طهران تتمسك ببرنامجها وموسكو ترفض الحل العسكري
طهران/ عواصم/رويترز/ وكالات:أعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أمس الاربعاء أن استخدام القوة لن يحل المواجهة القائمة مع إيران حول برنامجها النووي.ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله بعد يوم من إعلان إيران تخصيب اليورانيوم لاول مرة "اذا وجدت خطط في هذا الصدد فهي لن تكون قادرة على حل هذه المشكلة. بل على العكس يمكن أن تحدث أزمة متفجرة خطيرة في الشرق الاوسط الذي لديه ما يكفي من الازمات."وكان يتحدث بعد يوم من اعلان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أن ايران أنتجت اليورانيوم المخصب اللازم لصنع الوقود النووي لاول مرة مما دفع واشنطن الى تحذير ايران. تصاعدت التوترات بشأن برنامج طهران النووي في الشهور الاخيرة وقالت الامم المتحدة ان على ايران وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم وهي عملية تعتقد الدول الغربية أن طهران تريد اتقانها حتى يمكنها صنع أسلحة نووية.وناشدت وزارة الخارجية الروسية في بيان في وقت سابق أمس الاربعاء طهران وقف أنشطة التخصيب.وتعارض روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي اللجوء الى فرض عقوبات على ايران التي تنفي السعي لصنع أسلحة نووية.ولكن لافروف لم يكرر أمس الاربعاء معارضته للعقوبات وقال فقط انه لا يريد التسرع في الاستنتاجات عن الخطوة التالية التي يتعين على المجتمع الدولي القيام بها.ونقل عنه قوله "لن أتسرع في أي استنتاجات لان المشاعر عادة ما تكون مناهضة بشدة للبرنامج النووي الايراني."وقالت الولايات المتحدة انه اذا واصلت إيران التحرك في "الطريق الخاطيء" فانها ستبحث الخطوات التالية مع مجلس الامن الدولي الذي يمكنه ان يفرض عقوبات.وهذا الاسبوع نفي الرئيس الامريكي جورج بوش تقارير صحفية عن خطط لضرب ايران ووصفها بانها " تكهنات بلا اساس" واضاف انه ربما لن تكون هناك حاجة لاستخدام القوة لكبح الطموحات النووية لايران.ولكن مسؤولا ايرانيا كبيرا طلب عدم نشر اسمه قال معلقا على طلب روسيا بوقف الانشطة النووية الايرانية إن "الانشطة الانووية الايرانية مثل شلال بدأ يتدفق. لا يمكن وقفه."وابدت الدول الاوروبية قلقها من اعلان احمدي نجاد انضمامها لنادي التكنولوجيا النووية.واعربت المانيا عن "قلقها البالغ" وقالت ان ايران تتجه نحو عزل نفسها.طهران لتجميد برنامجها النووي انصياعا لمطالب مجلس الامن الدولي.وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان اعلان ايران تخصيب اليورانيوم يثير القلق ودعا طهران لوقف "انشطتها الخطيرة."وابدى الاتحاد الاوروبي مخاوفه وقالت ايما اودوين المتحدثة باسم بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية "انه أمر يدعو للاسف...سنواصل السعي لحل دبلوماسي ولكن مثل هذه التصريحات لا تساعد."وطلب المجلس من ايران وقف جميع الانشطة النووية الحساسة ويوم 29 مارس طلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع تقرير بشأن التزام ايران خلال 30 يوما.ومن المتوقع ان يزور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران اليوم الخميس للسعي الى تعاون ايران الكامل مع المجلس ومع مطالب الوكالة.وتنامي القلق الدولي ازاء البرنامج النووي الايران حين دعا الرئيس احمدي نجاد في العام الماضي لمحو اسرائيل من على الخريطة . واتسم رد فعل اسرائيل على الاعلان الايراني الاخير بالحذر حيث قالت انه بالرغم من أن هذا يمثل تهديدا لها فان الدبلوماسية هي السبيل الامثل.