قصة قصيرة
بشرى المعلمي
غسلت نعاسها، ارتدت ملابسها، رتشفت قليلاً من قهوة الصباح على عجلة من أمرها. غادرت منزلها مسرعة .. ضفائر المسافات، وطابور السيارات طويل واشارات ضوئية حمراء لا تأذن لها بالعبور، فكرها محمول بالتفكير في حالة تأخرها، أفاقت من تفكيرها على بكاء طفل على قارعة الطريق، لمحته يتحرك .. فضول ملح جعلها تقترب منه، ومشاركة المشاة الى النظر إليه فإذا به طفل رضيع والعديد من الرضوض على جسده .. نظراتها تعانق وجهه المليء بالكدمات. اسرعت به الى المستشفى، طلبت من الطبيب المعالج ان يعمل جاهداً لإنقاذه ـ تألم الجميع لما رأوه على تلك الحالة.بعد عدة أيام تحسنت حالة الطفل اللقيط، اخذته كريمة معها الى المنزل رفضت الأسرة تواجده معها وخاصة محسن الأخ الأكبر لكريمة، الذي أقسم بأنه لن يسمح لهذا الطفل أن يعيش معهم، أرسلت كريمة تنهيدة عميقة وقالت:أرجوك اتركه يعيش معنا ما ذنبه؟فاضت عصبية محسن ولوح يديه بالتهديد وقال:اقسم بالله اذا عدت من سفري ووجدت الطفل هنا لأقومن بإخراجك أنت ايضاً.مرت شهور وها هو محسن يعود الى المنزل، وتوقعت كريمة أن أشياء كثيرة سوف تحدث من محسن.اقترب محسن من الطفل ورأى كريمة وهي تلثم وجه الطفل بالقبلات.بصراخ .. غضب .. حمم تنثر في أرجاء المنزل قال:يبدو أنك لم تستوعبي كلامي الذي قلته لك قبل سفري، ثم مد يده والتقط الطفل بكل كراهية وتابع:سأرمي به لأي كلب ضال.ظل وجه كريمة مدهوناً بالحزن للحظات .. مبلولة بالرعشات ثم فجرت بئر الأحزان بقولها:هل ستقوم برمي طفلك ياأخي.
![](https://14october.com/uploads/content/1009/7SWPT3F9-O3EVW3/alnsyan.jpg)