المغرب /متابعات:رغم تشبث المغاربة خاصة جيل الشباب بمظاهر الحياة العصرية إلا أنهم يفضلون في المناسبات الدينية والرسمية والأعياد اللباس التقليدي وأبرزه الجلباب الذي يلبس في الشارع أو ما يطلق عليه المغاربة اسم “الجلابة” حتى إن الفتيات اللواتي يرتدين ملابس مثيرة يفضلن “الجلابة” في رمضان.وتقول حفيظة (32 عاما) وتعمل بائعة في محل للجلابة “الناس في رمضان سواء الرجال أم النساء يفضلون اللباس التقليدي لأنه محتشم وبسيط وجميل في نفس الوقت.»وتضيف أن الإقبال “يزداد أكثر في المناسبات الدينية خاصة رمضان حيث تفضل النساء لبسه للخروج في النهار من أجل الشراء أو حتى التوجه إلى أماكن العمل كما يعتبر مثاليا لأداء الصلوات خاصة في الليل كما هو الشأن بالنسبة لصلاة التراويح أو التهجد.»وتتابع حفيظة “يصعب أحيانا توفير الطلبات أمام كثرة العرض، والطلب هذه السنة أقل بسبب ارتفاع الأسعار واهتمام الأسر المغربية بتحمل نفقات رمضان الذي يصادف فترة دخول المدارس وما تتطلبه من نفقات ثقيلة على الأسر المغربية المتوسطة ومحدودة الدخل.وتبيع حفيظة في محل شعبي لبيع “الجلابة” حيث تقتني منها الفئات ذات الدخل المتوسط أو المحدود.جلابة شهر رمضانأما الجلابة المصنوعة بطريقة تقليدية محضة أي مخاطة ومطرزة باليد مع استعمال نوعية قماش جيدة وراقية فسعرها أغلى وتنجز حسب الطلب.وفي هذا السياق ، تقول عائشة م. (42 عاما) ـ وقد أتت وبرفقتها ابنتها لشراء “جلابة” جديدة بمناسبة قدوم شهر رمضانـ “في الحقيقة لدي ما يكفي من الجلابيب في البيت لكنني تعودت على شراء جلباب جديد في كل رمضان وهو تقليد اتبعه وأتشبث به تماما كتشبت الأطفال بلباس جديد في عيد الفطر.»ويصبح مظهرا عاديا أن تلبس الفتاة العصرية التي تتبع آخر صيحات الموضة وتميل في لباسها إلى التبرج الجلابة في رمضان ليس كمظهر من مظاهر “ النفاق الاجتماعي” كما يحلو لعدد من الشبان خاصة الذكور الوصف لكن كما في حالة ليلى من باب “احترام المشاعر والتقوى في رمضان.»وتقول ليلى العرايشي (27 عاما) وهي موظفة بالقطاع الخاص تحرص على ملاحقة صيحات الموضة واللباس العصري الأنيق والمثير “في رمضان أفضل الجلابة وأحرص على اقتناء أكثر من واحدة للتغيير كما أنتقيها بعناية بحيث تكون أنيقة وبسيطة وعصرية.»وتضيف “أغتنم فرصة تساهل الناس في رمضان مع الموظفة التي تأتي إلى العمل بالجلابة لأريح نفسي من عناء التنسيق واختيار الملابس كل صباح قبل التوجه إلى العمل.” وتقول إن “لباس الجلابة بسيط وسهل لا يتطلب عناء.»وتتكون الجلابة عادة من قطعة واحدة طويلة أو قطعتين جلابة قصيرة على شكل قميص وسروال يناسبها من نفس القماش وطريقة الخياطة.ويعتبر الشكل الأخير من إبداع جيل الشباب من المصممين إلى جانب أشكال أخرى تسعى للبساطة والاستجابة لمعايير اللباس العصري.شهر الوقار والاحتراموعن سر إقبال النساء أكثر على الجلابة في رمضان يرجع ذلك حسب قول ناديا إلى “أن رمضان شهر الوقار والصلاة والعبادات والجلابة باعتبارها لباسا محتشما تناسب الفتاة التي تميل في هذا الشهر إلى التقوى أكثر وتخجل من الخروج إلى الشارع بملابس مثيرة.»وتقول أسماء س. (24 عاما) “في الأيام العادية لا ألبس الجلابة أبدا لكن في رمضان يحدث أن ألبسها من حين لآخر لأن الناس يتساهلون أكثر مع الفتاة العصرية التي تلبس الجلباب ويعرفون أن هذا الشهر تطغى عليه التقاليد سواء في اللباس أم الأكل.»غير أن أحمد ب. (38 عاما) وهو موظف في القطاع الخاص لا يرى فرقا أن تلبس الفتاة أو المرأة لباسا تقليديا في رمضان أو لاتلبسه “المهم أن يكون لباسا محترما تنطبق هذه القاعدة طوال العام وليس فقط في رمضان.»ويضيف “ليس من منظور ديني أو أخلاقي فحسب ولكن لأن لباس العري أصبح مبتذلا ويشوه أكثر مما يثير حتى بالنسبة للأوروبيين لذلك أظن أن العديد من الشبان ينجذبون أكثر إلى التي تلبس لباسا محترما أكثر من التي شبه عارية.»
|
ومجتمع
سر إقبال مغربيات على الجلباب عن الملابس المثيرة في رمضان
أخبار متعلقة