وقال شمعون بيريس السياسي المخضرم للاذاعة الاسرائيلية "وضعت الولايات المتحدة هذه القضية على رأس أجندتها. انني لا أنصح بأن نشارك (في هذه القضية").وتعهدت الولايات المتحدة بحماية اسرائيل التي قصفت منشأة نووية عراقية في عام 1981.وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها غير قادرة على تأكيد اعلان ايران وقال بعض الخبراء انه حتى اذا كانت تأكيدات طهران دقيقة فان الامر سيحتاج سنوات قبل ان تتمكن الجمهورية الاسلامية من انتاج سلاح نووي.وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان اعلان أحمدي نجاد اعطى "مزيدا من الثقل للمجتمع الدولي للتحرك بطريقة منسقة" لكن مازال من غير الواضح ما اذا كانت روسيا والصين اللتان تتمعان بحق النقض في مجلس الامن ستتخليان عن معارضتهما للعقوبات.وقال احمدي نجاد في خطاب تلفزيوني يوم الثلاثاء "انني أعلن رسميا انضمامايران الى تلك المجموعة من البلدان التي تمتلك التكنولوجيا النووية."واضاف ان هدف ايران التخصيب على مستوى صناعي.ومستوى التخصيب الذي تحتاجه لبدء التفاعل النووي المتسلسل لتفجير قنابل أعلى بكثير من نسبة 3.5 في المئة التي تقول ايران انها توصلت اليها.وتحتاج ايران الى عدة سنوات لانتاج كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة واحدة بالمعدل الذي لديها حاليا ويبلغ 164 مضخة طرد مركزي. لكن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها ستبدأ في تركيب 3000 مضخة طرد مركزي في وقت لاحق هذا العام وهو ما يكفي لانتاج مواد لرأس حربي في العام.وقد تمسكت طهران بمواصلة برنامجها النووي في مواجهة ضغوط دولية تصاعدت عقب إعلان نجاح الإيرانيين في تخصيب اليورانيوم. وقال الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني في تصريحات نشرت أمس الاربعاء ان طهران ستضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وعددها الحالي 164 في اطار المرحلة التالية من برنامجها النووي.وقال رفسنجاني لصحيفة الرأي العام الكويتية "ان خطواتنا التالية هي أن نضيف مركزا اخر يحتوي 164 جهازا (للطرد المركزي) ونقوم بربطها بالاجهزة السابقة لأجل زيادة الطاقة الانتاجية وليتحول هذا المركز الى مركز صناعي واسع.وتابع قائلا "ولكن في المرحلة الراهنة فان المركز هو على مستوى القضايا المختبرية والابحاث" غير أنه لم يحدد جدولا زمنيا لخطط التوسع.وقال رفسنجاني ان التوصل الى حل سلمي للشقاق النووي الايراني مع الغرب ما زال ممكنا.وأضاف "ان هذه القضية أصبحت قضية صعبة ومعقدة وتحولت من قضية اقليمية الى قضية دولية لا سيما أنها وجدت لها موضع قدم في مجلس الامن الدولي."واستطرد قائلا "لكن اذا كان هؤلاء صادقين ويسعون لبناء الثقة فانه يمكن تسوية الامور بيسر فنحن على استعداد لازالة هواجسهم وتوفير عوامل الثقة وتأكيد سلمية أنشطتنا اما اذا كانوا يتابعون الذرائع ويحاولون الضغط علينا من خلال أنشطتنا النووية فان الامور ستصبح صعبة وشائكة للجميع وليس لايران وحدها." من جانبه أعلن محمد سعيد نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده تعتبر عمليات تخصيب بداية أساسية للانتقال إلى مرحلة إنتاج صناعي.كما أكد رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز أن الغرب لا يمكنه وقف برنامج بلاده المتطور، وقال إن الإيرانيين قادرون على إقامة مئات مصانع تحويل اليورانيوم وآلاف أجهزة الطرد المركزي. واعتبر أن الغرب في ضوء ذلك "مجبر على أن يمد لنا يد الصداقة".