أحمد درعانيجد البعض أنفسهم أمام لغة جديدة في عالمنا الموسيقي...حتى الآن لا نعرف ما هي الآلية التي يتم بواسطتها خلق تلك اللغة..مستبعدين عن كثير من التفسيرات والنظريات التي تكاد تكون اضمحلت أو انمحت من ذاكراتهم..حيث يبدو من الأهمية الحديث حول ذلك بسبب تخصصاتهم أولاً ثم الماما تهم المختلفة الأخرى ثانياً وفي حقيقة الأمر وبجمال موسيقي آخر ما أراهم إلا علامة استفهام جديدة في عالم الموسيقى.،فالعلوم الطبيعية مبنية على القواعد الرياضية ووظيفتها كما هو في الموسيقى ترتيب وتعاقب الأصوات المختلفة بالدرجة(المؤتلفه)=(التاليف)المناسبة/ المناسب بحيث تركب منها الحان موسيقية ومن ثم القيام بما يُلزم من صياغة لتلك الألحان...من موازين وضروب أو حُليات تكسبها لذة وحلاوة عند سماعها اصطلاحاً(علماً وفناً)ذاك هو الأول في الموسيقى وينحصر الثاني وهو الفن في العزف كان أم غناء.،وللموسيقى أوزان زمنية تجعل اللحن جملاً متساوية في أزمنتها وأن اختلفت في أنغامها وبها يمكن القول أنها تتكون من عنصرين أساسين(1- الصوت 2- الزمن)وهما في الأخير اللحن الإيقاع ولذلك نجد أن الصوت علم خاص يدخل في الكثير من المجالات ففي عرف الطبيعة هو موضوع دراسة لأصوات عامة وما يحدثه من اهتزازات في الأجسام المرنة أما في عرف الموسيقيين فموضوعه دراسة الأصوات التي تقبلها الأذان..لذا فهو ظاهرة طبيعية يمكن إدراكها بواسطة السمع وينشئ عنه اهتزازات في دقائق الأجسام صلبة كانت لا وسائله أو غازية ينقله إلى الأذُُن وصولاً إلى المخ ثم تموج ينشئ عن تلك الاهتزازات وهي مادة كالهواء أو أي وسط آخر مرن،وبإمكاننا استيعاب مجموعة كبيرة من الأصوات المختلفة..ولكن ليست كل هذه الأصوات موسيقية..أي لا تستخدم كلها في الموسيقى كما باستطاعتنا التمييز بين الصوت الموسيقي والغير موسيقي أي(الصوت المزعج)والأخير يمكن تمييزه بسهوله فهو ليست له درجة مضبوطة..مثلاً انكسار شيء ما على شيءٍ ما آخر كالرعد أو الزلازل..الخ..وهنا ما يُؤكد أن الصوت أو النغمة عبارة عن صوت ترتاح لسماعه الأُذن وله قيمة موسيقية يمكن تقديرها وتنتج عن اهتزاز مُنتظمة،وللصوت درجات أو مراتب نغمية تميزها الأُذن من ناحية الحدة والغلط فيقال للأولى مرتفعة والثانية منخفضة الدرجة حيث تتناسب درجة النغمة مع عدد الاهتزازات في الثانية الواحدة فكلما زاد عددها كلما ارتفعت درجة النغمة وكُلما قل عددها كُلما أنخفظت درجتها وهذا ما جعل علما الموسيقى على انتصاب صوت يُعني من بين الأصوات الموسيقية ليكون مقياساً للدرجة وهذا الصوت هو نغمة(لا)(la)وذلك لأن عدد اهتزازات هذه النغمة(440)اهتزازة مُزدوجة في الثانية الواحدة أما الاهتزازات التي تدركها الأُذن تختلف ما بين 16- 3800 ذبذبة في الثانية الواحدة ويتألف من تلك الاهتزازات ما لا يحصى من الأصوات غير أن العدد الكبير منها ليست أصواتً موسيقية إذاً لا تستطيع الأُذن منها إلا ما كان عدد اهتزازاته محصوراً ما بين(40 ـ 4000)ذبذبة في الثانية الواحدة ومقدار هذه الأصوات حوالي سبع طبقات(دواوين)فإذا حدث صوت في الهواء فإن الموجات الصوتية تنتشر في الطبقات الهوائية المحيطة بمصدر الصوت من جميع الجهات على شكل كُرات مركزها ذلك المصدر وكلما زادت المسافة عن مصدر الصوت أضعفت تأثيره في الأُذن ويقال في حينه إن شدة وقعه أخذت في النُقصان حيث تتناسب الشدة تناسباً عكسياً مع مربع المسافة بالنسبة لشدة وقعة أكان شديداً أو ليناً..كما يمكننا معرفة أنواع الصوت وهو ما يميزه من أصوات متحدة معه في الدرجة فمثلاً إذا سمعنا عدة أصوات درجاتها واحدة من مصادر مختلفة أحدهما صدر من آلة ناي والآخر من آله عود والثاني من آله كمان والثالث من بيانو والرابع من جيتار والخامس من مُغن فيمكن التمييز بينهما بسهولة فيقال أن تلك الأصوات مختلفة في النوع أو اللون ولكنها متحدة في الدرجة..وأخيراً وليس بآخر فالموسيقى العالمية تتكون من سبع نغمات فقط وتسمى بالنغمات الأساسية تكرار نفسها صعوداً وهبوطاً في درجات مختلفة..من الحدة والغلط..مكونه عدة طبقات موسيقية مختلفة وللأسف الشديد هناك من يحاصر نفسه ويضيف به صدره في تقدير وتحليل النغمة الموسيقية وذلك بإعطاء تفاصيل خاطئة عن الأنغام والألحان كطفل صغير حائر ومدلل يشعر بلذة أخطائه مسبباً الكثير من الظلم والعذاب للآخرين فيبقى أمام أشكاله هذا أو لغته هذه بجرأةٍ لا يحسد عليها.
|
ثقافة
الصوت في حياتنا الموسيقية
أخبار متعلقة