تحتفل بلادنا بالثامن من سبتمبر (اليوم العالمي لمحو الأمية) مشاركة شعوب العالم والمنظمات الدولية والعربية والاقليمية والمنظمات غير الحكومية .هذا اليوم الذي جاء بناء على قرار مؤتمر وزراء التربية والتعليم في العالم الذي انعقد في جمهورية إيران الإسلامية خلال الفترة 8 - 19 سبتمبر 1965م وتبنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" في مؤتمرها الرابع عشر المنعقد في نوفمبر 1966م في باريس والزمت دول الأعضاء الاحتفاء بهذه المناسبة .ومن حينها اصبح يوم الثامن من سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً لمحو الأمية تحتفل به شعوب العالم . على اعتبار ان هذا اليوم يمثل وقفة تقييمية لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية في جميع انحاء العالم .ويمثل الاحتفاء بهذه المناسبة مظهراً من مظاهر الوعي الحضاري لاعداد الانسان وتأهيله للحياة المعاصرة عن طريق العلم والمعرفة باعتبار العلم عملية مستمرة مدى الحياة في تنمية الاستقلال الذاتي وروح المسؤولية عند الافراد والجماعات وتعزيز القدرات على مواجهة التحولات التي يشهدها عالمنا اليوم .ان القضاء على الأمية مسألة ضرورية كونها ظاهرة تتعارض بصورة جادة مع نمط الحياة في هذا العصر ، لهذا فهي مشكلة لابد من التصدي لها والقضاء عليها لتناقضها مع سياق الحضارة ونسيج الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحديثة وبالقضاء عليها تصبح الكلمة المكتوبة سلاحاً للجماهير في صراعها من اجل التطور والتقدم وتصبح ايضاً مستودعا للقوة الحديثة ووسيلة الاتصال مع الآخرين.وبلادنا وهي تحتفل بهذه المناسبة في التحضيرات الجارية للعرس الديمقراطي للانتخابات الرئاسية والمحلية قد شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملموساً في مجال محو الأمية مرتبطاً بالنهج الثابت والمتصاعد لقيادتنا السياسية بزعامة ابن اليمن البار الاخ المشير "علي عبدالله صالح" رئيس الجمهورية رئيس المجلس الاعلى لمحو الأمية وتعليم الكبار الذي يولي اهتماماً كبيراً لمكافحة الامية والقضاء عليها بين اوساط جماهير شعبنا لجعلها قادرة على المساهمة والمشاركة في البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي على طريق التطور والتقدم الحضاري .وقد تجلى اهتمام قيادتنا السياسية بقضية الأمية من خلال انشاء جهاز فني تربوي وتعليمياً يعنى بقضايا محو الأمية وتعليم الكبار .وكذا اصدار استراتيجية وطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار وقانون لمحو الأمية وتعليم الكبار.وانطلاقاً من ذلك شهد نشاط محو الأمية وتعليم الكبار تطوراً ملموساً في الآتي :[c1]أولاً: القبول والامتحان والالتحاق[/c]لقد ارتفع عدد الملتحقين والملتحقات بفصول محو الأمية وتعليم الكبار من الملتحقين خلال الاعوام التالية إلى 84.451 في عام 2002م وفي عام 2003م وصل العدد إلى (100.289) وفي عام 2004م بلغ اجمالي الدارسين (118.263) وفي عام 2005م بلغ عدد الدارسين (124.875) دارسا ودارسة .وبهذه الاعداد الملتحقة سنوياً انخفضت نسبة الأمية من 52.2% في عام 1994م إلى 45.7% في عام 2004م للفئة المستهدفة من 10 سنوات فأكثر .وإذا نظرنا إلى فئة القوى المنتجة 10 - 45 سنة فإن النسبة انخفضت إلى 39% وانخفضت النسبة بين الاناث إلى 62.1% وبين الذكور29.8 % .وبالنسبة لحجم الأمية قد انخفضت على مستوى الحضر إلى 25.8 % وفي الريف 54.3 % مما يؤكد الانخفاض المستمر لنسب الأمية سنوياً .[c1]ثانياً : في مجال تطوير وتحديث برامج ومناهج محو الأمية وتعليم الكبار [/c]لقد تم خلال العامين المنصرمين الانتهاء من تأليف المناهج الجديدة لمحو الأمية وتعليم الكبار بما يتواكب واحتياجات الدارسين الكبار وبيئاتهم المحلية كما تم البدء بالعمل لهذه لمناهج منذ عام 2004م لمختلف المراحل التعليمية في محو الأمية .وفي برامج التثقيف الجماهيري فقد تم اعداد 12 كتيباً ثقافياً في مختلف المجالات الصحية والسكانية والبيئة وقضايا التنمية وتوزيعها على المتحررين من الأمية لمساعدتهم على عدم الارتداد إلى الامية .وفي برامج التدريب الاساسي والنسوي على المهارات الحياتية يجري حالياً اعداد وتأليف الكتب لهذا البرنامج .[c1]ثالثاً : في مجال بناء القدرات البشرية[/c]لقد تم الاهتمام بهذا الجانب باعتبار ان القدرات البشرية الاساس في عمل محو الأمية وتعليم الكبار .. وانطلاقاً من ذلك فقد تم تأهيل عدد من الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال ومنها المعلمون بعدد (2050) معلماً ومعلمة خلال عام 2005م.اما الموجهون فبلغ عدد من تم تأهيلهم (540) موجهاً وموجهة على مستوى محافظات الجمهورية .أما على مستوى تأهيل الكادر القيادي فقد تم تأهيل (60) كادراً قيادياً على مستوى الجهاز والمحافظات في دورات تدريبية خارجية بالاضافة إلى الدورات التخصصية المحلية فقد عقدت دورات تدريبية تأهيلية لعدد (90) كادراً في مجال الاحصاء والتدريب والعمل مع المرأة.[c1]رابعاً : البنية التحتية [/c]وفي هذا المجال فقد تم بناء العديد من المراكز لمحو الأمية وتعليم الكبار وخاصة فيما يتعلق بمجال محو أمية المرأة والفتاة الريفية حيث بلغ اجمالي التكلفة (34.137.560) ريالا بتمويل حكومي .اضافة إلى بناء وتشييد عدد من المراكز بدعم خارجي بمبلغ (562.626) دولارا أمريكيا.اما في جانب التجهيزات فقد تم توفير المستلزمات والاثاث لجميع مكاتب محو الأمية بالمحافظات والمديريات والمراكز النسوية وبلغ اجمالي ما تم صرفه في هذا الجانب 264.655.000 ريال تقريباً.بالاضافة إلى انجار العديد من الانشطة والفعاليات الهامة مثل عقد دورات العمل للقاءات التشاورية الموسعة واللقاءات الاقليمية المنعقدة في الجمهورية اليمنية والتي شاركت فيها بلادنا بفعالية كبيرة .ولابد في اليوم العالمي لمحو الأمية ان تتضافر جميع الجهود الرسمية والشعبية للسعي لهدف واحد وهو القضاء على الأمية وان تقوم المنظمات الجماهيرية بواجبها ودورها للقضاء على هذه الظاهرة من اوساط اليمن الحبيب .
اليوم العالمي لمحو الأمية
أخبار متعلقة