ربما يبدو المنظر محرجا في قمة شرم الشيخ حيث جلس الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبالة رئيس وزراء إسرائيل أيهود اولمرت. لكن المنظر الفضيحة جلوس ممثلي حماس مع مسؤولين إسرائيليين يفاوضونهم على تقديم خدمات الكهرباء والغاز والماء إلى قطاع غزة الذي أصبح تحت سيطرة حماس بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية.أمر مثير للسخرية حقا، ولا أقول الاستغراب لأن ما فعلته حماس من قتل وسلب وأهم من ذلك فصل غزة عن الضفة الغربية وشق الصف الفلسطيني، أكثر غرابة من جلوسهم مع العدو. ما شاهده العالم في الأيام الماضية ان حماس التي تعيّر الرئيس عباس بالتعامل مع الإسرائيليين ورفضه التفاوض مع حماس هي التي ارتكبت خيانتين أعظم من ذلك. الأولى انقلابها على السلطة بعد أن حماها الرئيس عباس، ورفض حلها، وأصر على التعامل معها رغم المسيرة الصعبة من الشقاق مع قيادات فتح. الخيانة الثانية إن حماس باشرت الاتصال بالأجهزة الإسرائيلية من اجل تقديم الخدمات الضرورية لقطاع غزة مؤكدة أن اتصالها الخدماتي لن يشوبه اتصال سياسي. الاتصال بإسرائيل والتعامل معها في حقيقة الأمر شيء واحد مهما نمقت كلماته. بل إن تفاوض حماس مع الإسرائيليين لأغراض خدماتية يخدم هدف الدولة اليهودية التي استمرت تطرح منذ زمن المفاوضات الأولى بأنها مستعدة للتفاهم مع «المواطنين الفلسطينيين» من اجل تقديم حاجاتهم المحلية، وترفض الاعتراف بهم سياسيا، وكانت تفضل التفاوض مع الحكومات العربية فقط. ما فعلته حماس عمليا هو الاعتراف بسلطة إسرائيل عليها بعد أن انقلبت على السلطة الفلسطينية التي جاءت بها إلى الحكم يوم أدخلتها في العملية الديمقراطية. ما فعلته حماس أنها تفاوضت مع الإسرائيليين، لا أي جنسية أخرى، بلا وسطاء عرب آو أجانب. ظلت تخدع العرب بأنها ضد الاعتراف بسلطة إسرائيل واليوم تتبضع منها وتتواصل معها وتدفع لها بالشيكل، وتوقع الاتفاقات معها، فهل هذه حماس التي تسمي نفسها حركة المقاومة الإسلامية أم انه الدجل السياسي.وسنرى خلال الأشهر المقبلة المزيد من اتصالات حماس مع إسرائيل والتفاوض حول قضايا أسراها، ومعابر القطاع، وتنقلات مسؤوليها. بل ستسمعون خلال الفترة القصيرة المقبلة موافقة حماس على منح إسرائيل حق الإشراف وتوقيع عقود استخراج الغاز الطبيعي من بحر غزة، المخزون الذي يقدر بنحو مليار قدم مكعب.ومن اجل أن تحول قيادات حماس الأنظار عن اتصالاتها مع الإسرائيليين وجهت نيرانها الدعائية صوب مشهد شرم الشيخ الذي لم يصل في خطئه خطيئة مشهد غزة من قتل وسلب وطعن للقضية.[c1]نقلا عن صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية[/c]
أخيرا تعاملت حماس مع إسرائيل
أخبار متعلقة