز ازاء تنفيذ مبادرة مدن بلا أحياء فقيرة وهو اعلان الامم المتحدة بشأن الالفية الجديدة وذلك عن طريق تحسين الاحياء الفقيرة وهو ما دأبت حكومة البحرين على تنفيذه عن طريق تحسين الاحياء الفقيرة الحالية ووضع سياسات وبرامج وطنية لتفادى نمو أحياء فقيرة فى المستقبل.ومنذ أواخر 2003 وحتى العام 2010 ستنفق حكومة البحرين ما يفوق على 4ر250 مليون دينار بحرينى فى سبيل الاسراع بانجاز قدر كبير من المشروعات الاسكانية المتعلقة منها بالبيوت والشقق والاراضى التى يفوق مجموعها أكثر من 10 ألاف وحدة سكنية موزعة على مناطق البحرين كافة.ومن أجل الانتقال للمدن ووضعية أفضل للاطفال هناك وعود تم قطعها من قبل المجتمع الدولى بالتعليم والتنمية والفرص المتساوية والسعادة والصحة الجيدة والعيش بأمان مع تأدية الحقوق والواجبات وبالتالى فان المجتمع الدولى لا يقبل أن يعيش حوالى مليار نسمة حول العالم تفتقر الى أثر التنمية الانسانية وان هذه القضية هى واحدة من المؤشرات التى تعمل عليها حكومة البحرين والتى تأمل أن تتعاون وتدفع مع المجتمع الدولى هذه الالتزامات الى الامام.وبالرغم من النجاحات التى حققتها حكومة البحرين فان هذا لا يعنى كما يقول السيد فهمى الجودر وزير الاشغال والاسكان ان التحديات قد انتهت بل ان الحكومة لا تزال تعمل على الوصول الى مستويات عالية من العيش وجودة الحياة العامة للمواطنين.وقد وضع صاحب السمو رئيس الوزراء الذى منحته الامم المتحدة جائزة الشرف للانجاز المتميز للعام 2006 فى مجال التنمية الحضرية والاسكان وضع خلال أكثر من 35 عاما من فترة توليه رئاسة الوزراء هدفا أساسيا أمامه وهو رفع المستوى المعيشى لجميع البحرينيين لتطوير ودعم التنمية الاقتصادية وتوفير البرامج الرامية للقضاء على الفقر والتخفيف منه.وفى اطار السعى الذى انتهجته وزارة الاشغال والاسكان فى شأن تطوير واعمار القرى فقد انتهت بالفعل من ثلاثة مشاريع فى الدراز وسترة والمقشع وتبلغ المساحة الكلية لهذه المشاريع 26 هكتارا استوعبت 373 قطعة سكنية و197 وحدة سكنية فكانت النتائج الطيبة من هذه المشروعات الثلاثة مشجعة للمضى فى ستة مشروعات أخرى تطوف على الشاخورة والدير وسماهيج والنبيه صالح والنويدرات وجدحفص ومشروع دار كليب الاسكانى وتبلغ مساحة المشاريع فى هذه القرى مجتمعة 1ر85 هكتارا يجرى تقسيمها الى 734 قطعة أرض و735 بيتا و559 شقة فضلا عن الوحدات السكنية فى منطقة البسيتين وحالة أبو ماهر بالمحرق.وفيما تتسارع أعمال التخطيط للمشروعات المستقبلية للوزارة فى تطوير واعمار القرى للعامين 2007 2008 لتشمل مشروعات اسكانية فى خمس مناطق جديدة وهى توبلى وجدالحاج والبلاد القديم وسترة والمالكية وحتى يتم وضع اللمسات الاخيرة على التصاميم فان المساحة التى يجرى العمل على تطويرها حاليا تبلغ 3ر64 هكتارا فى هذه القرى وستضم 666 قطعة أرض و669 بيتا و 253 شقة اسكانية.وللعام 2008 جرى تحديد أربع قرى وهى الصالحية وكرانه وجنوسان وأبو قوة وتصل المساحة الاجمالية التى ستقام عليها المشاريع الاسكانية الى 78 هكتارا سيجرى فيها تخطيط 936 قطعة أرض و780 بيتا تقريبا ريثما يتم الانتهاء تماما من التصاميم الهندسية للمناطق المذكورة.ومع زيادة وتيرة الاعمال فى البحرين وتحديث المناطق ونشوء مناطق سكنية جديدة بشكل متواصل فضل الكثير من الناس أن يغادروا المدن القديمة المكتظة الى الاحياء الجديدة الناشئة والقائمة على التخطيط الافضل وبقيت تلك البيوت عرضة للكثير من العوامل الهادمة مما خلق حالة انسانية استدعت تدخلا مباشرا وشخصيا من قبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل مملكة البحرين لسوء الاوضاع المعيشية التى يحياها هوءلاء المواطنين فى بيوت لم تعد لائقة أو قابلة للسكن من جهة ولما يمثله المكوث فيها لمدد طويلة من خطورة الانهيار الكلى أو الجزئى لعدد كبير من تلك المساكن ولكون أوضاعهم لا تسمح لهم بالاستفادة من الخدمات الاسكانية المختلفة بحسب الشروط السارية على جميع المتقدمين للانتفاع بها لتشمل بذلك أكثر الشرائح فى المجتمع ضعفا وفقرا وعوزا ككبار السن والمطلقات أو الارامل لذا فقد جرى فى العام 2003 اطلاق مكرمة ملكية تحت شعار /برنامج ترميم واعادة بناء البيوت الايلة للسقوط/ يتم تمويله من ميزانية خاصة يتم صرفها عبر الية مبتكرة لضمان سرعة الانجاز.