قصة قصيرة
عبده محمد يحيى الوصابيمنذ أن التحق بالدراسة وهو يحلم بأن يكون صحفياً، يحلم بأن يرى صورته في إحدى الصحف، ظل يحلم بهذا الحلم إلى أن وصل إلى الصف الثالث الابتدائي، حينها مات والده ليجهض حلمه عندما ترك دراسته لكي يعمل ويصرف على والدته وإخوته الأربعة الذين تركهم والده على كاهله.ولأن حلمه لم يتلاش بعد فلم يعمل بعيداً فقد عمل في بيع الصحف، كان يشتريها ثم يقف منذ الصباح الباكر في إحدى الجولات وهو يحمل بيديه مجموعة من الصحف والمجلات ويبيعها على المارة.فما أن تتحول إشارة المرور إلى اللون الأحمر وتتوقف السيارات عن المسير حتى ينطلق بجسمه الضئيل مخترقاً صفوف السيارات ويقف بينها ويبيع ما يحمله من أحلام على سائقيها.ذات حزن وبينما كان يتناول النقود من أحد زبائنه لم ينتبه إلى الإشارة الضوئية إلا وقد تحولت إلى اللون الأخضر فهرول نحو رصيفه المعتاد وقبل أن يصل إليه سبقته سيارة مسرعة فعانقته ليسقط على الأرض مفترشاً أحلامه وقد بللتها قطرات دمه.في اليوم التالي وفي المكان نفسه كان أخوه الأصغر يحمل في يديه صحفاً في إحداها صورة أخيه الأكبر وقد تحقق حلمه أخيراً وظهرت صورته في الصحيفة ولكن في صفحة الوفيات.