صباح الخير
* هذا العام 2007م كان الاحتفال بعيد الحب والذي يصادف الرابع عشر من شباط (فبراير ) كان بالنسبة لي واعتقد أنه عند كثير من الناس مختلفاً في طقوسه التقليدية التي لا تخرج عن دائرة تبادل التهاني المعطرة بالحب المصحوبة بهدية رمزية أجملها كما أرى هي وردة لونها أحمر _ إشارة إلى رمز المناسبة – حيث تعود هذه المناسبة إلى العام 270م ومصدرها كما تقول الحكاية التي سمعتها أول مرة أحتفل بالمناسبة في عاصمة أجمل بلدان الأرض ( القاهرة ) عام 1973م ، تقول : ( إن عيد الحب هو احتفالية لتخليد رجل الدين القسيس / فالنتاين ، الذي تحدى الإمبراطور الروماني / كلاوديس الثاني ، في رفضه أوأمر الإمبراطور بمنع الحب أو الزواج بين الناس في الإمبراطورية .. فسجنه الإمبراطور وفي السجن تعرف القسيس / فالنتاين إلى ابنة أحد الحراس الذين كلفوا بحراسته في السجن ، فعلم الإمبراطور بذلك فأمر بإعدام / فالنتاين ، ونفذ الإعدام في الرابع عشر من شباط ( فبراير 270م) وثار الشعب وسقط الإمبراطور وعاد الناس إلى ممارسة الحب وحقهم في الحياة بالزواج .. وتخليداً للقسيس وتحديه الإمبراطور الذي حرم الناس من ممارسة الحب الذي شرعه الله لعباده .. وفيه تتسع الدنيا في قلوب الناس .. وتروى الزهور والورود برحيق القلب وقطرات العين .. تقول الحكاية – التي لا استطيع الجزم بأنها حقيقية أم لا .. فانا سمعتها في القاهرة كما يسمعها الاحزون – أنه تقرر تخليد هذا التاريخ ونعته بعيد الحب . * قرأت كثيراً حول المناسبة في سنوات متفاوتة ومدن عربية مختلفة ، واهم ما قرأت أنه من طقوس هذا العيد ( إعادة تذكر أجمل الأيام واللحظات التي قضيتها مع الحبيب ) و ( أجمل هدية تقدم بالمناسبة وردة حمراء ) ، ( إذا استطعت العودة إلى الحبيب الذي ترك في قلبك صوراً جميلة ، فأفعل دون تردد ) ، ( تذكر أول مرة عرفت فيها حكاية / فالنتاين / واين كنت لتعود إليه للذكرى ) – كثير وكثير من المعاني التي عرقتها ولكن مايهمني اليوم الإشارة إليه هو ( تذكر أول مرة عرفت فيها الحكاية وأين كنت ) ، والسبب ليس شخصياً فقط ، بل حسب اعتقادي يهم الكثير منكم !!* دفعني والدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته – إلى الذهاب إلى القاهرة العاصمة المصرية الساحرة في مطلع أيار / مايو 1973م ، وأنا لم أتجاوز الثمانية عشر ربيعاً ، للدراسة الإعدادية لأنه كما قيل لي ( دائم الشكوى من تصرفاتي المجنونة !! ) .. ذهبت وحيداً ولأول مرة أصعد الطائرة .. ولأول مرة أرى وطناً غير وطني .. لأول مرة أشاهد التاريخ أمامي .. لأول مرة أتعلم الحب الذي يسود بين الناس .. وبحكم صغر سني فأن الأشياء المراهقة تنعش الفضول في داخلي .. فكان عنوان كتاب ، أتذكره حتى الآن ، هو سبب معرفتي بعيد الحب ، والعنوان يحمل نفس الاسم ، لم أقتن الكتاب لارتفاع سعره بالنسبة لي كطالب ( ثلاثة جنيهات ) ، ( عام 1973م) أما اليوم فأعتقد أن سعره يصل إلى أكثر من مائة جنية . سألت وبخجل لا يمكن وصفه اليوم ، صاحبة الشقة التي سكنت فيها عن ( عيد الحب ) وكانت كما عرفت العام المنصرم ، أنها رحلت إلى باريها قبل ثلاثة أعوام، كانت مسيحية ، لكنها تحب المسلمين .. فضحكت حينها في وجهي وحكت حكاية ( عيد الحب ) كما رويتها لكم سابقاً .. ولكني نسيتها حتى يوم أمس – الأربعاء – الذي ومنذ الفجر عدت إلى مذكراتي الشخصية وتحديداً مذكرة عام 1973م وقرأت الحكاية وقررت الكتابة بعد أكثر من ثلاثة عقود .* ما أريد أن أقوله اليوم أو أصل إليه ، إن معاني كثيرة من الحب الصادق بين الناس قد اختفت وبدون فلسفة في تبرير الأسباب أقول إن السبب الرئيسي الأول هو نحن الذين أغوتنا الأشياء والعادات القبيحة في الحياة عن الأشياء الجميلة والعادات التي تربطنا بقيمنا وديننا الإسلامي الحنيف، الدين الذي حلل الحب على أسس نظيفة طاهرة لاتخدش الحياة ولا تصيب الأذى لا نفسنا وللآخرين .. حب يجمع لا يفرق كما هو حاصل اليوم.. حيث وعلى سبيل المثال ، شاهدنا أمس ونحن نحتفل حتى ولو في دواخلنا لان البعض لا يعترفون بهذا العيد ، شاهدنا مناظر الموت والذمار في العراق والجزائر ويعلم الله كم عاصمة عربية وإسلامية شهدت هذا الحقد الإنساني على الإنسان نفسه !!* الحال .. كان عيد الحب في ذكراه السنوية أمس – الأربعاء – يبعث على الأسى والحسرة على إصرارنا في التخلي عن الحب الحقيقي .. ولا نستغرب اليوم لو سمعنا أن الكثير من الناس وأقصد نحن العرب والمسلمين ، نمارس أبشع الجرائم ضد الحب وباسم الحب في كثير من الأحيان . في القاهرة عاصمة الحب العربية ، أجد فيها أن الحب مازال موجوداً رغم تراجعه كثيراً عن الأمس ، إلا أنه موجود ، حب يربطك كالسحر بهذه المدينة التي تكبر في النفس بعد كل زيارة لها .. فهل عرفتم الآن لماذا أغلقت هاتفي الجوال أمس ولم أفتحه إلا مساء لأبادر في الاتصال بالحب الذي لم أحافظ عليه في قلبي ؟!!* صباح أمس طبعت على جبين أمي قبلة لا أعرف إن كنت سأكررها مرة أخرى في العام القادم ، بل حتى يوم غد ؟!!