مقدار هذه المناسبة العظيمة للشعب اليمني البطل إن في الثلاثين من نوفمبر 1967م تم تحقيق الاستقلال الوطني لجزء غال من الوطن اليمني بعد تضحيات جسام سطرتها قوافل من شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.. فكان انطلاق الثورة في 14 أكتوبر 1963م نقطة البداية لتحرير الوطن من المستعمر الأجنبي البغيض كما لم يتحقق هذا الاستقلال بالصدفة السياسية وعلى طبق من ذهب بل كان ممهوراً بدماء الشهداء التي روت الأرض اليمنية الطاهرة تربة هذا الوطن الغالي. ودحر المستعمر الأجنبي من الجزء الغالي من الوطن بعد (129) عاماً من الاحتلال والهيمنة الأجنبية.وإذا كانت هذه المناسبة التي احتفل شعبنا اليمني بعيدها الـ (43) عاماً حققت هذا الإنجاز الوطني والتاريخي ودحرت المستعمر فإنها تعد مناسبة عظيمة في حياة الشعب اليمني الذي كافح طويلاً وعلى مدار حقب من الزمن تحقيق وحدته اليمنية .. فكان في مثل هذا التاريخ من عام 1989م التوقيع على اتفاقية الوحدة ومعها دحر شعبنا اليمني براميل العزلة والشتات وفتح أبوابه لكل أبناء الوطن بعد قيود وقهر فرختها عوامل سياسية إبان فترة الحرب الباردة وأسكتت هذه الاتفاقية فوهات مدافع الحروب الشطرية التي كانت تغذى من قبل نفوس لا تريد الخير للشعب اليمني في بناء اقتصاده وتحقيق الاستقرار والأمن الاجتماعي.فإذا كانت اتفاقية 28 نوفمبر 1967م في مفاوضات جنيف لتحقيق الاستقلال وإنزال علم المستعمر ورفع علم الجمهورية بعد الاستقلال .. فإن اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م كانت لتوحيد الوطن ورفع علم الجمهورية اليمنية في عدن الباسلة التي خرج منها آخر جندي بريطاني.فعظمة هذه المناسبة تظل في أن يرفرف هذا العلم خفاقاً رغم التحرشات السياسية الباطلة التي واجهتها دولة الوحدة ومنها التحديات الاقتصادية والانفعالات السياسية والعقائدية وهي مراهنات خاطئة إن فكر آخرون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى ما قبل 22 مايو 1990م.
أخبار متعلقة