الدول الغربية تطالب بتحقيق مستقل وأمريكا تسحب تهنئتها بفوز الرئيس
امراة كينية مندهشه من القتال بين القبائل
نيروبي/عواصم/14 أكتوبر/رويترز/وكالات:ارتفعت حصيلة القتلى في كينيا إلى أكثر من 300 شخص منذ اندلاع الاضطرابات وأعمال العنف، التي تلت إعلان فوز الرئيس مواي كيباكي بولاية جديدة، مثيرة مخاوف المجتمع الدولي بشأن مستقبل بلد كان ينعم بالاستقرار.فقد أعلنت مصادر في الشرطة وفي مشرحة كيسومو غرب كينيا أمس الثلاثاء، عن العثور على جثث 66 شخصا على الأقل بعد ليلة جديدة من أعمال الشغب والمواجهات الاثنية.وأعلن موظف في مشرحة كيسومو طلب عدم كشف اسمه «نقلت 48 جثة, ثلاث منها لأطفال, تحمل 44 منها جروحا حديثة بالرصاص وأربع لأشخاص ضربوا بساطور». وظهرت السواطير كذلك في مومباسا، ثانية كبرى المدن الكينية، خلال مواجهات قبلية أدت لمقتل 9 أشخاص. وقال ضابط في شرطة مومباسا «تأكد مقتل ستة أشخاص بالسواطير خلال مواجهات هنا في شانغاموي», احد أحياء المدينة الساحلية. ودارت المواجهات بين أفراد من قبائل كيكويو, كبرى قبائل البلاد, الذين كانوا يدافعون عن ممتلكاتهم التي هاجمها مثيرو شغب من قبائل ليوو، الثانية في البلاد. وتسهم الخصومة التقليدية بين القبيلتين اللتين ينتمي إليهما كيباكي واودينغا في تغذية أعمال العنف بالبلاد، إذ ينتمي كيباكي إلى قبائل كيكويو, الأكثر عددا في البلاد والمتمركزة حول جبل كينيا في الإقليم الأوسط في حين ينتمي اودينغا, الذي يتهم رئيس الدولة بالتزوير لإعادة انتخابه, إلى قبائل ليوو الثانية من حيث العدد والتي تتمركز حول ضفاف بحيرة فيكتوريا. وكيسومو هي ثالث المدن الكينية، ومعقل زعيم المعارضة رايلا اودينغا الذي رفض فوز الرئيس الحالي مواي كيباكي في الانتخابات التي جرت في 27 ديسمبر. أما مومباسا، والتي تُعد موقعا سياحيا مهما بسبب شواطئها الخلابة، فقد كانت بمنأى عن حوادث الشغب التي اندلعت بعد 27 ديسمبر 2007.وكان زعيم المعارضة المرشح الذي لم يحالفه الحظ اودينغا اتهم كيباكي بتزوير ثلاثمائة ألف صوت على الأقل. وأعلن رسميا ان الفارق بين المرشحين هو 231728 صوتا. لكن فريق الرئيس كيباكي نفى أي عمليات تزوير متهما في المقابل المعارضة بالتزوير.من جهتها، طلبت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي إلى الانتخابات العامة الكينية أمس الثلاثاء إجراء تحقيق مستقل حول نتائج الانتخابات التي فجّرت أعمال العنف بالبلاد. وقال رئيس بعثة المراقبة الأوروبية الكسندر غراف لامبسدورف في مؤتمر صحافي «نعتبر من الضروري إجراء تحقيق محايد حول صحة نتائج الانتخابات الرئاسية ونشر نتائج جميع مراكز التصويت من اجل إجراء تحقيق مستقل».وأضاف ان «الانتخابات العامة في جمهورية كينيا لم تحترم المعايير الدولية والإقليمية لانتخابات ديمقراطية», مكررا انتقادات الاتحاد الأوروبي حول مصداقية عمليات فرز الأصوات خصوصا.وكانت الولايات المتحدة أعربت عن «قلقها الشديد» إزاء مسار الانتخابات الرئاسية في كينيا, وسحبت التهنئة التي كانت وجهتها إلى الرئيس مواي كيباكي حسب ما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية.وقد امتلأت شوارع كينيا أمس الثلاثاء بالجثث والأنقاض في الوقت الذي تمارس فيه قوى غربية ضغوطا على الرئيس مواي كيباكي للتحقيق في انتخابات متنازع عليها سببت أياما من أعمال الشغب العنيفة. ويقول شهود عيان إن أغلب الضحايا سقطوا نتيجة إطلاق الشرطة الرصاص على المحتجين مما أشعل اتهامات بأن أكثر دول المنطقة استقرارا تحولت إلى «دولة بوليسية». وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون العنف وحث قوات الأمن على التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس. ودعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق مستقل فيما قامت به الشرطة من قتل. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان «على الحكومة ضمان التزام قواتها الأمنية بالمعايير الدولية فيما يتعلق باستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين.» وفي رسالة وجهها الرئيس كيباكي في العام الجديد حث على المصالحة. ومع بقاء عدد أكبر من السكان داخل منازلهم خشية العنف حدث نقص في إمدادات الغذاء والوقود والمياه. وقالت الحكومة إنها لن تعلن حالة الطوارئ أو أي حظر للتجول.