وزير النفط خلال لقائه بالصحفيين:
صنعاء / سبأ:أكد وزير النفط والمعادن خالد محفوظ بحاح أن خطاب رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي كان توضيحيا ولم يكن استباقيا لجرعة قادمة تعتزم الحكومة تنفيذها كما فهمه بعض النواب . وقال خلال لقائه بالصحفيين امس أن الحكومة لا تعتزم بأي حال من الأحوال رفع أسعار المشتقات النفطية خلال العام 2008م .، مبينا أنه لن يكون هناك أي زيادات سعرية رغم أن بعض دول الجوار كالأردن وغيرها اعتمدت زيادة سعرية بنسب تجاوزت الـ 70 بالمئة . وأشار وزير النفط والمعادن إلى أن رفع أسعار المشتقات النفطية يجب أن تسبقه حزمة متكاملة مستقبلية من الإصلاحات ومنها رفع المستوى المعيشي للمواطن، بحيث تدرس هذه الحزمة بشكلعلمي وتقدم بشكل مرضي إلى الحكومة ومجلس النواب حتى يتسنى للمواطن البسيط الاستفادة من الدعم المقدم لهذه المشتقات. وأكد أن الضغوط الاقتصادية التي تواجهها البلاد المتمثلة بتراجع كمية إنتاج البترول وانخفاض عائداتها وتدني معدلات النمو الاقتصادي تحتم على الحكومة إعادة دراسة الهيكلة العامةللميزانية وتوزيع الموارد المراد تخصيصها للدعم والاستثمار وخدمة العملية التنموية في البلاد . وقال إن آلية دعم المشتقات النفطية بحاجة إلى إصلاح من خلال دعم وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية والبرامج الموجهة نحو الفقراء ونحو التنمية الريفية وزيادة الطاقة الكهربائيةوتوسيع خدمات التعليم والصحة في المناطق الريفية، لافتا إلى انه من المتوقع أن يكون الأثر الاقتصادي والاجتماعي كبيرا الأمر الذي سيعزز استدامة النمو الاقتصادي ويجعل إمكانية تخفيض الفقر بنسبة أكبر بما من شأنه الاقتراب من تحقيق أهداف الألفية في جانب التصدي لظاهرة الفقر.كما أشار إلى أن الحكومة بادرت إلى إشراك جميع الجهات ومن ضمنها البرلمان في رسم جميع السياسات الحكومية بهدف الخروج ببرامج عملية مستقبلية بحيث يوجه الدعم الحكومي للمشتقات النفطية المقدر بـ 600 مليار ريال إلى التنمية والاستثمار المستقبلي من خلال دعم شريحة معينة لا تتجاوز الـ 20 بالمئة من الفقراء خاصة فقراء الريف، إضافة إلى طبقة المزارعين والطبقات الأخرى وليس 100 بالمائة من السكان كما هو حاصل الآن .. ولفت إلى أن تدارس ذلك الواقع يقع على عاتق الكثير من الجهات سواء كانت سياسية أو حكومية لأن القرار المتخذ هو لمصلحة بلد وليس لمصلحة حزب أو حكومة . ودعا إلى عدم الخلط بين عمل الوزارة المهني وبين السياسة، منوها بان وزارة النفط ليست ملك حزب اوجهة معينة بقدر ما هي ملك وطن وان المزايدات السياسية التي تفضي إلى عرقلة عملية الاستثمار خاصة في القطاع البترولي والمعدني يدفع نتائجه الوطن بالكامل. وأعرب الوزير بحاح عن أمله في أن يتعامل الجميع مع وزارة النفط والمعادن بعقلية منفتحة ورؤى اقتصادية علمية لا تحمل معها أي شوائب في إطار المماحكات السياسية. وأبدى استعداد الوزارة للرد عن اي استفسارات من قبل أعضاء مجلس النواب عن الإنتاج والتصدير ونتائج الكشوفات والمسوحات النفطية والمعدنية التي تنفذها الوزارة، مشيرا إلى وجود نضج كبير لدى غالبية النواب في التعاطي مع الاتفاقيات البترولية وهو شيء مشجع للمستقبل . وقال ان اليمن عندما انضمت إلى مبادرة الشفافية الدولية، قامت بتشكيل لجنة خاصة بذلك وحرصت على دعوة جميع منظمات المجتمع المدني دون استثناء وكذا دعوة مجلس النواب والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لترشيح أعضاء من قبلها للانضمام لعضوية تلك اللجنة، وذلك لضمان حيادية اللجنة حتى تتمكن من أداء واجبها الرقابي على عملية الإنتاج والتصدير بكل شفافية حفاظا على المال العام والمصلحة الوطنية من أي عبث. وأشار الوزير بحاح إلى أن تهريب مادة الديزل يأتي نتيجة سعر الزهيد لهذة المشتقات مقارنة مع دول الجوار وهو ما شجع على تهريبها إلى مناطق القرن الأفريقي.. مؤكدا أن الحكومة لن تعاقب المواطن بزيادة الأسعار من أجل مكافحة التهريب. على صعيد آخر أكد وزير النفط والمعادن أن مشروع الغاز المسال الذي تتجاوز كلفته الاستثمارية أربعة مليارات دولار سوف ينجز في موعده المحدد رغم كل التحديات التي يواجهها المشروع خاصة في عملية ربط خط الأنبوب .. مبينا أن العراقيل والإرباكات التي رافقت تنفيذ المشروع الذي يمر بمناطق وعرة وقبلية، دفعت الوزارة إلى تعويض عدد من المقاولين بما يقارب 49 مليون دولار لكل التوقيفات التي حدثت، حرصا منها على إيجاد تسوية عادلة، حتى لا يتأخر المشروع لعام آخر وتجنبا لتعرض الحكومة لغرامات أخرى من قبل من سيتم إمدادهم بالغاز ابتداء من العام 2009م وفقا للاتفاقيات المبرمة معهم . إلى ذلك توقع وزير النفط والمعادن صدور الحكم في قضية طلب التعويض المرفوعة من قبل شركة هنت خلال النصف الأول من العام الجاري.. منوها إلى أن القضية مازالت قائمة في المحاكم الدولية خاصة بباريس .