فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/كارين بوهان وآدم انتوس: تعهد باراك أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بتقديم دعم قوي لإسرائيل خلال زيارة للقدس أمس الأربعاء واصفا الدولة العبرية بالمعجزة. وقال أوباما الذي يسعى إلى تهدئة قلق بعض الناخبين اليهود الأمريكيين فيما يتعلق بسياسته إزاء إسرائيل في تصريحات للصحفيين إنه يأمل أن يساعد في إحلال السلام في الشرق الأوسط. وتابع «أنا هنا في هذه الجولة لتأكيد من جديد العلاقة الخاصة بين إٍسرائيل والولايات المتحدة والتزامي بأمن إسرائيل وأملي أن أتمكن من العمل كشريك فعال سواء.. كسناتور أو كرئيس في إحلال سلام دائم في المنطقة» .ووصف سناتور إيلينوي الذي التقى بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس إسرائيل بأنها «معجزة تكشفت» منذ إعلان قيامها قبل 60 عاما. ووضع في وقت لاحق وهو يرتدي قلنسوة يهودية إكليلا من الزهور البيضاء في متحف ياد فاشيم التذكاري الذي يكرم ضحايا محارق النازية. وكتب في سجل الزوار في المتحف «ليأتي أولادنا إلى هنا ويعرفوا هذا التاريخ حتى يمكنهم ضم صوتهم لشعار (لن يحدث ثانية). والتقى أوباما بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وزعيم حزب ليكود اليميني المعارض بنيامين نتنياهو وسيجري محادثات لاحقا مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء إيهود أولمرت الذي قد يرغم على التنحي عن منصبه إذ يواجه مزاعم فساد. وتحاشى أوباما القيام بزيارة تحظى بتغطية إعلامية كبيرة للضفة الغربية وهو ما قد يبعد الناخبين اليهود الذين يحتاجهم في انتخابات الرئاسة ولم يدل بأي تصريحات بعد اجتماع استمر لمدة ساعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. وانتشر مئات من ضباط الأمن الفلسطينيين الذين يرتدون الخوذة ويحملون بنادق آلية في شوارع رام الله بالضفة الغربية المحتلة أثناء توجه أوباما بالسيارة من مدينة القدس إلى هناك. ومر موكبه بسياراته السوداء بالجدار العازل الإسرائيلي في الضفة الغربية والمستوطنات اليهودية على التلال. وكان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قال في وقت سابق إنه يأمل أن يتوصل الفلسطينيون وإسرائيل إلى اتفاق بخصوص إقامة دولة فلسطينية بحلول الوقت الذي ينهي فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش فترة رئاسته في يناير عام 2009 . وأضاف أنه إذا لم يتحقق ذلك فيأمل أن يسير الرئيس المقبل في نفس المسار لإحلال السلام. وكان أوباما الذي يواجه المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر أغضب الزعماء الفلسطينيين عندما قال الشهر الماضي إن القدس يجب أن تكون عاصمة إسرائيل «غير المقسمة». ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل. ولكن أوباما قال في وقت لاحق إنه «أساء التعبير» عندما أدلى بهذه التصريحات. وتوقف أوباما أمس الأربعاء في مستوطنة سديروت الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة. وكان مكين زار سديروت في مارس إلا أنه لم يزر الضفة الغربية. والهجمات الصاروخية عبر الحدود والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تراجعت بشكل كبير منذ تهدئة توسطت فيها مصر الشهر الماضي. ووصل أوباما لإسرائيل بعد ساعات من حادث صدم فيه فلسطيني يقود جرافة سيارات في شارع مزدحم في القدس الغربية قرب الفندق المقرر أن يقيم فيه أوباما. وأصاب المهاجم 16 شخصا على الأقل أحدهم إصابته بالغة قبل أن يقتل بالرصاص. وقال مساعدون إن في ياد فاشيم التقى أوباما بضابط شرطة إسرائيلي أطلق النيران مع آخرين على سائق الجرافة.