* أتخذ الغرب من الصهيونية رداء لحماية مصالحه وضمان استمرار بقائه في منطقة الشرق الغنية. إذ أن الصهيونية حركة قومية أوروبية مثلها في ذلك مثل كل الحركات القومية الضيقة التي انتجتها ظروف أوروبا الصناعية الرأسمالية المتطلعة إلى الأسواق ومناطق النفوذ. وشعر الغربيون بإمكانية الاستفادة من السرطان الصهيوني، وذلك للتخلص - أولاً - من مضايقات اليهود للمجتمعات الأوروبية، ثم تسليطهم على عدوهم التقليدي في الشرق وبذلك يضمنون استمرار سيطرتهم على منطقة الشرق الأوسط.* وهكذا خلقت دولة إسرائيل من عدم. وتوالت جيوش المهجرين الصهاينة تحتل الأرض العربية في (فلسطين) شبراً شبرا بمساعدة المستعمرين الإنجليز ثم الأمريكان.* وقامت دولة مستوردة طورها خارج الأرض العربية، وتستمد الوحي والعون من خارج حدودها، ومن تمكين العدو الغربي السيطرة على اقتصاديات العالم العربي، وشل حركة التقدم في اوصاله، وتفتيت وحدة العرب وتشجيع الحركات المضادة في جسم العالم العربي.* إن إسرائيل ومن يقف وراءها لن ترضى بغير الاستسلام التام وتجريد العرب من كل وسائل الدفاع والنضال حتى تتم لها الغلبة في السيطرة على أسواق العالم العربي المتخلف، وبذلك تفتح المجال لمصانع أوروبا وأمريكا.* إن التحدي الكبير الذي يمثله الغزو الصهيوني قد بدأ يحدث ردود فعل قوية في أعماق الجماهير العربية صاحبة الحق ومالكة الإرادة، ودرع الشعور القومي الواقي من غوائل الزمن.* قد تكسب إسرائيل بعض الزمن ما دامت أوروبا وأمريكا قوية متحمسة، والويل للدويلة المصطنعة إن أصاب هذا السند الخارجي الوهن في يوم من أيام الدهر.وقد تنعم اسرائيل بالراحة ما دام العالم العربي منقسماً على نفسه تستشرى فيه الأطماع وتتحكم في القائمين عليه النزوات والمصالح. والويل للجزيرة القائمة في محيط حين تهب الرياح القوية، وتهدر أمواج الوعي من كل جانب.* لقد قامت إسرائيل وطغت وعاشت في الأرض فساداً، ولأنها غازية وظالمة فإن هذا الظلم لا يدوم، وأن منطق الحق هو الذي يدوم حكمه إلى قيام الساعة. ولابد أن تزول تلك القوى الهمجية التي لا تقترف كل ما هو شر.إن إسرائيل مثل كل الأفكار الشريرة، التي عبرت مخيلة التاريخ البشري سوف تزول، فقد زالت قبلها همجية المغول، وشراسة النازية والفاشية، وعنصرية الرجل الأبيض في جنوب افريقيا، وبالتأكيد سوف يزول طغيان قتلة الأطفال من على أرض فلسطين. ومهما كان الثمن، فإن الأمر يستحق ذلك.* وختاماً، نقول ما ضاع حق وراءه مطالب، باذلاً كل غالٍ ونفيس من أجل استرداد حقه المشروع، مهما طال الزمن، ولذلك لابد أن تزول إسرائيل الباغية، المتغطرسة - بإذن الله تعالى -[c1]سلال السيد محمد[/c]