ولريثما تنتهى عملية اعادة التشييد التى تم تحديدها مسبقا بستة شهور فان البرنامج يقتضى بمنح علاوة شهرية قدرها 100 دينار لاصحاب البيوت الداخلة فى البرنامج لتساعدهم على دفع نفقات الايجار للمساكن الموءقتة أثناء اقامتهم فيها.والتحدى الكبير الذى تواجهه الوزارة والذى نجحت فى التعامل معه هو القيام ببناء هذا العدد الكبير من المنازل فى مناطق متفرقة ومتباعدة وفى أحياء شعبية ذات تخطيط عفوى فى الغالب ويصعب فى أحيان كثيرة وصول معدات البناء الحديثة الى الموقع نظرا لضيق الطرقات مما قد يوءثر على برنامج التطبيق.فالمدينة الشمالية ستكون أولى المدن البحرينية التى تبنى على مساحة مردومة من البحر تصل الى 740 هكتارا لاستيعاب أكثر من 75 ألف نسمة وتبلغ الكلفة التقديرية لبناء هذه المدينة حوالى 7ر1 مليار دينار بحرينى لتكون مدينة متكاملة الخدمات التعليمية منها والترفيهية والتجارية والاقتصادية والادارية ومن المقرر أن تقام 15 ألف وحدة سكنية فى المدينة بمعدل 20 وحدة فى الهكتار الواحد مع مراعاة الجانب البيئى فى مسألة الردم وتأسيس مساحات بيئية مصغرة من خلال التخضير والتشجير الذى سيجرى فى الجزيرة وعلى مستويات عدة اذ ستتألف من بساتين النخيل ومنطقة اقتصادية وواجهة بحرية.والمدينة الشمالية صممت لتشمل 9 جزر رئيسية مرتبطة ببعضها بعضا من خلال شبكة من الجسور والطرقات التى تسهل الوصول اليها بالاضافة الى القنوات البحرية التى ستسمح بمرور القوارب وسفن الصيد المملوكة للاهالى من والى المدينة عند اكتمالها اذ وضع فى الاعتبار مراعاة وتطوير المهن والهوايات التى يمارسها سكان المنطقة المراد انتقالهم الى هذه المدينة والمرتبط جزء مهم منها بالبحر كما صممت لتكون نسيجا عمرانيا متكاملا ومرتبطا بالارض والتراث البحرينى ليكون منسجما مع طبيعة الناس وقريبا من الذائقة البحرينية العامة.ومما ستتضمنه المدينة الشمالية جامعة وعدد من المدارس بمختلف المستويات الدراسية ومستشفى ومركز للتأهيل واستاد رياضى وعدد من الاندية والمراكز الدينية ومتحف علمى ومركز للبيئة البحرية الى جانب مركز للحرف اليدوية لدعم المهارات التقليدية بالاضافة الى الصالات المتعددة الاغراض والمتنزهات العامة والمناظر الطبيعية المطلة على البحر اذ تم التركيز على امكانية الوصول الى البحر ورؤءيته بأقصر الطرق وفى أقل وقت ممكن مما يتيح أفقا مفتوحا ومريحا لساكنى المدينة والعاملين فيها والمترددين عليها.وقد روعى فى التصاميم مناسبتها للاسر البحرينية الشابة وملبية لاحتياجاتها وتم استحداث أنماط جديدة للوحدات السكنية لم يتم استخدامها من قبل فى المشاريع الاسكانية فى البحرين.وتبدو اليوم حكومة مملكة البحرين فى سعيها الى انجاز أكبر قدر من المشاريع الاسكانية ضمن الامكانيات المالية والجغرافية الموجودة وبحسب الاولويات لبرنامجها قد أعطت للموضوع الاسكانى مساحة واسعة ودرجة عالية فى الاولويات التى تنتهجها والتى لا تقل عن أولويات أخرى فى الشوءون الحياتية التى جعلت البحرين تتبوأ المكانة الاولى عربيا لعدد متتال من السنوات فى تقارير التنمية البشرية لكون الانسان هو أثمن ما تملك لانه مقدمة حلم الوطن بتنمية مستدامة لذا فهى تبحث عن مدن جديدة دون أحياء فقيرة.
البحرين تنفذ مشروع "مدن بلا أحياء فقيرة "
أخبار متعلقة