اعتبرت أن تحقيق نجاح دائم يستلزم أكثر من الوسائل العسكرية
جندي باكستاني على الحدود
واشنطن/14 أكتوبر/اندرو جراي: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن طالبان خلقت «تمردا مرنا» في أفغانستان ومن المرجح أن تحتفظ أو تزيد من سرعة سير هجماتها هذا العام. وأشار البنتاجون الجمعة أيضا في تقرير للكونجرس الأمريكي إلى الملاذات الآمنة للمتمردين في المناطق الحدودية الباكستانية بوصفها اكبر تهديد للأمن في أفغانستان. وأضاف أن واشنطن وحلفاءها حققوا تقدما كبيرا منذ الإطاحة بطالبان من السلطة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ولكن تحقيق نجاح دائم سيتطلب وقتا ويستلزم أكثر بكثير من مجرد الوسائل العسكرية. وقال التقرير إن«طالبان أعادت التجمع بعد سقوطها من السلطة وتحولت إلى تمرد مرن.» وفي علامة على تزايد القلق في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى إزاء تصاعد العنف في أفغانستان أمر الكونجرس بهذا التقرير الشامل عندما وافق على الميزانية السنوية للبنتاجون لهذا العام. وقال التقرير أن قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية قتلت بعضا من زعماء التمرد الرئيسيين وأزالت ملاذات داخل أفغانستان. وأردف قائلا: «على الرغم من هذه الانتكاسات فمن المرجح أن تحتفظ طالبان بمدى وسرعة سير هجماتها وغاراتها الإرهابية أو ربما تزيدها في 2008.، «طالبان ستتحدى سيطرة الحكومة الأفغانية في المناطق الريفية ولاسيما في الجنوب والشرق. وربما تحاول طالبان أيضا زيادة وجودها في الغرب والشمال.» وعرض التقرير المؤلف من 72 صفحة بعضا من أقوى التعليقات الأمريكية حتى الآن بشأن المناطق الحدودية الباكستانية. وقال أن«اكبر تحدى للأمن البعيد المدى داخل أفغانستان هو ملاذات المتمردين داخل المناطق القبلية المدارة اتحاديا في باكستان.» ويقول المسئولون الأمريكيون أن هذه الملاذات انتعشت في الأشهر الأخيرة مع توقف قوات الأمن الباكستانية عن الضغط على المتمردين في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة إبرام اتفاقيات سلام مع القبائل المحلية. وأعلن القادة الأمريكيون لقوة حلف شمال الأطلسي في شرق أفغانستان الأسبوع الماضي أن هجمات المتمردين ارتفعت بنسبة 40 في المائة هذا العام وأنحى وزير الدفاع روبرت جيتس باللائمة في هذا الارتفاع على عدم وجود ضغط على الجانب الباكستاني من الحدود. وللولايات المتحدة نحو 32 ألف جندي في أفغانستان. ويعمل 14 ألفا منهم في إطار قوة حلف شمال الأطلسي المؤلفة من 53 ألف جندي والمكلفة بتحقيق الاستقرار في البلاد في حين يؤدي الثمانية عشر ألف جندي الباقون مهام تتراوح بين التدريب إلى مكافحة الإرهاب. ورسم التقرير صورة ايجابية للجيش الأفغاني ولكنه قال أن الشرطة تواجه مشكلات. وأضاف«بوجه عام أعاق نمو الشرطة عدم وجود إصلاح والفساد وعدم كفاية المدربين والمستشارين العسكريين الأمريكيين وعدم وجود توحيد للجهود داخل المجتمع الدولي.»، وبالإضافة إلى ذلك لا توجد إستراتيجية شاملة لمعالجة تجارة المخدرات في أفغانستان اكبر مورد للأفيون في العالم. وقال التقرير«على الرغم من تحقيق تقدم في بعض المجالات فان جهود مكافحة المخدرات في أفغانستان بوجه عام لم تكن ناجحة.، «توجد صلة واضحة بين المخدرات والتمرد في أفغانستان ما هدد المكاسب الأمريكية في أفغانستان والمنطقة.»